تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كلام نفيس للحافظ المحقق أبي الفرج ابن رجب في مسألة القراءة بالألحان]

ـ[السراج]ــــــــ[12 Aug 2009, 02:08 م]ـ

هذا كلام نفيس للإمام الحافظ الناقد المحقق زين الدين أبي الفرج ابن رجب - رحمه الله تعالى - في مسألة القراءة بالألحان وذلك في كتابه المفيد الممتع (نزهة الأسماع في مسألة السماع):

(( .. قراءة القرآن بالألحان بأصوات الغناء وأوزانه وإيقاعاته على طريقة أصحاب الموسيقى، فرخَّص فيه بعض المتقدمين إذا قصد الاستعانة على إيصال معاني القرآن إلى القلوب للتحزين والتشويق والتخويف والترقيق، وأنكرَ ذلك أكثر العلماء، ومنهم من حكاه إجماعاً ولم يثبت فيه نزاعاً، منهم أبو عبيد وغيره من الأئمة،وفي الحقيقة هذه الألحان المبتدعة المطربة تهيج الطباع، وتلهي عن تدبّر ما يحصل له من الاستماع حتى يصير الإلتذاذ بمجرد سماع النغمات الموزونة والأصوات المطربة، وذلك يمنع المقصود من تدبر معاني القرآن،وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن لا بقراءة الألحان وبينهما بَونٌ بعيدٌ، وقد بسطنا القول في ذلك في كتاب بيان الاستغناء بالقرآن في تحصيل العلم والايمان، وإنما وردت السنة بتحسين الصوت بالقرآن، لا بقراءة الألحان، وبينهما بون بعيد)). اهـ

ـ[مالك حسين]ــــــــ[29 Aug 2009, 11:15 م]ـ

* قال أبو عبيد (ت:224هـ):-

((وعلى هذا تُحمل هذه الأحاديث التي ذكرناها في حُسن الصوت، إنَّما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، يُبَيِّنُ ذلك حديث أبي موسى: أن أزواج النبي صَلَّى الله عليه وسلم استمعن قراءته، فأُخْبِرَ بذلك، فقال: (لو علمت لشوَّقت تشويقاً، أو حبّرت تَحبِيْراً). فهذا وجهه لا الألحان المطرِبة الملهية)) اهـ.

[((فضائل القرآن)) لأبي عبيد: (ص164)].

* قال القرطبي (ت:656هـ):-

(( ... كيفية قراءة القرآن نُقلت إلينا نقلاً متواتراً، وليس فيها شيء مِمَّا يُشبه التلحين، ولا أساليب إنشاد الأشعار، فينبغي ألاّ يُجَوَّزَ غيْرُها، وإنَّما قلنا ذلك، لأنَّا قرأنا القرآن على مشايِخِنَا، وهم العدد الكثير، والجمُّ الغفير، ومشايخنا على مشايخهم، وهكذا إلى العصر الكريم، وتلقينا عنهم كيفية قراءته بالمشافهة، فلو كان التلحين فيه مشروعاً لتعلَّموه من مشايخهم، ولنقلوه عنهم، كما نقلوا عنهم المدَّ والقصر، وما بيْن اللفظين، والإمالة والفتح والإدغام والإظهار، وكيفية إخراج الحروف من مَخارجها، فإنه لَمَّا نقله الخلف عن السلف وعلَّموا عليه، اتصل ذلك لنا وتلقيناه عنهم، وهذا جاء مع توفر الدواعي على النقل وكثرة المتعمقين من القرَّاء الغالين في كيفية قراءته، ومع ذلك فلم يُنقل عن أحد من القرَّاء المشاهير، ولا عن الرواة عنهم شيء من ذلك، فدَلَّ ذلك على أنَّ تلحين القرآن ما كان معروفاً عندهم، ولا معمولاً به فيما بيْنهم، فوجب ألاّ يُعمل به، ولا يُعرَّج عليه، فإنه أمرٌ مُحْدَثٌ، وكلُّ مُحْدَثٍ بدعةٌ، وكل بدعة ضلالة، كما قال ?)) اهـ.

[((كشف القناع عن حكم الوجد والسماع)): (ص113)].

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير