[نصائح لمن يريد حفظ القرآن]
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[25 Jun 2009, 03:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد:
فهذه نصائح لإخواني المقبلين على حفظ كتاب الله تعالى، هي خلاصة خبرتي في تدريس القرآن الكريم، أضعها بين يديكم سائلاً الله تعالى أن ينفع بها.
أولاً: احرص على أن تخلص لله تعالى في حفظك , ويكون همك التقرب إلى الله تعالى في ذلك، لا رياءً ولا سمعة.
ثانياً: أكثر من الدعاء والتضرع بين يدي الله سبحانه و تعالى أن يعينك على الحفظ، خصوصاً في أوقات ومواطن إجابة الدعاء، وإياك واليأس فإن القرآن سهل ميسر إذا وفقك الله وأعانك، فسل الإعانة والتوفيق ممن يملكهما، وهو الله سبحانه وتعالى، واعلم أن من سار على الدرب وصل.
ثالثاً: احرص على استغلال الأجواء التنافسية كالدورات والزملاء الحريصين الذين يشجعونك على الحفظ، فقد جربت التنافس في حفظ القرآن , فوجدت له أكبر الأثر في سرعة الحفظ بحمد الله تعالى.
رابعاً: لابد من الالتزام بشيخ للقراءة عليه والاستفادة من توجيهاته , فإن القراءة الفردية خطؤها أكثر من صوابها.
خامساً: اختر لنفسك وقتاً مناسباً للحفظ، وراع في اختيار الوقت عدة أمور:
أ - الراحة النفسية والفراغ الذهني في ذلك الوقت، وهذا يتحقق بعد الاستيقاظ من النوم غالباً.
ب - ألا يكون وقت الحفظ في وقت تكثر فيه المشاغل الأخرى.
ج - أن تجعل القرآن هو الأساس في هذا الوقت , فلا تفرّط فيه إلا للضرورة القصوى.
سادساً: حدد لنفسك مقداراً يومياً من الحفظ , وألزم نفسك به , وراع في ذلك عدة أمور:
أ - ألا يكون المقدار طويلا ً يعجز عنه غالباً , ولا يكون قصيراً يسهل حفظه بدون أي مشقة، بل يكون بين ذلك.
ب - أن تحرص على ضبط قراءة المقدار المحدد قبل حفظه؛ لأنك لو حفظت كلمة بنطق خاطئ لصعب تعديلها فيما بعد , ويكون تصحيح القراءة على يد الشيخ مباشرة , وهذا هو الأصل، فإن تعذر ذلك فبسماع الأشرطة المجوّدة للقراء المتقنين.
ج - أن تلزم نفسك بحفظ المقدار المحدد مهما كثرت المشاغل.
سابعاً: إياك إياك والتفريط في المواظبة على ما التزمت به , فالنفس ضعيفة وتركن إلى الراحة والكسل , لكن عوّد نفسك على الجدّ وعليك بالالتزام مع شيخ ليشجعك على ذلك، ويطرد عنك الكسل والملل.
ثامناً: احرص على كثرة التكرار لما تم حفظه نظراً و غيباً، في الصلاة وخارجها حتى يستقر في قلبك , وأقصد بالتكرار تكرار ما بعد الحفظ لا التكرار أثناء الحفظ , فكرر ما تمّ حفظه عشرين مرة على الأقل، وإن زدت فذلك خير.
تاسعاً: لا تتجاوز سورة حتى تربط أولها بآخرها بضبط وإتقان , فإن ذلك ييسر لك مراجعتها فيما بعد.
عاشراً: إياك والطريقة السقيمة في الحفظ التي تعتمد على كثرة المحفوظ الجديد مع إهمال المراجعة , فإن فيها ضياعاً للوقت وإهداراً للجهد , بل عليك بالجمع بين الحفظ الجديد والمراجعة السابقة , فهي الطريقة التي درج عليها السابقون الأولون.
وبالله التوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.