أن يعلموهم ويدربوهم علم الكلام وكيفية مخاطبة الناس حتى يكون لهم تأثير، والمشكلة ليست أن يقرؤوا من ورقة أو كتاب وإنما كيف يتكلمون، فالإمام منذ أن يصعد يبدأ بالصياح رغم وجود المايكروفونات في المساجد وبعض الأئمة ثقافتهم في الخطبة لا تتجاوز النار وعذابها، وكأن الله لم يخلق جنة أبدا، والحقيقة أن السنة هي التي صنعت المنبر ونظمت العلاقة والجانب الذاتي لدى الخطيب الذي يسمونه في العلم الحديث (الحضور المسرحي) فيقال فلان ما عندو حضور مسرحي، فهذا فقه موجود لدينا وقاله المالكية في كتبهم (ويتوكأ على قوس أو سيف أو عصى لكي لا يعبث بلحيته أو بردائه) لأن الإمام عندما يصلح مشلحه أو يلعب في لحيته أو يحرك يديه يشوش على تركيز الجالسين أمامه فلا يدري المستمع هل يسمع أم يتفرج على المنظر السينمائي، فما بالك بأكثر من ذلك .. وتصور أن الحسن البصري قال للإمام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام مروان بن الحكم عندما حرك يديه على المنبر وهو يخطب (تبا لهاتين اليدين فما كان صلى الله عليه وسلم يشير إلا بأصبعه في الشهادة)، والشهادة يؤشر بها النبي عليه الصلاة والسلام، وهو ممسك بعصاته إلى الأمام وللعلم فكل خطب الرسول لم تكن تتجاوز نصف صفحة فقط.
• يا شيخنا .. المقارنة هنا غير واردة فالرسول عليه السلام أوتي جوامع الكلم؟
فعلا .. هم يقولون ذلك وإنهم ليسوا مثل الرسول وإن الدنيا تغيرت والقضايا تحتاج إلى تفصيل وليتهم يأخذون كلام الرسول ويقولونه .. المشكلة أن بعض طلبة العلم لا يفرق بين المحاضرة والدرس والخطبة، فيخلط بينها، ولذلك لا تستعجب إذا وجدت من اتخذ من خطبة الجمعة فرصة لتخريج الأحاديث والبعض الآخر يتحدث في عشرة مواضيع في وقت واحد دون تركيز على موضوع واحد وثالث يذكر أربعة عشر أو خمسة عشر استدلالا في خطبة جمعة ولعل من الطريف أن أذكر أن أحد العلماء الأفاضل ذهب لصلاة الجمعة ومعه طالب علم يحمل كتابا فسأله عن السبب فقال له هذا الخطيب يكثر من الهراء لذلك أحمل هذا الكتاب لكي أقرأه إذا أطال الخطبة، ورحم الله الشيخ عبدالعزيز بن صالح، ففي أيام الصيف قبل تكييف الحرم لم تكن خطبته تتجاوز خمس دقائق لأنه رجل يعرف كيف يتكلم.
• هل أنت متخوف من نتائج هذا الأمر مستقبلا .. كأن يثير سخط الناس وقد يؤدي إلى فتنة ما؟
هذه المسألة حصلت في المدينة منذ سنوات في أحد مساجد الأحياء فقد ظل الخطيب يتكلم دون توقف أكثر من خمس وأربعين دقيقة، فقام أحد المصلين غاضبا وقال له: اتق الله أنت ما عندك دين، ثم قام رجل آخر بالتكبير وإقامة الصلاة وفي هذه الأثناء خرج بعض المصلين من المسجد، فغضب الخطيب وجلس يصيح على الرجل الذي قاطعه وحدث التلاغي بينهم، وشهد الناس ما يشبه الفتنة ثم جاءت بعدها الأوقاف وحققت مع الإمام وطردته من المسجد، وأنا أقول إن مثل هذا الإمام وجد من يتكلم لكي يصحح الوضع، فيما يصمت الكثيرون ولا يتكلمون فلا بد من حل ينبري له رجال يقتصون لنا هذا الأثر الضائع ويعيدون الشخص الذي يستحق أن يعتلي هذا المنبر.
المصدر:
جريدة عكاظ .. الجمعة .. 28 رمضان 1430 ( http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20090918/Con20090918305319.htm)
وهو لقاء مختصر , ويتميز لقاء أخينا الدكتور عبد الله الجار الله مع الشيخ في مجلة ضياء بأنه موسع وفيه فوائد وآراء للشيخ في الأداء والقراءة وغيرها.
ـ[محب القراءات]ــــــــ[30 Sep 2009, 10:41 م]ـ
إستضاف برنامج أهل القران و في لقاء نادر وشيق فضيلة الشيخ المقريء إبراهيم الأخضرالقيم شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف في حلقة إستثنائية من برنامج أهل القران في إذاعة وفضائية نور دبي اللقاء يوم الجمعة الموافق 14/ 4 / 1430 10/ 4/2009
الشيخ إبراهيم الأخضر
هو إبراهيم بن الأخضر القيم، ولد في المدينة المنورة عام 1364هـ، نشأ بها وتلقى تعليمه في مدارسها، حيث درس في مدرسة دار الحديث، ثم مدرسة النجاح، فالمعهد العلمي، ثم المدرسة الصناعية الثانوية.
حفظ القرآن الكريم على الأستاذ عمر الحيدري، وقرأه على شيخ القراء في المسجد النبوي الشريف/ الشيخ حسن بن إبراهيم الشاعر برواية حفص، ثم قرأ عليه القراءات السبع.
¥