تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مسألة: هل ذكر الإمام الشاطبي الأوجه الثلاثة في واو "سوءات" لورش؟

نعود إلي ما قاله الإمام الشاطبي في منظمومته عند ذكره للين:

وَإِنْ تَسْكُنِ الْيَا بَيْنَ فَتْحٍ وَهَمْزَةٍ بِكَلِمَةٍ أَوْ وَاوٌ فَوَجْهَانِ جُمِّلاَ

بِطُولٍ وَقَصْرٍ وَصْلُ وَرْشٍ وَوَقْفُهُ ........

وقوله " بطول وقصر " يقصد به المد المشبع والتوسط وهو المأخوذ من قوله "وقصر " أي أقصر هذا الطول فتكون المرتبة التي بعدها وهي التوسط.

ثم قال الشاطبي:

وَفِي وَاوِ سَوْآتٍ خِلاَفٌ لِوَرْشِهِمْ **** وَعَنْ كُلٍ الْمَوْءُودَةُ اقْصُرْ وَمَوْئِلا

وقوله" خِلاَفٌ لِوَرْشِهِمْ " فهذا الخلاف مغاير للخلاف السابق، ولو أراد المد والتوسط لحكاهما ولا داعي لذكر الخلف، فلما أراد وجها مغايرا مع ما تقدم من الخلف فدل ذلك علي أنه أراد الأوجه الثلاثة، فتكون هذه الأوجه ـ بحسب قاعدة الشاطبي ـ ثلاثة أوجه كما مر بنا في باب البسملة (وفيها خلاف جيده).

قال أبو شامة: ... هذا الخلاف هو سقوط المد والمد، فإن قلنا بالمد على الوجهين في طوله وتوسطه فوجه المد ظاهر، ووجه تركه النظر إلى أصل ما تستحقه هذه الواو وهو الفتح لأن ما وزنه فعلة بسكون العين جمعه فعلات بفتحها كتمرات وجفنات وأسكن حرف العلة تخفيفا .. )) ا. هـ

وقال الإمام أبو عبد الله الفاسي في "اللآلئ الفريدة":"واختلف أهل الأداء في "سوءات" المجموع، فمنهم من لم يفرق في قراءة ورش بينه وبين "سوءة" ونحوه، ومنهم من استثناه فقصره، فمن لم يفرق عامل اللفظ، ومن استثناه اعتل بأن أصل واوه الحركة، لأنه جمع سوءة، وسوءة اسم غير صفة، و"فعلة" إذا كانت اسما غير صفة جمع على فعلات بفتح العين.

وإذا كان صفة جمع على "فعلات" بسكون العين، كبيضات وجولات، لأن تحريكه يؤدي إلى إعلاله، وهذيل تجمعه كالصحيح ولا تعله".)) ا. هـ

قال د / حميتو: الخلاف في واو سوءات:

واختلف عن الأزرق عن ورش من هذا الأصل في واو "سوءات".

قال المنتوري: "وذكر الداني في "كتاب اختلاف أهل الأداء عن ورش في تمكين الياء والواو المفتوح ما قبلهما" وفي "جامع البيان" و"إيجاز البيان" و"التلخيص".

والمد في واو "سوءات"، وهو ظاهر قوله في "الاقتصاد" و"التيسير" و"التمهيد" و"التعريف" و"الموجز".

وذكر في "إرشاد المتمسكين" و"التهذيب" القصر.

وقال في "كتاب رواية ورش من طريق المصريين": "وأما قوله "سوءاتهما" في الأعراف وطه، فاختلف عنه في تمكينهما وتركه، وبالتمكين قرأت له، وبه آخذ".

وقال مكي في "التبصرة": "فإن أتى بعد الهمزة في هذا الباب حرف مد ولين استغني بمده عن مد حرف اللين نحو "سوءاتهما" و"الموءودة" وشبهه، مد الثانية ولا يمد الأولى، غير أنه لا يمد "موئلا" وأصله يوجب مده".

