تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تلوين كلمات القرآن بين المنهج العلمي والحكم الشرعي]

ـ[أبو عبد التواب]ــــــــ[20 Jun 2009, 08:08 م]ـ

تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ابتليت بالنظر في واقع المصاحف فوقت على ما يندى له الجبين، وما زاد الأمر خطورة أن الكثير من رجالات أهل العلم لا علم له بذلك، ومن علم سكت!!!

والأخطر من ذلك من أيد تلك الأعمال التي يقودها العوام، وأهل الجشع من التجار قد وجدت من ألبسها لباس الشرعية، والله المستعان

وقد كتبت منذ خمس سنوات بجريدة الشروق اليومي الجزائري بعضا من المقالات تحت عنوان "تلوين كلمات القرءان بين المنهج العلمي والحكم الشرعي" وكان لها الصدى الواسع بين طلبة العلم، وحتى بعض التجار، فإن بعضهم كان يتصل بي من حين لآخر يستشيرني في المصحف الذي أرى أنه سليما من تلك الملاحظات.

ومما قلته في ذلك الوقت: " ... ومن يدقق النظر في المصاحف المبثوثة بالأسواق يقف على فوضى عجيبة، والغريب في الأمر أن الكل ساكت، فالمشايخ بعضهم لم ينتبه إلى هذا كلية، وبعضهم مدح الاختراعات التي يقوم بها أصحاب دور النشر من حين لآخر، وبعض المشايخ سُجل اسمه على المصحف وهو لم ير المصحف كلية!!! والله المستعان.

وقد ابتليت بالنظر فيما هو بالسوق من المصاحف فتجمع لدي العديد من المصاحف التي تحتاج إلى من يقف وقفة قوية تهدي أصحاب دور النشر الذين طبعوها إلى جادة الحق، ورفع اليد عن كتاب الله ـ عز وجل ـ، ولعل الله يجعل كلمتي هذه سببا في ذلك، إنه على كل شيء قدير، فعال لما يريد.

ومما أرى أنه يجب على أهل العلم من ذوي الاختصاص التصدي له: عملية التلوين لبعض الكلمات التي أصبحت طُعما يصطاد به التجارُ العوامَ.

ولقد تتبعت هذه الظاهرة فوجدتها عبارة عن بحر تحرك أمواجه الفوضى والتخبط العشوائي، حتى أنني لما طلبت من بعضهم كمية من المصاحف الخالية من التلوين قال لي: طلبك غير متوفر!!!

ولما سألت بعض أصحاب دور النشر عن دافعهم لذلك؟ أجابني بعضهم بقوله: هكذا يطلب العوام!!!

وبعضهم قال لي: بدون هذه التلوينات لا يباع المصحف!!!

وبالنظر فيما هو في السوق من المصاحف توصلت إلى أنواع عدة من التلوينات، ومن أهمها ما يلي:

1 ـ: تلوين كلمة الرب و الله و هو وغيرها مما سيأتي الكلام عليه.

2 ـ: تلوين بعضا من أسماء الله الحسنى.

3 ـ: تلوين حروف الكلمات وفق أحكام التجويد، وهذا ينقسم إلى قسمين، وبين القسمين من الاختلافات ما بين المشرق والمغرب.

4 ـ: تلوين كلمات القرآن وفق الموضوع العام للآيات القرآنية.

5 ـ تلوين مثاني الآيات في كل صفحة!!!

6 ـ تلوين الأفعال الواقعة في كل جملة من الجمل.

وهناك غيرها من أعمال التلوين، ولا يخلوا عمل من هذه الأعمال من مأخذ، وعن ذلك أقول مستعينا برب العالمين:

النوع الأول

يتمثل في كتابة الأسماء: الله وما تصرف منه، والرب وما تصرف منه، و الرحمن ولفظة "هو" بالأحمر، والكلام عليه كما يلي:

أولا: لا أظن أن هناك من العلماء من استشير في هذا العمل قبل إنجازه؛ لأنه ـ كما قلت ـ: لا معنى له، ثم إن كان ولا بد فلماذا بعض الأسماء دون البعض؟ ثم لماذا لفظة "هو" بالذات؟!!

هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنهم تخبطوا في هذا تخبطا عظيما، حيث كتبوا بعض الكلمات بالأحمر وهي باتفاق لا تدل على الإله الحق؛ وإنما جاءت في سياق الإنكار من أنبياء الله عندما طلب منهم من أُرسلوا إليهم أن يعبدوا معهم إلها غير إله الحق، أو أن المعاندين أنكروا على الأنبياء أن يكون هناك رب غير أنفسهم أو غير الذي يعبدونه ويدعون الناس لعبادته.

فذكر كلمة: الرب أو الإله في مثل هذه الجمل لا تدل على إثبات الألوهية أو الربوبية للإله الحق، ولكن المشرفين على طباعة المصاحف قاموا بكتابتها بالأحمر أسوة بمثيلاتها من الكلمات التي اختاروها أن يكون مميزة عن غيرها!! ومن ذلك ما يلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير