[شوائب الحروف]
ـ[الورشان]ــــــــ[12 Feb 2010, 03:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[شوائب الحروف]
هذا المصطلح يستخدم ليدل على معنى خاص يتعلق بصفات الحروف التي يمكن أن تؤثر في
الأصوات المجاورة، فالصوت المجهور يمكن أن يؤثر في الصوت المهموس، والصوت المطبق يمكن
أن يؤثر في الصوت المنفتح، والصوت الأنفي (الأغن) يمكن أن يؤثر على الصوت الفموي،
والصوت المستعلي يمكن أن يؤثر على الصوت المستفل.
أولا: الجهر والهمس:
1) السين والجيم:
إذا سكنت السين وأتت بعدها جيم، وجب بيان السين لئلا يذهب اللفظ إلى الزاي، وتعليل ذلك
أن الزاي بالجيم أشبه من السين بالجيم، لأن الزاي مجهورة مثل الجيم، أما السين فهي
مهموسة فلا تشبه الجيم، ومثاله: (واسجد) العلق19 (المسجد) البقرة 144
(اسجدي) آل عمران43 (يسجرون) غافر72 (المسجور) الطور6، فيجب الانتباه و التحفظ بإظهار
السين لئلا تصير زايا.
2) الصاد والدال:
إذا سكنت الصاد وأتت بعدها دال، وجب بيان الصاد لئلا يذهب اللفظ إلى الصاد التي فيها اشمام
بالزاي، فيتولد صوت خليط من الزاي والصاد وهو كصوت الظاء عند العامة في الشام، وتعليل
ذلك أن هذا الصوت المتولد يشبه الدال من من حيث إنهما مجهوران، أما الصاد فهو مهموس.
ومثاله: (ومن أصدق) النساء87 (وتصدية) الأنفال25 (فاصدع بما تؤمر) الحجر94
3) العين مع الثاء والفاء والتاء والشين والصاد:
إذا التقى العين مع أحد حروف الهمس يجب تبيينه و إلا صار حاء لأن الحاء أقرب إلى هذه
الحروف لكونها مهموسة، ومثاله: (يوم البعث) الروم56 (ولا بعثكم) لقمان28 (وليعفوا) النور
22 (فاعتلوه) الدخان47 (أمتعكن) الأحزاب28 (يعصرون) يوسف49.
4) الغين مع الشين:
الغين إذا سكنت وبعدها شيء من حروف الهمس وجب أن يؤتى بها بألطف ما يمكن لتخلص من
شائبة الخاء لقرب مخرج الغين من الخاء ومشاركة الخاء لحروف الهمس في الهمس، خاصة مع
الشين، ومثاله (فأغشيناهم) يس9، (فاغسلوا وجوهكم) المائدة6،
(إلا من اغترف) البقرة249 (أبلغه مأمنه) التوبة6، (واستغشوا ثيابهم) نوح7
5) الجيم مع التاء:
إذا اجتمعت الجيم الساكنة مع التاء فإنها قد تلفظ شينا, مثاله: (اجتباه) النحل121,
(وكذلك يجتبيك) يوسف6, (فاجتنبوا الرجس) الحج30.
ثانيا: الاطباق و الانفتاح:
1) السين مع حروف الاطباق:
إذا جاءت السين ساكنة مع حرف من حروف الاطباق في كلمة، وجب تبيينها لأنها قد تطبق
وتتحول إلى صاد، مثاله: (بالقسطاس) الاسراء35، (فما اسطاعوا) الكهف 97
(بسطة) البقرة247. (ذي مسغبة) البلد14، (إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم) هود38
2) التاء مع حروف الاطباق:
إذا جاءت التاء مع حرف من حروف الاطباق وجب بيان همسها وتخليصها من الاطباق وإلا صارت
طاء. مثاله: (فاختلط) الكهف45، (ولا تطع) الكهف28، (لا تظلمون ولا تظلمون) البقرة279 (وأن
تصبروا) النساء25.
3) الذال مع الراء:
إذا التقى ذال مع راء مفخمة يجب بيان انفتاح الذال وإلا صارت ظاء، كما قال ابن الجزري:
وخلص انفتاح محذورا عسى خوف اشتباهه بمحظورا عصى
4) الطاء مع الفاء:
إذا وقع قبل الفاء طاء فينبغي بيان الطاء لئلا تصير تاء، وذلك لاشتراك التاء مع الفاء في صفة
الهمس، مثاله: (من نطفة) النحل4 (الخطفة) الصافات10، (الأطفال) النور59
5) الصاد مع التاء:
إذا وقع بعد الصاد تاء المخبر أو المخاطب بادر اللسان إلى لفظ السين موضع الصاد، لأن السين
أقرب إلى التاء من الصاد إلى التاء، مثاله: (حرصتم) النساء129 (ولو حرصت) يوسف103
ثالثا: الحروف الأنفية (الغنة) والفموية:
1) اللام مع النون:
اللام الساكنة إذا جاءت بعدها نون فإنها قد تقلب نونا، وتدغم النونان مع بعضهما، وذلك لأن
النون أنفية واللام فموية، لذا ينبغي أن تبين اللام جيدا، مثاله: (أنزلنا، أرسلنا، جعلنا،قلنا)
2) الراء مع النون:
وكذلك إذا التقت الراء الساكنة بنون بعدها وجب بيان الراء لئلا تتحول إلى نون وتدغم في
النون الثانية: (فبشرناه، فبشرناها)
3) الذال مع النون:
ومما قد يخطئ به البعض تحويل الذال الساكنة إلى نون إذا أتت بعدها نون، ثم إدغام النونين
مع بعضهما. مثاله: (وأخذنا) (وإذ نادى)
3) الدال مع النون:
مثاله: (أدنى)، (فوجدناها) (أمددناكم)
أما شوئب الحروف المستعلية بالمستفلة فليست بحاجة إلى تمثيل وبيان، لأنها هي المشهورة
على ألسنة الذين يلحنون بالقراءة، لعدم تمكنهم من الانتقال من استعلاء اللسان إلى استفاله
بسرعة أثناء الكلمة الواحدة. مثل: (قد ضلوا) فكثيرا ما يفخم بعض الناس اللام في مثل هذه
الكلمة لعدم تمكنهم من الانتقال من الاستعلاء إلى الاستفال
والله الموفق للصواب والهادي إلى سواء السبيل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
المرجع الأساسي: الدراسات الصوتية عند علماء التجويد للدكتورغانم قدوري الحمد
¥