تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(حداثة القرآن: إشكال الرسم العثماني وضرورة تنميط الكتابة القرآنية) لعبدالجليل الكور]

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[30 Oct 2009, 09:58 ص]ـ

هذه مقالة بعنوان (حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية) للباحث عبد الجليل الكور، منشورة بموقع الملتقى الفكري للإبداع. وقد قدم لها الموقع بقوله (ملاحظة: إن نشر هذا المقال لا يعني تبني هيئة تحرير الموقع ما يدعو إليه الكاتب، إنما ينشر في سياق ما ينشره الموقع من أفكار تستحق النقاش والحوار).

وقد رأيتُ بعد قراءتها نقلها للزملاء في ملتقى القراءات والتجويد ورسم المصحف وضبطه ليطلعوا عليه أولاً، ويعرفوا ما يستجد من دعوات حول إعادة كتابة القرآن بغير الرسم العثماني ثم ليناقشوا ما ورد فيها ثانياً باعتبارهم المعنيين بببيان الصواب في مثل هذه المسائل. وهذا نص المقالة ..

حداثةُ ?لقرآن: إشكالُ ?لرسم ?لعثماني وضرورةُ تنميط ?لكتابة ?لقرآنية

للباحث عبد الجليل الكور

فِي ?لِاعْتِقَادِ ?لشَّائِعِ أَنَّ ?لْحَرْفَ ?لْعَرَبِيَّ تَوْقِيفِيٌّ مُقَدَّسٌ، وَبِذَالِكَـ فَلَا يَجِبُ مَسُّهُ بِأَيِّ تَغْيِيرٍ. [وَرَغْمَ أَنَّ] هَذَا ?لسَّبَبَ ?لْأَوَّلَ قَلِيلُ ?لْوُجُودِ فِي أَذْهَانِ بَعْضِ ?لْمُثَقَّفِينَ [فَإِنَّ]، تَأْثِيرَهُ ?لْخَفِيَّ مَا زَالَ يَفْعَلُ فِعْلَهُ بِـ?لنِّسْبَةِ إِلَى ?لْقُرْآنِ ?لْكَرِيمِ.»

(أَحْمَدْ ?لْأَخْضَرْ غَزَالْ) [1]

ما أكثر ?لمشكلَات في حياة ?لمسلمين، سواء على مستوى واقع ?لحياة ?لمادية (?لفقر، ?لجهل، ?لمرض، ?لتمزق ?لمذهبي، ?لِاستبداد ?لسياسي، ?لظلم ?لِاجتماعي، إلخ.) أو على مستوى واقع ?لحياة ?لثقافية (وضع قيم ?لتراث، حقيقة ?لشريعة، كيفية ?لتجديد، ?لدعوة و?لدولة، إلخ.). ومن ?لمؤكد أن هذه ?لمشكلَات، في تعددها وتعقدها، ليست كلُّها حقيقيةً وبالقدر نفسه من ?لْأهمية. إذ أن معظمها ليس، على ?لْأقل فيما ?تخذه من تشكلَات محلية وخاصة، سوى مُشكلَات زائفة.

ولعل واحدة من تلكـ ?لمشكلَات ?لكبرى إنما هي ?للتي تتعلق بالكيفية ?للتي دُوِّن بها رسم "?لقرآن ?لكريم" في أثناء جمعه ?لنهائي (حوالي 647م) على عهد ?لخليفة ?لراشد عثمان بن عفان، رضي ?لله عنه (35هـ/655م). وتُعَدُّ "مشكلةً كبرى" في ?لواقع، لِأن أي "تجديد" أو "تحديث" حقيقي في حياة ?لمسلمين لَا يمكن قيامه إلَّا على أساس قراءة حديثة ومُجَدِّدَة للنص ?لمؤسِّس ?للذي هو "?لقرآن ?لكريم" [2].

وثمة مشكلة في "?لرسم ?لعثماني" للمصحف، ليس فقط لِأن ألفاظ "?لقرآن" رُسمت -خطيا وإملائيا- في ?لْأصل بواسطة ?لحروف ?لصوامت بدون نُقَط ولَا حركات (مما يجعل كل كلمة قابلة للقراءة على أكثر من نحو) [3]، وإنما أيضا لِأن ?لمصحف "?لعثماني" ?شتمل على جملة من ?لْألفاظ ?للتي كُتبت بأشكال مختلفة بين آية وأخرى (نعمة/نعمت، رحمة/رحمت، يدعو/يدع، يأتي/يأت، يكون/يكن، إلخ.) على نحو يَحُول دون ترسيخ ?لِاتساق ?لكتابي للنص ?لقرآني. وفي ?لمدى ?للذي تم فيه هذا ?لتدوين ?لنهائي للقرآن ?لكريم بواسطة لجنة من ?لصحابة ترأسها زيد بن ثابت –رضي ?للَّاهُ عنه-، فإن ?لسؤال يُطرح ليس فقط عن درجة إتقان هؤلَاء ?لصحابة -رضي ?للَّاهُ عنهم- لِرُسوم ?لكتابة، بل كذالكـ -وبشكل أساسي- عن مدى ?تفاقهم على طريقة محددة في رسم ?لْألفاظ ?لمُؤلِّفة لِآي "?لذكر ?لحكيم". ومن ثم، يُمكن طرح ?لسؤال ?لمهم و?لخطير عن طبيعة "?لرسم ?لعثماني" كما دُوِّن به "?لقرآن ?لكريم" وكما تلقاه به ?لناس منذئذ إلى ?لْآن: هل هذا ?لرسم توقيف من ?للَّاهِ –عز وجل- على ?لنحو ?للذي يجعله جزءًا لَا يتجزأ من ?لوحي ?لقرآني ?لمقدس؟ أم أنه ليس سوى "?تفاق" و"?صطلَاح" بين ?لجماعة ?للتي أُوكِل لها أمر جمع ?لمصحف، وبالتالي قد يُمكن أن يُستبدل به "?تفاق" أو "?صطلَاح" آخر إذا دعت ?لضرورة إليه؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير