تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محمد بن عيد الشعباني]ــــــــ[17 Feb 2010, 04:44 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخنا الكريم عبد الحكيم ولا أحد ينكر الخلاف في المسألة ولكن لنتأمل ثانية فيما نقله أمير المؤمنين في الحديث الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث قال:وسيأتي ما يتعلق بحسن الصوت بالقرآن في ترجمة مفردة ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم لان للتطريب تأثيرا في رقة القلب وإجراء الدمع وكان بين السلف اختلاف في جواز القرآن بالألحان أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره فلا نزاع في ذلك فحكى عبد الوهاب المالكي عن مالك تحريم القراءة بالألحان وحكاه أبو الطيب الطبري والماوردي وبن حمدان الحنبلي عن جماعة من أهل العلم وحكى بن بطال وعياض والقرطبي من المالكية والماوردي والبندنيجي والغزالي من الشافعية وصاحب الذخيرة من الحنفية الكراهة واختاره أبو يعلى وبن عقيل من الحنابلة وحكى بن بطال عن جماعة من الصحابة والتابعين الجواز وهو المنصوص للشافعي ونقله الطحاوي عن الحنفية وقال الفوراني من الشافعية في الإباحة يجوز بل يستحب ومحل هذا الاختلاف إذا لم يختل شيء من الحروف عن مخرجه فلو تغير قال النووي في التبيان أجمعوا على تحريمه ولفظه أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم قال وأما القراءة بالألحان فقد نص الشافعي في موضع على كراهته وقال في موضع آخر لا بأس به فقال أصحابه ليس على اختلاف قولين بل على اختلاف حالين فإن لم يخرج بالألحان على المنهج القويم جاز والا حرم وحكى الماوردي عن الشافعي أن القراءة بالألحان إذا انتهت إلى إخراج بعض الألفاظ عن مخارجها حرم وكذا حكى بن حمدان الحنبلي في الرعاية وقال الغزالي والبندنيجي وصاحب الذخيرة من الحنفية إن لم يفرط في التمطيط الذي يشوش النظم استحب وإلا فلا وأغرب الرافعي فحكى عن أمالي السرخسي أنه لا يضر التمطيط مطلقا وحكاه بن حمدان رواية عن الحنابلة وهذا شذوذ لا يعرج عليه والذي يتحصل من الأدلة أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع كما قال بن أبي مليكة أحد رواة الحديث وقد أخرج ذلك عنه أبو داود بإسناد صحيح ومن جملة تحسينه أن يراعى فيه قوانين النغم فإن الحسن الصوت يزداد حسنا بذلك وإن خرج عنها أثر ذلك في حسنه وغير الحسن ربما انجبر بمراعاتها ما لم يخرج عن شرط الأداء المعتبر عند أهل القراءات فإن خرج عنها لم يف تحسين الصوت بقبح الأداء ولعل هذا مستند من كره القراءة بالأنغام لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعى الأداء فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره لأنه يأتي بالمطلوب من تحسين الصوت ويجتنب الممنوع من حرمة الأداء والله أعلم.

ما دليل الإمام ابن حجر على أن من تحسين الصوت مراعاة قوانين النغم؟ لأنه قدم اتفاقهم على استحباب تحسين الصوت واختلافهم في مراعاة النغم فلو كانت مراعة النغم من تحسين الصوت لكانت مستحبة عند الكل؟

ثم إنه علق الجواز بشرط نعلم جميعا أنه لا يتحقق ولذلك قال رحمه الله: فإن وجد ومعلوم أن (إن وجد) تدل على الشك في وجوده ولذلك لم يقل (فإذا وجد) فهو كتعليق النبي صلى الله عليه وسلم لجواز الخط على الرمل وربط ذلك بالغيب بقوله صلى الله عليه وسلم: كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك. رواه مسلم برقم (537) , فهل يصح أن نحتج بذلك على جواز الخط في الرمل؟ بالطبع لا لأنه تعليق بالمحال. فكذلك هنا , والله أعلم.

ثم ترجيح ابن حجر يقابله ترجيح أئمة مثله فيصار إلى الأصل في العبادات وهو التوقيف فهل قرأ النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه القرآن على السيكا أو النهاوند؟

وفي المسألة بحث آخر: هل من أباح القراءة بالألحان أباح تعلمها أم أنه أباحها وفاقا للطبع دون أن يتعلمها من الملحنين وأهل الفن؟

وهل قول ابن حجر:فإن وجد من يراعيهما معا فلا شك في أنه أرجح من غيره.

يقصد به أن من راعى أحكام القراءة مع النغم أرجح ممن راعى أحكام القراءة بلا نغم أم أنه أرجح ممن راعى النغم دون أحكام القراءة؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير