تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وليس كذلك قولك: نام سعيدٌ تحت السقف، فهاهنا ارتباطٌ معنوي، لأنّ النوم ممكنٌ تحقُّقُه تحت السقف. ولذا يقول المعربون: تحت: ظرفُ مكان متعلقٌ بنام.

فإذا قيل: إن العربي يقول: خالد في البيت، وشبه الجملة هنا لا يرتبط معنويّاً بخالد. وليس هاهنا كلمة أخرى يرتبط بها. ففي الجواب نقول: إنّ شبه الجملة لما كان - في هذه الحال - هو الذي أتمّ معنى المبتدأ، استقلّ بنفسه فاستغنى عن التعلّق والارتباط بسواه. فشبه الجملة إذاً يفتقر إلى رابط معنوي، في نحو: [كتبت بالقلم] لأن الكتابة تتحقق بالقلم، وأما إذا كان شبه الجملة في موضع الخبر فتمّ به معنى المبتدأ، في نحو: خالدٌ في البيت أو الكتاب على الطاولة، فإنّ شبه الجملة هو نفسه، يكون الخبر.

وأمّا موضع التعليق (أي: بمَ نعلّق شبه الجملة؟) ويسمّيه النحاة: [المتعَلَّق]، فإنه إدراك عقليّ؛ وصحّةُ المعنى وحدَها، هي الحَكَمُ والفَيْصَلُ، في تعيينه.

للانتباه: ¨ تعليق شبه الجملة (الظرف والجارّ والمجرور)، هو ربطٌ معنويّ بما قبله أو بعده في العبارة، نحو: خالدٌ جالسٌ فوق السطح (التعليق بجالس)، يستدفئ بحرارة الشمس (التعليق بيستدفئ)، وبعد قليل يذهب إلى السوق (التعليق بيذهب).

¨ إذا كان شبه الجملة في موضع الخبر، كان هو نفسه الخبر، فاستغنى عن التعليق، نحو: العلم في الصدور والجنة تحت أقدام الأمهات.

نماذج من تعليق شبه الجملة لمزيد من الإيضاح: يقال مثلاً في نَقْد ممثِّل، لا يؤثِّر دورُه في حركته ولا في نُطْقه: فلانٌ خشبةٌ على المسرح: شبه الجملة على المسرح يتعلّق بـ[خشبة].

وتقول مثلاً في حديثك عن سفرك بالطائرة:

أُفٍّ للسيارة (التعليق باسم الفعل أفّ)،

فقد سافرتُ بالطائرة (التعليق بالفعل سافرت)،

فكانت مُتْعَة سفري عليها (التعليق بالمصدر سَفَر)،

كمتعة إنسان على بساط الريح (التعليق بإنسان)،

أو طفل في المهد (التعليق بطفل)، وهكذا ...

ويتبين من هذه الأمثلة أنّ التعليق (الربط)، مسألةُ فهمٍ وإدراكٍ للمعنى، وليس شيئاً وراءَ ذلك.

قلت غير مرة أنك ترجو فتح منتدى خاصا للصرف، ونحن هنا في منتدى النحو والصرف على اعتبار أن العلمين لا ينفصلان، فالنحو ينظر في موقع الكلمة من الإعراب بمعنى أن يتوجه إلى أواخر الكلمات وتأثير العوامل، والصرف يعني ببناء الكلمة، كيف يكون النحو مستقلا عن الصرف؟

الاخت الكريمة ريتال أنا لا أدعو إلى فك الارتباط بين النحو والصرف، وأعرف شدة العلاقة بين هذين العلمين، ولكن إذا فتح منتدى فرعي للصرف تبقى المسائل الصرفية ضمن إطار واحد فيسهل الرجوع إليها

كل الشكر لك

ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 01:22 ص]ـ

أخي أبا الفادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف أنت والشعر.؟

من من الشعراء تحب أن تقرأ له من المتأخرين ومن من المعاصرين؟

ما رأيك بالشعر النثري , أو الشعر الحديث؟

ثمّ ما علاقتك بالشيخ الدكتور فضل عبّاس حفظه الله , هل تتلمذت على يديه أو على كتبه

أو هل قابلته , أو استمعت إلى دروسه؟

أخي الفاتح شرف عظيم لي أن أكون معك، وأن أوضح ما طلبت، فأنت أخ كريم كما أشكر الفصيح والقائمين عليه فأنت من ثمرات اللقاء في هذا المنتدى الذي يشكل مظلة لكل أخ محب.

أخي الفاتح أنا أحد المتعلقين بهذا الشعر كيف لا وهو ديوان العرب، لا يمضي يوم إلا وأقرأ فيه عينات من الشعر بعد أن أرطب أجوائي بنفحات من الذكر الحكيم كيف لا أحبه وقد نافح به حسان عن نبي هذه الأمة، أنا كثير الرجوع إلى منابع الشعر فأقرأ الجاهلي لتستوي اللغة كما أطوف معه ببعض صوره التعبيرية، وعلاقتي بهذا الشعر جاءت لصلته بالنحو أيضاً. وأخص رجز رؤبة بن العجاج، ويعجبني من القديم زهير وعنترة صاحب الشعر الرجولي، وإذا تقدم بنا العصر عشقت المتنبي صاحب الهمة العالية التي لا تقبل الضيم ولا السكوت على الذل وقد كتبت بحثاً " نفسية المتنبي في حكمه" وأكثر ما يعجبني في شعره (مفارقاته) وأما من المعاصرين فقد قرأت الكثير من شعرهم اثناء الدراسة مثل بدر شاكر السياب ومحمود درويش وسميح القاسم ونزار قباني وعبد الوهاب البياتي ... الخ ولكن الذي لفت انتباهي ونظرت في شهره هو (أمل دنقل) وخاصة زرقاء اليمامة.

الحقيقة أخي الفاتح لم يقدم الشعر الحديث الكثير إلا من بعض المحاولات. والكثير منهم غير في ترتيب تفعيلات الخليل ووضعها تحت بعضها. أما ما يدعى قصيدة النثر فهي مولود مسخ، وقد فقد شرعيته، كيف يكون شعراً ونثراً في آن معاً.

أخي العباس لم أقابل العلامة الكبير فضل حسن عباس ولكني تتلمذت على كتبه وأخص منها تحدث عن بلاغة القرآن الكريم.

مع شكري الجزيل

ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 02 - 2008, 01:29 ص]ـ

أخي محمد سعد، بارك الله لك هذا الاختيار من الأخوة الفصحاء، وهم بهذا أصابوا إذ أوقعوك:) بشرك الفصاحة، وأنت كما أعهدك صيد ثمين.

أرحب بك هنا على أن أعود لاحقاً وللحديث بقية ..

أرحب بك الآن وحين العودة " فالعود أحمد"

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير