[الإمام ابن بري ونظمه " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع" دراسة تحليلية]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[21 Jun 2009, 11:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[الإمام ابن بري ونظمه " الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع" دراسة تحليلية]
تعد قراءة الإمام نافع من القراءات المتواترة التي حضيت بالقبول وكان لها الانتشار الواسع عند المغاربة والأندلسيين لما عرفت به هذه القراءة من الصحة والشهرة ولما عرف به صاحبا من الإمامة و الأتباع، حتى قال الإمام مالك:" قراءة نافع سنة " (1) ومن ثم فردها كثير من علماء المغرب بالتأليف وجردوها بالتصنيف.
وكان: " من أجل ما ألف فيها من المختصرات التي اغنت عن كثير من المطولات، أرجوزة الإمام الفاضل، العامل الكامل، القارئ المحقق، والمقرئ المدقق، ذي العلوم الرائقة، والمصنفات الرائقة، ابي الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن لحسين الرباطي المشهور بابن بري وهي المسماة بالدرر اللامع اصل مقرأ الامام نافع، فقد ضمنها قراءة نافع من روايتي قالون وورش، وبيّن الخلاف بينهما في الاصول والفرش، وأورد فيها ما أمكنه من الفرش، واورد فيها ما امكنه من الحجج والتوجيهات، مع الاختصار وقلة التعقيد في العبارات، ولذلك اعتنى كثير من الناس بحفظها، واشتغلوا بقراءاتها وفهم الفاظها، وقد شرحها جماعة من العلماء الفحول، فمنهم من اطال في بيان التعاليل والإعراب وجلب الضعيف من النقول، ومنهم من اختصر وعقّد العبارة واكتفى عن التصريح بالاشارة" (2).
فلما كان هذا النظم بهذه المكانة العالية، والمنزلة الرفيعة، وكنت – بفضل الله – ممن اعتنى بهذا النظم حفظا ودراسة وتدريسا، اردت ان أعرف بصاحبه الامام ابن بري، وابين منزلة نظمه وقيمته عند علماء المغرب وعنايتهم به تدريسا وشرحان مبرزا مميزات هذا النظم التي انفرد بها كذكر الخلاف والاختيار والتوجيهات والتعليلات، منبها على بعض الاوهام اليسيرة التي استدركت على الناظم – رحمه الله – ضمن مبحث ثلاثة:
المبحث الاول في التعريف بالامام ابن بري، والمبحث الثاني في التعريف بنظمه الدرر اللوامع وعناية العلماء به، والمبحث الثالث في ذكر مميزات هذه المنظومة.
المبحث الاول: التعريف بالامام ابن بري
اسمه ونسبه: هو أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين التازي الرباطي المغربين الشهير بابن بري نسبة إلى رباط تازة وفي بعض لروايات الربضي نسبة الى احد ارباض المدينة أي احوازها (3)
مولده ونشأته: ولد ابن بري حدود الستين وستمائة (660 هـ)، واخذ تعليمه ببلده، وكان والده من اهل العلم والفضل، فيكون قد اخذ عنه كثيرا خاصة في مراحله الاولى، ثم استوطن تازة بها انهى دراسته، وكنت تازة من اهم المراكز العلمية في العهد المريني ذلك رحل اليها كثير من اهل العلم والادب واسوطنوها.
كان ابن بري احدالشهود العدول الذين يدعون عن القاضي للشهادة وغيرها، وقضى في ذلك مدة الى ان الحقه السلطان ابو سيد المريني بديوانه في حدود سنة 715 هـ، وجعله كان ولده ابي الحسن وأستاذه الخاص.
شيوخه ومنزلته العلمية: تلقى العلم ببلده عن والده، ثم تتلمذ على غيره، وشيوخه كثيرون لعل من اشهرهم: ابو الربيع سليمان بن محمد بن علي بن حمدون الشريشي المتوفى بتازة سنة 709 ه، وبرز ابن بري في علوم شتى فقد كان رحمه الله عالما بالقراءات، متبحرافي علوم القرآن [الكريم] ن والى جانب لك كان عالما نحويا، وأديبا بليغا، وفقيها فرضيا، له إلمام بالحديث وتبصر بصناعة التوثيق.
تلاميذه: تتلمذ عليه كثيرون من بينهم:
أبو الحجاج يوسف بن علي السدوسي ثم الغرناطي: كان يحضر مجالس اقراء ابن بري بجامع القريين بفاس سنة 723هـ، وهناك اخذ عنه منظومة الدرر اللوامع وقراها بدوره في المدرسة اليوسوفية بغرناطة سنة 744هـ. (4)
أبو مهدي عسى بن عبد اله الترجالي، ويعد من تلاميذه البارزين، ولي قضاء تازة، وكان من شيوخها المرموقين، وهو الذي وعز الى السلطان بنقل ابن بري الى فاس وجعله كاتبا في ديوانه، واستاذا لولي عهده (6)، وغيرهم ...
مصنفاته: خلف رحمه الله تراثا قيما اثرى به المكتبة الاسلامية فمن اثاره (7):
- أرجوزة "الدرر اللوامع في أصل مقرأ الإمام نافع" وهو موضوع هذه الدراسة.
¥