كتابُ " دُرَّة الوقوف" للإمامِ الهُذلِيِّ هل هو موجود.؟
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[31 Jan 2010, 01:33 م]ـ
الحمد لله , وبعد:
فقد رأيتُ في كتابِ الكامل للهذليِّ قولَهُ رحمه الله أنَّهُ ما من عالمٍ إلا وصنَّفَ في الوقفِ والابتداءَ ومثل لذللك بعدة كتُبٍ لعدةِ علماء إلى أن ذكر نفسَهُ فقال:
(وأنا في غير هذا الكتابِ , فمن أراد ذلك فليتأمَّل دُرَّة الوقوفِ والجامع , وبينتُ فيهِ وقفَ الفُقهاءِ والصوفيةِ والمتكلِّمينَ والقُرَّاءِ وأهل المعاني ... ) حتى قال (مُبَوَّباً هُناكَ أبواباً , مَن أرادَ أن يعلمَ فليُطالعها , وأشرنا إلى هذه الجُملةِ في هذا الكتابِ لئلاَّ نخليه من علمِ الوقفِ والابتداءِ وجعلناها كافةً , إذ المقصودُ بيان ليحثه على طلب غيرهِ من الكُتُبِ.).
آخرُ الكلامِ غيرُ واضحٍ , والنسخةُ التي عندي بتحقيق جمال الدين الشايب , وهي كثيرةُ التصحيف.
لكنَّ السؤال:
هل اطَّلعَ أحدٌ على هذا الكتابِ المصنَّفِ على هذا الوجهِ من التفصيلِ والتَّوسُّعِ.؟
ـ[أحمد النبوي]ــــــــ[01 Feb 2010, 12:47 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معك في انتظار لإجابة، فأنا لم أطلع على ذلك، والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[حسين بن محمد]ــــــــ[03 Feb 2010, 06:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وحياكم الله وبارك فيكم.
من باب الفائدة:
قال الباحث عبد الحفيظ بن محمد نور بن عمر الهندي - وفقه الله - في بحثه (الإمام الهذلي ومنهجه في كتابه الكامل في القراءات الخمسين) [رسالة دكتوراه بجامعة أم القرى 1429] في مبحث (مؤلفات الإمام الهذلي)؛ ص 131 - 132:
" لم يكن الإمام الهذلي - رحمه الله - مكثرا في التأليف فيما يبدو من مؤلفاته التي صحت لديّ نسبتها إليه وصرح بتأليفها، ويمكن أن تكون له مؤلفات أخرى ولم يشأ الله لها أن تذيع وتنتشر ويتناقلها الناس، ولكن الاحتمال الأول لعله أقوى السببين.
فالمؤلفات التي صرح بها وبتأليفها وصحّت نسبتها إليه هي كما يلي:
... 1 - الكامل في القراءات.
... 2 - الوجيز في القراءات.
... 3 - الهادي في القراءات.
... 4 - درّة الوقوف.
... 5 - الجامع في الوقف والابتداء.
ولم تصلنا من مؤلفات الهذلي حتى الآن إلا الكتاب الأول (الكامل في القراءات الخمسين) "
ثم أشار الباحث إلى أن الهذلي ألّف (الكامل) بعد كتابيه (درة الوقوف) و (الجامع في الوقف والابتداء)، واستدل على ذلك ببعض ما تفضلتم بنقله أعلاه.
ثم قال عن (الكامل) أيضا: " وغالبا ما أنه ألفه قبل وصوله واستقراره في نيسابور وتكليفه من قبل نظام الملك بالتدريس في المدرسة النظامية بنيسابور، لأنه لم يَرد أي ذكر لنيسابور في (الكامل)، ولا عن قراءته على الشيوخ أو تلقيه للعلوم فيها، إلا أن تأليف (الكامل) كان بعد رحلاته العلمية لسمرقند وبخارى وغزنة وغيرها لوورد ذكرها فيه ".
ثم قال: " أما كتابيه (الوجيز) و (الهادي)، فقد ألفهما الإمام الهذلي بعد تأليفه لكتاب (الكامل)؛ فقد قال الإمام الحافظ ابن الجزري نقلا عن (كامل) الهذلي: وألفت هذا الكتاب - أي الكامل - فجعلته جامعا للطرق المتلوة والقراءات المعروفة، ونسخت به مصنفاتي كالوجيز والهادي [غاية النهاية 2/ 398] "، قال الباحث: " إلا أني لم أجد أي ذكر لهذين الكتابين في فهارس المكتبات، ولا ذكرهما أحد ممن تتلمذ على الإمام الهذلي أو استفاد منها أو وقف عليها ".
وقال في الحاشية عن كتاب (الجامع في الوقف والابتداء):
" استفاد منه أحمد بن يوسف المعروف بالسمين الحلبي (ت 756 ه) في تفسيره المسمى بـ (الدر المصون في علوم الكتاب المكنون)، ونقل فيه عن الهذلي نقلا له؛ قال: وروي الوقف على قوله (أم لم تنذرهم) والابتداء بقوله (لا يؤمنون) على أنها جملة من مبتدأ وخبر، وهذا ينبغي أن يُردَّ ولا يُلتفت إليه، وإن كان قد نقله الهذلي في (الوقف والابتداء) له. انظر: الدر المصون للسمين 1/ 109 ت د. أحمد محمد الخراط، دار القلم دمشق، ط2 1424 ه ". اه
وفيما نقل عن السمين الحلبي بشارة ببقاء كتابه (الجامع) إلى القرن الثامن، بما لا يفقدنا أمل العثور عليه يوما، إن لم يكن قد نقل عمن نقل عنه.
أما ما نقله ابن الجزري عن الكامل فيما يخص كتابي (الوجيز) و (الهادي) = فهو غير موجود بمخطوطة الأزهرية، ولعل ذلك - والله أعلم - للنقص الذي في أولها، وكنت قد أشرت قبلُ إلى وجود نسخة متأخرة منه [1061 ه] بمكتبة (آية الله مرعشي نجفي) ( http://www.marashilibrary.com/arabic/) بمدينة (قم) الإيرانية؛ محفوظة تحت رقم 3570/ 4، ورقة 249 - 293، ولا أدري إن كانت كاملة أو لا، أو إن كانت منقولة عن الأزهرية أو عن غيرها، ويحسن الاطلاع عليها إن تيسر. استفدت ذلك من معجم التاريخ التراث الإسلامي في مكتبات العالم / 4007، وكنت قد نظرت فيه، وفي خزانة التراث لمركز الملك فيصل، فلم أجد ذكرا لغير كتابه (الكامل). والله أعلم، وهو الموفق والمستعان.