السلام عليكم .. وجاء في نهاية القول المفيد للشيخ محمد مكي نصر طبعة البابي الحليي1394هـ 168 و 176 ما نصه: فيما يوهم الوفف عليه والابتداء بما بعده وصفا لا يليق به تعالى أو يفهم معتى غير ماأراد الله تعالى كالوفف على قوله"إن الله لا يستحيي"و"إن الله لا يهدي" و .... فمن انقطع نفسه على شيء من ذلك وجب عليه أن يرجع إلى ما قبله ويصل الكلام بعضه ببعض فإن لم يفعل أثم وكان من الخطأ العظيم الذي لو تعمده متعمد لخرج بذلك عن دين الإسلام لإفراده من القرآن ماهو متعلق بما قبله أو بما بعده وكون إفراده ذلك افتراء على الله وجهلا به.
ـ[د. عمر حمدان]ــــــــ[03 Jul 2009, 11:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
أشكر للأساتذة الكرام على ما أدلوا به من معلومات قيّمة مفيدة. لقد لفت انتباهي هذا الموضوع في تأليف مخطوط عن القراءات السبع، مجهول المؤلِّف، مبتور البداية (حتّى سورة النساء). كما يبدو أنّ هذا التأليف عبارة عن أصل وشرح، حيث استخدم صاحب الأصل رموزًا لأصحاب القراءات ورواتهم، بينما حَلَّهَا صاحبُ الشرح، وللشارح تعليقات على مواضع في الوقوف، لا يكفر فيها القارئ عنده بخلاف رأي صاحب التأليف، منها (ورقة 76ب) على سبيل المثال، لا الحصر: "فيها لفظ كفر , نحو قوله: ?فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ? [23:79 - 24] ووقف فيها وابتدأ ?أَنَا رَبُّكُمُ الأَعلَى? [24:79]، يكفر. وعندي لا يكفر , لأنّ مراد القارئ ليس كذلك , ويقول: أنا عبد ضعيف، لا طاقة لي أن أقول مثل هذا , بل اللّه الواحد القهّار، ربّي الأعلى، وأنا عبده وهو مولاي. وهذا الكفر يظهر في النيّة، لا في التلفّظ. واعتقاد القارئ على أنّ فرعون كفر لأجل هذا. أعاذنا اللّه وإيّاكم من الكفر وباللّه أعتصم".
جاء في آخر المخطوط (ورقة 88ب) ما يبدو أنّه عنوان الكتاب مع ذكر اسم الناسخ وتاريخ النسخ على النحو التالي:
"تمّ كتاب التيسير المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه على يد ناسخه العبد الفقير الحقير المعترف بالذنب والتقصير، أقلّ عباد الله تعالى، الفقير محمّد الشافعيّ بن المرحوم الشيخ صالح بن خضير بن أحمد بن عليّ بن محمّد، عفا الله عنهم وجميع المسلمين، في تاريخ يوم الأربع [كذا] المبارك، مستهلّ شهر ذي القعدة سنة 1111. اللهم اغفر لكاتبه ولوالديه ولمن قرأه وطالع فيه ودعا له بالمغفرة وجميع المسلمين".
لقد ذكر المؤلِّف في نهاية السور التي فيها ألفاظ كفر مواضعها، ونصّ بالمقابل على السور التي لا يوجد فيها ألفاظ من هذا القبيل، نحو (ورقة 79أ): "ليس فيها من ألفاظ الكفر شيء. وبالله التوفيق وبه أعتصم وعليه أتوكّل" [فيها: يعني سورة الفجر (89)].
من جهتي أحاول دراسة هذه الظاهرة والإحاطة بها والوقوف على بداياتها المتقدّمة. لذا اتّفق مع الأستاذ الدكتور الحمد، حفظه الله ورعاه، فيما أشار إليه من تلميح في نهاية مداخلته عن تقادم هذه الظاهرة: "وأتوقع أن يكون مضمون هذا الفصل يرجع إلى حقبة أقدم، لكن المصادر الأخرى التي عندي لم أجد فيها ما يشير إلى ذلك، والله أعلم". وقد أكّد على ذلك الأستاذ الدكتور مساعد الطيّار، حفظه الله ورعاه، بما ذكره من الرسالة المنسوبة إلى الماتريديّ (333) فيما لا يجوز الوقف عليه في القرآن.
فهذا الموضوع لم يحظ باهتمام بالغ ولا بدراسة محيطة، تكشف بدورها النقاب عن أهمّيّته القصوى في علم الوقف والابتداء في كتاب الله عزّ وجلّ، كما أكّد الأستاذ الطيار من جانبه أيضًا على ذلك. بذلك تكون هذه المشاركات والمداخلات العلميّة من الأساتذة الأفاضل في هذا الملتقى الرائد بداية موفّقة في معالجة هذا الموضوع وطرحه. والله تعالى من وراء القصد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.