وعلى هذا يبقى قوله تعالى "سوأة أخيه" و"سوءة أخي" على أصله في زيادة التمكين للواو لأنه ليس بعده ما يستغني بمده عن مد ما بعده، ولم يذكره مكي في هذا السياق فيبقي داخلا في الأصل العام في زيادة التمكين.

وقال ابن شريح في "الكافي": "وخالف أصله في "موئلا" و"الموءودة" و"سوءاتهما" و"سوءاتكم" فلم يمدهن". أي أخذ ابن شريح الكلمات الأربع المذكورة بالقصر.

وقال المنتوري بعد ذكر الخلاف في سوءات كما نص عليه ابن بري في قوله: "وفي سوءات خلف لما في العين من فعلات."

"وبالوجهين قرأته على بعض من لقيته، وقرأته على شيخنا الأستاذ أبي عبد الله القيجاطي ـ رضي الله عنه ـ بالمد وبه آخذ".

ثم قال د/ حميتو: قال ابن المجراد معتبرا لهذه الأقوال: "فإذا جمع ما لورش في ألف "سوءات" وواوها من الخلاف تصور للقارئ في ذلك تسعة أوجه: مدهما معا، وقصرهما معا، وتوسيطهما معا، والمخالفة بينهما قال: "وقد نظمت ذلك في أبيات فقلت:

"وسوءات فاقصر واوها ثم وسطن *****فتحصل في سوءات تسعة أوجه

فاشبعهما واقصر ووسط وخالفن ***** ومكن كهاويها لورش بلا وهم

إذا تليت وصلا فحققه عن فهم******تجد تسعة لا شك فيها لذي العلم)) ا. هـ

وما قاله ابن المجراد ونقله د / حميتو من أنها تسعة أوجه غير معمول به الآن، وإن كان هذا في ظاهر الشاطبية وقال به غير واحد من الشراح قديما إلا أن المجمع عليه الآن في أكثر الأقطار أن فيها أربعة أوجه قال الشيخ البنا في الاتحاف:

واختلف في واو (سوآتهما) و (سوآتكم)، فلم يستثنها الداني في شيء من كتبه ولا الأهوازي في كتابه الكبير واستثناها صاحب الهداية والهادي والكافي والتبصرة والجمهور ووقع للجعبّري فيها حكاية ثلاثة أوجه في الواو تضرب في ثلاثة الهمز فتبلغ تسعة وتعقبه في النشر بأنه لم يجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني (سوآت) قال فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر قال وأيضا من وسطها مذهبه في الهمز المتقدم التوسط فيكون فيها أربعة أوجه فقط قصر الواو مع ثلاثة الهمزة والتوسط فيهما ونظمها رحمه الله تعالى في بيت فقال:

(وسوآت قصر الواو والهمز ثلثا*****ووسطهما فالكل أربعة فادر) ا. هـ

ومما سبق وبعد ذكر أقوال الأئمة وثبات الأمر في ((سوآتهما) و (سوآتكم) علي القصر والتوسط لقول ابن الجزري في النشر: " .. لم أجد أحدا روى إشباع اللين إلا وهو يستثني (سوآت) فعلى هذا يكون الخلاف دائرا بين التوسط والقصر .. )

يكون الأمر مشكلا، ويتعارض قول ابن الجزري مع قول الداني الذي نقل المد في الجميع قال ابن القاصح مؤكدا ما سبق من أقوال الأئمة: .. فبعضهم نقل المد فيها وبعضهم نقل القصر.فمن مد فله وجهان المد الطويل المشبع، والمد المتوسط ... ) ص62 وكما نقلنا عن أكثر شراح الشاطبية، إلا أن أحدا لم يقرأ الآن بوجه المد المشبع في واو " سوءات"، فعلي قاعدة " ما عليه العمل " لا ينبغي الآن أن يقرأ بوجه " المد المشبع " مع أنه كان مقروءا به.والله أعلم

والسلام عليكم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير