تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بالمضارع بخلاف لا التي لايختص بها المضارع، وقد ينفى بها المضارع المراد به الحال أيضاً 0

وقال أيضاً ((وكان حرف النفي لن الذي هو أبلغ في الاستقبال من لا إشعاراً بأنهم كانوا لقلتهم وضعفهم وكثرة عدوهم وشوكتهم كالآيسين من النصر)) ([106])، وقال أيضاً: في قوله تعالى:) قال إنك لن تستطيع معي صبراً (([107]): ((ونفى الخضر استطاعة الصبر معه على سبيل التأكيد)) ([108])

وقال أيضاً (() لن تتبعونا (وأتى بصيغة لن وهي للمبالغة في النفي)) ([109]) 0

وكذلك الحال مع ابن هشام إذ أومأ إلى توكيد النفي بلن في المغني في أثناء حديثه عن السين قال: ((وزعم الزمخشري أنها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع لا محالة، ولم أر من فهم وجه ذلك، ووجه أنها تفيد الوعد بحصول الفعل فدخولها على ما يفيد الوعد أو الوعيد مقتضٍ لتوكيده وتثبيت معناه، وقد أومأ إلى ذك في سورة البقرة فقال:) فسيكفيكهم الله (([110]) ومعنى السين إن ذلك كائن لا محالة، وإنْ تأخر إلى حينٍ، وصرّح به في سورة براءة فقال في:) أولئك سيرحمهم الله (([111]) السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة؛ فهي تؤكد الوعد كما تؤكد الوعيد إذا قلت: سأنتقم منك)) ([112])

وقال أيضاً: ((إن الزمخشري قال في) أولئك سيرحمهم الله (أن السين مفيدة وجود الرحمة لا محالة فهي مؤكدة للوعد، واعترضه بعض الفضلاء ([113]) بأن وجود الرحمة مستفاد من الفعل لا من السين، وبأن الوجوب المشار إليه بقوله لا محالة لا إشعار للسين به، وأجيب بأن السين موضوعة للدلالة على الوقوع مع التأخر، فإذا كان المقام ليس مقام تأخر لكونه بشارة تمحَّضت لإفادة الوقوع، وبتحقق الوقوع يصل إلى درجة الوجوب)) ([114]) 0

فابن هشام يميل إلى رأي الزمخشري في أن السين الداخلة على المضارع تفيد توكيده، والسين إنما تدخل على المضارع وهو مثبت؛ وبما أن لن نقيضة السين، والسين تفيد التوكيد في حال الإثبات فلا بدَّ أن يكون نفي المؤكد مؤكداً أيضاً، ودفاع ابن هشام عن الزمخشري ضد أبي حيّان دليل على قناعته بقول الزمخشري في أن السين تؤ كد الفعل المضارع الذي اتصلت به في المحبوب والمكروه0

المطلب الثالث: رأي المؤيدين له:

وافق الزمخشري على القول بتأكيد النفي بلن طائفة عريضة من النحاة منهم ابن الخباز قال: ((وأما لن فمعناها: النفي المؤكّد تقول: لا أبرح مكاني فإذا بالغت قلت: لن أبرح، وفي التنزيل:) لن تراني (؛ لأنه لم يره)) ([115])، ومنهم المنتجب الهمداني قال: ((لن ولا أختان في نفي المستقبل غير أن لن موضوع للتوكيد والتشديد يقول القائل: لا أفعل كذا، فإن أنكر عليه قال لن أفعل)) ([116])، ومنهم الرضي إذ قال: ((قوله ولن معناها نفي المستقبل هي تنفي المستقبل نفياً مؤكداً وليس للدوام والتأبيد)) ([117])،ومنهم القواس الذي قال عن لن: ((النفي بها أبلغ من النفي بلا، وإن اشتركا في نفي المستقبل؛ لأنه إذا قيل: لا أكرمك، فإذا قصد التوكيد قيل: لن أكرمك)) ([118])، ومنهم الأسفراييني قال: ((لن ومعناها نفي المستقبل نحو:) لن أبرح الأض (وهي أوكد من لا)) ([119])، ومنهم الإربلي قال: ((هي للتأكيد؛ لأنها آكد في النفي من لا لقوله تعالى في مجرد النفي) لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين (([120]) وفي المبالغة والتأكيد) فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي (([121]))) ([122])، ومنهم الموزعي: ((وزعم في المفصل والكشاف أنها تفيد تأكيد النفي، وبه قال ابن الخباز، وما ادعاه من التأكيد حسن قريب، وربما أعطاه كلام سيبويه حيث قال: لا نفي لقولك يفعل، ولن نفي لقولك سيفعل)) ([123])، ومنهم الزركشي قال: ((وهي في نفي المستقبل آكد من لا وقوله تعالى) فلن أبرح الأرض (آكد من من قوله) لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ()) ([124])، ومنهم السيوطي قال: ((ووافقه على إفادة التأكيد جماعة منهم ابن الخباز بل قال بعضهم إن منعه مكابرة؛ فلذا اخترته دون التأبيد)) ([125]) وقال أيضاً: ((وذكر الزمخشري في المفصل وغيره أن النفي بها آكد من النفي بلا)) ([126])، ومنهم أبوالسعود الحنفي الذي قال: ((كلمة لن لنفي المستقبل كـ (لا)، خلا، أن في لن زيادة تأكيد وتشديد)) ([127])

ومنهم الصبان قال: ((وافقه على التأكيد كثيرون)) ([128])

المبحث الثاني: لن الزمخشرية

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير