[بمناسبة مرور شهر على أولى مشاركاتي في ملتقاكم المبارك.]
ـ[أبو يوسف الكفراوي]ــــــــ[29 Mar 2010, 12:00 ص]ـ
لقد مضى شهر، أو يزيد على أولى مشاركاتي في ملتقى أهل التفسير، الذي يجمع ثلة مباركة من علماء التفسير والقراءات في عالمنا الإسلامي، ولكن اعذروني يبدو أن الخطأ قد صدر عني.
اشتبه على الأمر، فيبدو أنني دخلت إلى ملتقى آخر، وليس ملتقى أهل التفسير!
فحتى الآن لم أجد جواباً شافياً حول نقاشاتي وسؤالاتي حول كتب الوقف والابتداء، وماءات القرآن، وبعض كتب القراءات، وكأن ما أطرحه لا يمت إلى هذه العلوم بصلة، أو أن كل أستاذ وباحث يحتفظ لنفسه ولكتبه وبحوثه ودراساته بما يمكن أن يفيد به طالب علم، فوالله ما نقلت عن أحد شيئاً إلا ذكرت اسمه، والتاريخ الذي أرسل إلي فيه جوابه.
وها هو موضوع جديد أطرحه للنقاش، وأرجو من الجميع إعمال العقل والفكر:
نسب للصاحب بن عباد كتاب في الوقف والابتداء، وعلى الرغم من أن الذي نسب إليه هذا الكتاب هو أبو البركات بن الأنباري (ت 577 هـ) في نزهة الألباء، ثم جمال الدين القفطي (ت 646 هـ) في إنباه الرواة، وتبعهما بعض مؤرخي الشيعة، إلا أن البحث قد انتهى إلى أن هذه النسبة غير صحيحة، وقد أثبت ذلك بالأدلة القاطعة في أطروحتي.
ولكن الذي يدعو للعجب هو ما ذكره أبو البركات بن الأنباري في نزهة الأ لباء في ترجمة الصاحب؛ حيث قال بالحرف: ويحكى عنه: أنه لما صنف كتاب " الوقف والابتداء " كان ذلك في عنفوان شبابه، فأرسل إليه أبو بكر بن الأنباري، وقال له: إنما صنفتُ كتاب " الوقف والابتداء " بعد أن نظرتُ في سبعين كتاباً، تتعلق بهذا العلم. فكيف صنعتَ هذا الكتاب مع حداثة سنك؟!
فقال الصاحب للرسول: قل للشيخ: نظرتُ في النيِّف وسبعين التي نظرتَ فيها، ونظرتُ في كتابك أيضاً.
وعلى الرغم من أن أبا البركات قد أورد القصة بهذه الصيغة (ويحكى عنه)، وهي من صيغ التمريض، إلا أن بعض مؤرخي الشعة من المتأخرين قد أوردها بصيغة الجزم.
وقد أثارت هذه القصة في نفسي شكوكاً كثيرة حول نسبة الكتاب أصلاً إلى الصاحب بن عباد، فمولد الصاحب كان في سنة (326 هـ) على الأرجح، أو على الأقل بعد 320 هـ، وأبو بكر الأنباري كانت وفاته سنة (328 هـ) على الأرجح. وقيل: (327 هـ)، فعمر الصاحب بن عباد يوم وفاة أبي بكر الأنباري ثلاث سنوات، أو أقل من ثمانية أعوم، ثم إن الصاحب قد صنف هذا الكتاب - على ما ذكره أبو البركات - في عنفوان شبابه؛ أي: بعد سنة 345 هـ.
فالتقاؤهما في عالم الأحياء أمر مستحيل، أو ان يكون المراد أبا بكر بن الأنباري آخر غير صاحب الإيضاح في الوقف والابتداء الذي نعرفه جميعاً، متأخر عنه، ومتقدم على الصاحب، وهو ما لم أقف عليه.
وعلى الرغم من كثرة الدراسات التي قامت حول الصاحب ومصنفاته، فإنني لم أقف على من حل هذا الإشكال، وفك هذه العقدة، وإنما اكتفوا جميعاً بالإشارة إلى تلك القصة، أو سردها، أو على الأقل نسبة الكتاب إليه.
ولقد من الله علي بما تأكد لدي أنه حل للإشكال، وفك للعقدة؛ليكون كشفاً علمياً جديداً، يضاف إلى اكتشافات كثيرة من الله بها على العبد الضعيف؛ منها: حقيقة الوقوف المنسوبة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وحقيقة الوقوف المنسوبة إلى أبي منصور الماتريدي، ومؤلف كتاب الوقف والابتداء المنسوب لابن الجزري، ومؤلف منازل القرآن في الوقوف، وجامع الوقوف والآي، والخلاصة في الوقف، وجمع أكبرإحصاء للكتب المصنفة في ماءات القرآن ... وغيرها الكثير، وسأنتظر اجتهاد أساتذتي وإخواني الكرام حول الموضوع، وأرجو ألا يكون مصيره كمصير المواضيع السابقة.
وأسأل الله أن يقيض عالماً ربانياً يميط اللثام، ويظهر الحق، ويقيل العثرات، ويجيب عن التساؤلات التي طرحتها في السابق حول الكتب المصنفة في الوقف والابتداء، وماءات القرآن .. وغيرها.
فمن يقول: أنا لها؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو يوسف السنهوري الكفراوي، محمد توفيق حديد، مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
[email protected]
ـ[عمار الخطيب]ــــــــ[29 Mar 2010, 08:29 ص]ـ
ولقد من الله علي بما تأكد لدي أنه حل للإشكال، وفك للعقدة؛ليكون كشفاً علمياً جديداً، يضاف إلى اكتشافات كثيرة من الله بها على العبد الضعيف ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو يوسف السنهوري الكفراوي، محمد توفيق حديد، مدرس مساعد في جامعة الأزهر.
[email protected]
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.
أخي الفاضل، لِمَ لا تَضَعُ خلاصة ما ترى (أنَّهُ حَلٌّ للإشكال وفَكٌّ للعقدة) في هذا الملتقى المبارك، فإن كان رأيك صائبا ... شَكَرَكَ المشايخ والإخوة الفضلاء، وإنْ ظهر لهم غير ما ترى ناقشوك بِعِلْمٍ وأدب.
وفقكم الله، ونفع بكم.
¥