تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[استشكالات في بعض كتب القراءات - 3]

ـ[أحمد كوري]ــــــــ[01 May 2010, 01:22 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

الشيخ علي محمد توفيق النحاس:

1 – التسوية بين الإظهار والإدغام في ما حذف فيه حرف العلة من أجل الجزم:

يقول الشيخ علي محمد توفيق النحاس (الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء عن العشرة القراء: 19): " روي الوجهان الإظهار والإدغام عن السوسي في كل موضع حذف فيه حرف العلة من أجل الجزم وهو ومن يبتغ غير يخل لكم إن يك كاذبا والوجهان جيدان جائزان لمن يأخذ بطريق التيسير وقرأ بهما الداني".

وجه الاستشكال:

أن من منهجية الشيخ النحاس أنه يحرر التيسير اعتمادا على سائر كتب الداني مثل المفردات، ولكنه هنا لم يرجع إلى كتاب الإدغام الكبير ليحرر عليه التيسير؛ والإدغام الكبير كتاب أفرده الداني لهذا الباب، وأسنده من طريق أبي الفتح وهي طريق التيسير (انظر: الإدغام الكبير: 33، والتيسير: 12). فالشيخ النحاس هنا سوى بين الإظهار والإدغام في ما حذف منه حرف العلة من أجل الجزم، وهو "ومن يبتغ غير" "يخل لكم" "إن يك كاذبا"، لكننا نجد عند الداني في كتاب الإدغام الكبير تفصيلا كان ينبغي أخذه بعين الاعتبار والمقارنة بينه وبين ما ورد في التيسير حتى يتبين اتفاقهما إذا كانا متفقين، أو يتبين المقدم أداء منهما إذا كانا مختلفين؛ فقد نص الداني على أنه قرأ في المواضع الثلاثة بالإدغام، واستحسن الإدغام وأخذ به في يبتغ غير، واستقبحه في يخل لكم، واستحسن فيه الإخفاء، وجعل الإظهار أقيس وأوجه في يك كاذبا، كما يقول الداني (الإدغام الكبير: 53): "وأما الغين فكان يدغمها في مثلها لا غير وذلك في موضع واحد لا غير في آل عمران قوله تعالى: ومن يبتغ غير الإسلام وكان ابن مجاهد وابن المنادي لا يريان الإدغام في هذا لأنه من المنقوص الذي يخل الإدغام به من أجل ما سقط منه للجزم وهو الياء من آخره. وبالإدغام قرأت أنا ذلك من جميع الطرق عن اليزيدي من أجل التماثل وبه آخذ، وكذلك رواه منصوصا عن اليزيدي ابنه أبو عبد الرحمن ومحمد بن سعدان".

ويقول الداني أيضا (الإدغام الكبير: 73 – 74): "واختلف أهل الأداء في موضعين من هذا الباب وهما قوله في يوسف يخل لكم وقوله في الحجر والنمل آل لوط، فكان ابن مجاهد وابن المنادي والنقاش لا يرون الإدغام في ذلك؛ لأن قوله يخل منقوص اللام فإن أدغمت عينه لحقه إعلالان، ولأن آل قليل الحروف فاكتفيا بذلك فيه عن خفة الإدغام وكان الداجوني وغيره يرون الإدغام في ذلك وبه قرأت لأنهما مثلان، والإدغام عندي في يخل لكم قبيح من وجهين أحدهما أنه منقوص كما ذكرنا فالإدغام يخل به والثاني كون ما قبل اللام فيه ساكنا غير حرف مد ولين والوجه فيه أن يكون مخفى على ما تقدم".

ويقول الداني أيضا (الإدغام الكبير: 56 – 57): " واختلف أهل الأداء في قوله في غافر: وإن يك كاذبا فكان ابن مجاهد وابن المنادي يختاران فيه الإظهار لأنه من المنقوص وكان أبو بكر الداجوني وغيره يرون فيه الإدغام، وبذلك قرأته أنا، والإظهار أقيس وأوجه في ذلك".

2 – التسوية بين الإدغام والإظهار في آتوا الزكاة ثم ونحوه"

يقول الشيخ علي محمد توفيق النحاس (الرسالة الغراء في الأوجه المقدمة في الأداء عن العشرة القراء: 20): "يروى عن السوسي في إدغام التاء وجهان في آت ذا القربى وآتوا الزكاة ثم وحملوا التوراة ثم ولتات طائفة قال الداني: "وقرأته بالوجهين" وبهما نأخذ أي: الإدغام والإظهار".

وجه الاستشكال:

أن الشيخ النحاس هنا أيضا لم يقارن بين مضمن التيسير ومضمن الإدغام الكبير، فقد سوى الشيخ النحاس بين الإظهار والإدغام في "آت ذا القربى" ونحوها بحجة أن الداني ذكر أنه قرأ بالوجهين، لكننا نجد الداني يذكر في كتاب الإدغام الكبير أيضا أنه قرأ بالإدغام وبه يأخذ، كما يقول (الإدغام الكبير: 64): "فأما قوله في البقرة وآتوا الزكاة ثم وفي الجمعة حملوا التوراة ثم فروى أحمد بن جبير ومحمد بن رومي عن اليزيدي والقاسم بن عبد الوارث عن أبي عمر عن اليزيدي عنه إدغام التاء في الثاء في ذلك من أجل التقارب، وبه كان يأخذ ابن شنبوذ وابن المنادي والداجوني وبذلك قرأت وبه آخذ، وكان ابن مجاهد وأصحابه يرون

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير