تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[كيف نتعلم التلاوة بمرتبة التحقيق: نصائح عملية]

ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[21 Apr 2010, 06:36 ص]ـ

النصائح العملية

لتعلم التلاوة التحقيقية

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى.

أما بعد:

إهداء:

أهدي هذا المقال إلى أخي الأكبر المهندس/ أحمد كرم، فله الفضل بعد الله جل وعلا في توجيهي إلى كثير مما سطرته في هذا المقال، فله مني كل شكرٍ وحبٍّ وتقدير، وأسأل الله ألا يحرمه ثواب ذلك، وأن يعينه على أمور دينه ودنياه وأخراه، وأن يبارك له في أهله وماله وولده.

تقدِمة:

شاعَ اليومَ غالباً بينَ القراءِ التلاوةُ بمرتبتَيِ الحدر والتدوير، وغابَ عن كثيرينَ التلاوةُ بمرتبة التحقيق، مع أن أهل العلم جعلوها أعلى المراتب الثلاث وأثوبها مجردةً، بمعنى أنه إذا نحينا عوامل الفضل الأخرى كفضل الزمان الذي تُبتدرُ فيه الحسنات عداً بعدد الأحرف المتلوة من كتاب الله، أو من يريد اللحاق بورده اليومي الذي رتبه لنفسه، إذا نحينا هذا فإن مرتبة التحقيق هي أثوب المراتب، وذلك لحصول التدبر والتفصيل في تجويد الحروف والكلمات والآيات على نحوٍ يكون أقرب إلى تحقيق مراد الله وأمره بترتيل القرآن الكريم.

ومع غياب هذه المرتبة عن واقع قرائنا انقلب الحال إلى أن يطعن البعض ببدعيتها، بل رأيتُ مَصداقَ ذلك من يستفتي أهل العلم في جوازها! ولعل ما زاد الطينَ بِلَّةً؛ حادياً إلى وضعها في زاوية الاتهام: ما دأب عليه بعض القراء في بعض أمصار المسلمين من اتخاذ هذه المرتبة العظيمة من مراتب التلاوة مطيةً لإحياء أحفال العزاء، فيجتمع العوام على الصياح والتعليق أثناء التلاوة، مما يفسد رونقها ويُذهِب جمالها، وهم يرون ذلك من دواعي التأثر بالتلاوة، وما علموا أن في ذلك من التشويش وسوء الإنصات ما فيه.

هذا؛ وتختلف التلاوة بمرتبة التحقيق؛ عنها بمرتبتي التدوير والحدر، حيث تكون الحروف أوضح وأبين؛ وأزمانها أطول، لكن يُحتَرَزُ فيها من تمطيط الحركات حتى يتولد منها مدود، فمدُّ الفتحة يُوَلِّدُ ألفاً، ومدُّ الضمة يولد واواً، ومدُّ الكسرة يولد ياءً.

ويحتاج القارئ إلى التدرب على التلاوة بمرتبة التحقيق فترة من الزمن كما تدرب على المراتب الأخرى، حيث الغالبية العظمى من قراء القرآن الكريم يتقنونه بمرتبة الحدر والتدوير، ولا يحسنون التلاوة بالتحقيق.

والتحقيق مرتبة صحيحةٌ في التلاوة وهناك رواياتٌ تُروى بكامل خَتْمَتِهَا بهذه المرتبة؛ والله أعلم، فالتحقيقُ يُشبِهُ أن يكونَ مرتبةً متواترةً، إذ هي طريقة القارئ المتواترة في أداء القرءان الكريم بهذه الرواية!

قبل الشروع:

· الإخلاص والتجرد والتدبر: فما لم تكن مخلصاً متأثراً بالآيات التي تتلوها فلن تصل الآيات إلى المستمع على الوجه المطلوب، فالقرآن الكريم ينتقل من القلب إلى القلب قبل أن ينتقل بالصوت، وستفقد أحد أهم عوامل الجمال في صوتك؛ والثواب في تلاوتك إذا لم تتدبر ما تتلوه.

وكلما كان القارئ محباً للقرآن الكريم متدبراً لمعانيه؛ متأثراً وعاملاً بها؛ قريباً من الله سبحانه وتعالى؛ مع الإخلاص والتجرد؛ كانت قراءته قوية مؤثرة، ومن كانت له حالٌ مع القرآنِ الكريمِ في الخلوة، كَسَتْ حالُهُ تلكَ تلاوتَهِ خشوعَاً وخشيةً يتأثر بهما السامع، وهذا ما نجح فيه كبار القراء رحمهم الله جميعاً وجعل القرآن العظيم أنيساً لنا ولهم إلى يوم القيامة، آآآمييين.

· الاستماع الجيد: إذا لم تنجح في مرتبة التحقيق كمستمع واعٍ، فلن تنجح كقارئ: فأول مؤهلات تعلم هذه المرتبة الاستماعُ الكثيرُ والدقيقُ إلى تلاواتِ القراءِ بهذِهِ المرتبة، خصوصاً من المتقنين القدامى أمثال المشايخ المُنشاوي وعبد الباسط والحصري ومحمد رفعت وطه الفشني ومصطفى إسماعيل والبهتيمي وغيرهم.

· تحصن دائماً وأبداً بالأذكار الواردة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم: مع الالتجاء الدائم إلى الله تعالى ليحفظ عليك نعمة الصوت، لأنه هو الوهَّاب لها، وهووحده الكفيل بحفظها من العين والمرض، ومن المشاهدِ أن العينَ حقٌّ، وكم أصابت عينُ السامعِ القارئَ من حيثُ لا يدري أحدهما! وأعجبُ من ذلك: أن تصيبَ عينُ القارئِ نفسَهُ هوَ فيتلجلجُ، وهي إحدى علامات إعجاب المرء بقدرته واغتراره بتلاوته!

رعاية البدن:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير