تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- هذه الآية فيها تذكّر نية الكفار في الماضي لإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة، ولم يكن آنذاك قد خرج بعد: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُواْ قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاء لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)

- سورة الأنفال هذه نزلت في شأن بدر وهي تحرّض المؤمنين على قتال الكافرين مذكّرة بما حدث منهم في الماضي.

- القائل: (اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) هو أبو جهل كما روى البخاري ومسلم وأبو جهل قد قُتل في بدر قبل نزول هذه السورة التي تذكر أفعاله القبيحة وأقواله الشنيعة

- قوله تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) هو رد على قول أبي جهل قبل الهجرة؛ ووجود النبي صلى الله عليه وسلم بينهم بمكة كان أمانا لهم، وقد عذبهم بعد ذلك.

سورة التوبة

ذكر السيوطي أن سورة التوبة مدنية غير آيتين: (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) أي أن هاتين الآيتين مكيتين بخلاف سائر السورة، وهذا فيه نظر للآتي:

- هذا القول الذي نقله السيوطي هو قول ابن الغرس وابن الغرس استند فيه على قول مقاتل وهو قول شاذ وفيه نظر للآتي:

- دليل مقاتل على مكية الآيتين واه جدا؛ إذ ذهب إلى أن قوله "من أنفسكم" المخاطب به أهل مكة والحق أن الخطاب لكل الناس ولا يقتصر على أهل مكة أو العرب، والمعنى: من جنسكم أي البشر لتفهموا عنه وتأتموا به، ويفسر ذلك قوله: (ولو جعلناه رجلا) أي إنساناً يقول ابن كثير: (أنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم، ليفقهوا عنه ويفهموا منه، لتمكنهم من مخاطبته ومكالمته، ولو بعث إلى البشر رسولا من الملائكة لما استطاعوا مواجهته ولا الأخذ عنه) ولهذا علق القرطبي على قول مقاتل وقال إن فيه بعداً

- وردت أحاديث كثيرة تثبت أن هذه الآيات مدنية وأنها آخر آية نزلت إلى تلك الدرجة التي لم يكتبها كتاب الوحي الذين كانوا يكتبون للنبي، إذ لم يجدها زيد – بشروط لجنته – إلا مع خزيمة بن ثابت كما روى البخاري وابن حبان والترمذي والبيهقي

- من الأدلة التي تؤكد أنها مدنية وأنها آخر الآيات نزولا أن عددا قليلا من الصحابة كانوا يحفظونها عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم نحو خزيمة بن ثابت السابق ذكره وزيد بن ثابت كما روى البخاري ومسلم والترمذي وأحمد وابن حبان وأبي بن كعب كما روى أحمد وعمر بن الخطاب كما روى أحمد فلو كانت الآيتان مكيتين لكان كثير من الناس يحفظونها ويكتبونها ولما أجهد خزيمة بن ثابت نفسه في البحث عن شاهد

وذهب الواحدي والسيوطي وغيرهما إلى أن قوله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) في سورة التوبة المدنية قد نزل في أبي طالب وقد مات كافراً بمكة أي أن هذه مكية مما يدل على إعادة الترتيب، ولكن باستقصاء الراويات المتعددة في آية التوبة يمكن أن يقال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير