تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أسباب الاختلاف في الوقف والابتداء]

ـ[ايت عمران]ــــــــ[04 Apr 2010, 10:45 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد فهذا بحث متواضع كان قد اقترحه علي الشيخ الحبيب محمد خالد منصور ـ حفظه الله ـ أيام تريسه إياي الوقف والابتداء، وعنوانه:

[أسباب الاختلاف في الوقف والابتداء]

دراسة تطبيقية نظرية

وقصدت من طرحه بهذه الطريقة الإفادة من مناقشة الإخوة في هذا الملتقى الموقر، خصوصا الأستاذ ابو يوسف الكفراوي الذي أتحفنا في هذه الأيام بموضوعات مفيدة في هذا العلم.

وها أنا أدخل الموضوع بدون مقدمات:

منهج البحث

اقتضت طبيعة البحث أن يكون المنهج المتبع فيه هو المنهج الاستقرائي التحليلي؛ حيث قمت فيه بجمع أسباب الاختلاف في الوقف والابتداء، ثم تناولتها بالتحليل وضرب الأمثلة، سالكا في ذلك الطريقة الآتية:

o التزمت بالرسم الإملائي الحديث.

o عرفت المصطلحات الواردة في عنوان البحث.

o اعتمدت في التعريفات اللغوية على المصادر المعجمية الأصيلة.

o حاولت إيجاد سند لحصر أسباب الاختلاف من أقوال الأئمة السابقين.

o رتبت تلك الأسباب ترتيبا أبجديا.

o اقتصرت في الأمثلة على ما صرح العلماء بكونه سببا من أسباب الاختلاف في الوقف.

تمهيد

جرى على الألسنة أنه إذا ظهر السبب بطل العجب، وهو قول صحيح، وينطبق على ما أنا بصدد بحثه من أسباب الاختلاف في الوقف والابتداء؛ إذ الناظر في كتب التمام، وكتب الوقف والابتداء، يفاجأ بزخم من أقوال متعددة، وآراء متضادة؛ هذا يقول: إن الوقف في هذا الموضع كاف، والثاني يقول: إنه حسن، والثالث يقول: إنه قبيح، وهكذا. فإذا عرف الناظر سبب ذلك استطاع أن يوفق بين الأقوال، وينظر في تلك الأسباب، فيستبقي أقواها، ويبعد أضعفها وأوهاها.

المبحث الأول: التعريف بالمصطلحات الواردة في العنوان

المطلب الأول: تعريف أسباب الإختلاف

الأسباب: جمع سبب، وهو: «كل شئ يتوصل به إلى غيره» ().

والاختلاف: مصدر اختلف: ضد اتفق ()، قال في اللسان: «وتَخالَفَ الأَمْران واخْتَلَفا: لم يَتَّفِقا، وكلُّ ما لم يَتَساوَ فقد تَخالفَ واخْتَلَفَ» ().

المطلب الثاني: تعريف الوقف والابتداء

الوقف في اللغة:

قال ابن فاس: «الواو والقاف والفاء: أصلٌ واحد يدلُّ على تمكُّثٍ في شيءٍ ثمَّ يقاس عليه» ().

وقال ابن دريد: «الوَقْف: مصدر وَقَفْتُ الدابّةَ أقِفها وَقْفاً، وكذلك كل شيء: حبستَه» ().

وقال الجوهري: «يقال: وَقَفَتِ الدابةُ تقِف وقوفا، ووقفتُها أنا وقفا، يتعدى ولا يتعدى. ووقفتُه على ذنبه، أي: أطلعتُه عليه. ووقفتُ الدار للمساكين وقفا» ().

يستشف من هذا أن الوقف لغة هو الحبس والتلبث في الشيء وإطلاع الغير على الشيء، والمصدر: وَقْفٌ ووُقُوفٌ، والفعل منهما يأتي لازما ومتعديا، بحيث تقول: وَقَفَتِ الدابَّةُ ووَقَفْتُ الدابَّةَ.

ولفت انتباهي ملحظ ذكره الدكتور محمد خليل الزروق، مفاده: أن استعمال الوقوف قسيما للجلوس والقعود، جاء متأخرا؛ إذ أول من أثاره هو ابن منظور في لسانه حيث قال: «الوقوف: خلاف الجلوس»، وتبعه صاحب تاج العروس، وواضعو المعجم الوسيط.

ذكر هذا الملحظ تم قال: «وظني .. أن ذلك مما زاده ابن منظور من عند نفسه اعتمادا على الشائع في استعمال المتأخرين، كما تسمع في عصرنا من قولهم للقاعد: قف، وهم يريدون: قُم» ().

الوقف في الاصطلاح:

من أجمع التعريفات الاصطلاحية للوقف تعريف الإمام ابن الجزري حيث قال: «الوقف: عبارة عن قطع الصوت على الكلمة زمناً يتنفس فيه عادة بنية استئناف القراءة؛ إما بما يلي الحرف الموقوف عليه، أو بما قبله ... لا بنية الإعراض» ().

وعلاقة التعريف الاصطلاحي باللغوي واضحة؛ إذ تقدم أن الوقف في اللغة: مطلق الحبس، وهو هنا حبس الصوت خاصة، وهو ما عبر عنه في التعريف بقطع الصوت. فيكون أخص من التعريف اللغوي. والله أعلم.

الابتداء في الغة:

قال ابن فارس: «الباء والدال والهمزة من افتتاح الشيء، يقال بدأت بالأمر وابتدأت، من الابتداء» ().

وقال ابن منظور: «البَدء: فِعْل الشيء أَوَّلُ، بَدأَ بهِ وبَدَأَهُ يَبْدَؤُهُ بَدْءاً وأَبْدَأَهُ وابْتَدَأَهُ» ().

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير