ـ[غاية المنى]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 03:07 م]ـ
أخي أستاذ علي، السلام عليكم: أرى الأنسب في حل مثل هذه المعضلة أن نقوم بتغيير التركيب لعدم صلاحه هكذا، لأنه يشترط في إعراب الاسم الواقع بعد أداة الشرط (إن) أو (إذا) فاعلا أن يكون فعله المحذوف يفسره المذكور، وهنا الفعل المذكور هو: (مات) وهو فعل مبني معلوم، وينبغي أن يكون المحذوف بمعناه ومبنيا للمعلوم أيضا، وقد عجزنا عن تقديره لأن تقديره على ما يبدو لي ممتنعا في مثل هذا التركيب، لذا كان لا بد لنا ـ في مثل هذا التركيب بالذات ـ أن نقول: (زيد إن مات أخوه انكسرت شوكته) وبهذا ينتهي الإشكال، وأظن أن لو مثل هذا التركيب وارد لتعرض إليه العلماء، فعدم تعرضهم له يدل على أنه غير صحيح بسبب المانع الذي ذكرت والله أعلم. أنتظر رأي أستاذنا الكريم علي وبقية الإخوة الأفاضل.
ـ[هند111]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 05:28 م]ـ
أختي الفاضلة لبانة الحلو لقد قدر فعلا مبنيا للمجهول المبرد في "المقتضب" (2/ 76، 77) وذلك عند تخريجه لقول الشاعر:"لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته" وقول الآخر"إذا ابنُ أبي موسى بلال بلغته" حيث قال:" ... ولكن رفعه يجوز على ما لا ينقض المعنى، وهو أن يضمر "بُلغ"، فيكون "إذا بُلغ ابنُ أبي موسى"، وقوله "بَلَغْتِه" إظهار للفعل وتفسير للفاعل. وكذلك "لا تجزعي إن منفسٌ أهلكته " على أن يكون المضمر "هُلك". وكذلك هذه الآيات كلها، وهي "إذا السماء انشقت" و"إذا الشمس كورت"، وإنما المعنى والله أعلم "إذا كورت الشمس، وإذا انشقت السماء".ا. هـ
وقال ابن يعيش في المفصل (2/ 31) تعليقا على البيت الثاني الآنف ذكره:"وربما رفع على تقدير فعل ما لم يسم فاعله كأنه قال "إذا بُلغ ابن أبي موسى لأن إذا فيها معنى الشرط فلا يليها إلا فعل".ا. هـ
ـ[غاية المنى]ــــــــ[10 - 07 - 2007, 10:25 م]ـ
أشكرك أختي العزيزة هند فقد حللت الإشكال في هذه المسألة بنقلك عن هذين المصدرين، وحقا كنت أريد التأكد من جواز تقدير فعل مبني للمجهول يفسره فعلا مبنيا للمعلوم، وبناء على ما نقلته يمكن إذن تقدير فعل (ابتلي)، أو (فجع)، وبهذا ينتهي الإشكال.
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 12:21 ص]ـ
الحمد لله الذي بعونه تتم الصالحات
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 01:45 ص]ـ
مرحبا أختي الكريمة
لذا كان لا بد لنا ـ في مثل هذا التركيب بالذات ـ أن نقول: (زيد إن مات أخوه انكسرت شوكته)
أؤكد لك أن التركيب ليس خطأ، ثم إننا إذا هربنا إلى تقديم زيد استقام لنا المعنى لأنه معرفة يصلح الابتداء به ما لم يمنع مانع، لكن لو كان نكرة هل يصح:
(رجلٌ إن مات أخوه انكسرت شوكته)؟
فقد حللت الإشكال في هذه المسألة بنقلك عن هذين المصدرين
هذا النقل يحل جانبا من المسألة وهو استشكالك تقدير فعل مبني للمجهول ومفسره مبني للمعلوم، لكن تقدير المبني للمجهول في النقل إنما كان من مادة المفسر، على حين أن تقديرك هنا من غير مادة المفسر.
تحياتي.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 01:54 ص]ـ
إخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم أكن أنوي الآن إبداء ما أنا مقتنع به فيما يخص المسألة، ولكن لانشغالي بسفر عاجل وددت إبداء قناعتي الخاصة إنجازا لما وعدت به من قبل، على أن هذا ليس ختاما للموضوع، وقناعة شخص ما ليست بالضرورة صوابا، فما أكثر ما لا نقتنع به وهو الصواب، وما أكثر ما أتخمنا به قناعاتنا على أخطائه!
*أما وجه الابتداء فلم أقتنع به لكثرة الإشكالات فيه على الصعيدين المعنوي والصناعي، وقد بينتُ جلها فيما سبق (وهذه قناعة خاصة) مع أن بعض العلماء قد قال به وليس لمثلي أن يرد قولهم، ولكن لي ألا أقتنع به.
*وأما القول بأن الاسم المرفوع بعد أداة الشرط إنما هو مرفوع بفعل مقدر فإني مقتنع به تماما وأراه هو الوجه لقلة ما عليه من المآخذ بل إننا لو أنصفنا لوجدناه لا يغير المعنى ولا يخرج من دائرة الأصول الثابتة للصناعة النحوية.
¥