[هل كتاب الفارسي الحجة للقراء السبعة هو نفسه الحجة في علل القراءات السبع؟]
ـ[ .. سرى .. ]ــــــــ[31 Dec 2009, 02:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت أريد توثيقا لقول أبي علي الفارسي رحمه الله في توجيه القراءات، فكان بيدي كتاب الحجة للقراء السبعة فلم أجد القول فيه، ثم بحثت فوجدت أن له كتابا آخر بعنوان الحجة في علل القراءات السبع، فبحثت عنه فوجدت أجزاءه الأولى في –مكتبة ابن القيم العامة- من أول الكتاب إلى آخر سورة الأنعام، وأنا أبحث عن موضع في وسط القرآن، فشككت هل بقية أجزاء الكتاب ليست متوفرة أم أن هذا كتاب للفارسي له أجزاء مفقودة، ولم يطرأ ببالي أن أقارنه بكتاب الحجة للقراء السبعة، علما بأن الدار التي طبعت الكتاب هي دار الحديث، وكانت حاجتي للكتاب ماسة، فسألت عنه مكتبة الحرم النبوي، وطلبت نسخة مصورة بصيغة pdf فكان أن حدث بالخطأ أن صوروا لي كتاب الحجة للقراء السبعة – بهذا العنوان، ثم عادوا فصوروا لي كتاب الحجة في علل القراءات السبع، وكنت أنتظر الكتاب شهرا حتى يصلني من المدينة المنورة وكلي أمل أن أستطيع توثيق أقوال الفارسي، لكن حينما وصلني قبل ساعات -وكل كتاب في قرص مستقل- فتحت الكتاب الأول فوجدته موسوما بـ (كتاب الحجة في علل القراءات السبع لأبي علي الفارسي وبتحقيق الشيخين عادل عبدالموجود وعلي معوض، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى 1421هـ.)، وفتحت الآخر فوجدته موسوما بـ (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبوبكر بن مجاهد، تأليف أبي علي الفارسي، تعليق كامل الهنداوي، دار الكتب العلمية – لاحظوا نفس الدار! - الطبعة الأولى 1428هـ.)!! فعندما بدأت في قراءة مقدمة الكتابين تفاجأت أن الكتاب هو نفسه لكن العناوين تختلف، والدار التي طبعته هي نفسها لكن المحققين يختلفون، فضلا عن أن الدار قالت عن كل طبعة كتاب أنها الطبعة الأولى له!! مع أن الكتاب نفسه بهذا الشكل الذي بين أيدينا الآن طبع مرتين!!
وراجعت الكتاب الذي عندي ويحمل اسم (الحجة للقراء السبعة أئمة الأمصار بالحجاز والعراق والشام الذين ذكرهم أبوبكر بن مجاهد، تأليف أبي علي الفارسي، تحقيق: بدر الدين قهوجي و بشير حويجابي، دار المأمون لبنان) فوجدته مطابقا للسابقَين.
فأنا الآن في حيرة من أمري ..
هل الفارسي في الأصل ليس له إلا كتاب واحد في القراءات لكن له أسماء مختلفة كما أشار إلى ذلك محققي كتابي دار الكتب العلمية!!
فلقد جاء في التعريف بالكتاب الموسوم بالحجة في علل القراءات السبع في مقدمة التحقيق ما نصه: (وإذا كان عنوان الكتاب الحجة فلقد ورد بأسماء أخرى مختلفة، مثل: الحجة في شرح القراءات السبع، والحجة في علل القراءات السبع، وهي تسميات توضح مضمون الكتاب بصفةٍ أكثرَ تحديدا لاسم: (الحجة) الذي يدل على معنى الاحتجاج المطلق).
وقد جاء في الموسوم بالحجة للقراء السبعة في مقدمت التحقيق: (الذين ترجموا للفارسي ذكروا في ثبت مؤلفاته كتاب الحجة هذا بعبارات ليست متساوية، وإن كانت تشترك جميعها في كلمة "الحجة" محور التسمية، وكل ذلك بداعية الاختصار والإجتزاء بالبعض المفهم عن الكل. فالخطيب البغدادي في تاريخه سماه: الحجة في علل القراءات، وابن خلكان في الوفيات وابن الأثير في الكامل وابن تغري بردي في النجوم الزاهرة أطلقوا عليه الحجة في القراءات، وزاد ابن الأنباري في نزهة الألباء كلمة "السبع" على القراءات، في حين اكتفى ابن النديم في الفهرست وياقوت في معجم الأدباء وابن عطية في فهرسه والسيوطي في البغية وابن الجزري في طبقاته باللفظة المشتركة بين الجميع فأسموه "الحجة" فقط).
وإذا كان كذلك، لِمَ لم يذكر محققي الكتابين الاسم الآخر على غلاف الكتاب، وكذلك الدار الناشرة لِمَ تشير إلى كل كتاب بأن هذه هي الطبعة الأولى له!
فها أنا واحدة من مئات الباحثين والباحثات الذين نشتري كتابا أو نشدُّ الرحل إليه ظنا منا أنه ضالتنا ثم نكتشف أن الكتاب من مقتنياتنا القريبة لدينا، وأن ذلك الكتاب لا يستحق عناء البحث، خاصة وأن مكتبة الحرم النبوي يؤمها الكثيرون من شتى أنحاء العالم!
أم أن للمؤلف كتابَين منفصلين أحدهما يحمل عنوان (الحجة للقراء السبعة) والآخر (الحجة في علل القراءات السبع)؟
¥