تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتهجم المنصرون والمستشرقون وجهلة اللغة العربية على بعض قواعد اللغة العربية وبعض الصور النحوية أو البلاغية التي لا يفهمونها، سواء أكان هذا عن عمد أم عن جهل. والأصل عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى قواعد اللغة العربية الراسخة التي قام على تثبيتها وتسجيلها علماء عظام ضن التاريخ علينا بعدهم بعلماء يفوقونهم علما فيخضعونهم ويخضعون علومهم لمعايير النقد. لذلك يبقى كلام العلماء الأوائل بعد القرآن الكريم هو الحَكَم والقاعدة في لسان العرب ولغتهم، وعلى هذا فلا مطعن لطاعن في القواعد العربية الثابتة الراسخة ولا متمسك لمثير شبهة، بل إن العيب فيمن يجهلون لغة العرب وقواعدها، وكفى بالمرء عيبًا أن يقول ما لا يعلم، فكيف إذا كان يطعن فيما لا علم له به؟! نسأل الله أن يبصِّرنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا الزلل والخطأ.

لم توضع قواعد اللغة العربية عبثا ولا تعسفا ولا اعتقادا بل وضعت بناء على بحوث عميقة ودراسات موسعة ومعرفة مستنيرة.

لقد اكتشف العلماء الأوائل الفطاحل ضرورة تحديد ومعرفة النواصب الستة (لام كي أو التعليل)، (لام الجحود)، (حتى)، (الفاء و الواو الواقعتين في الجواب) و (أو) التي لا تنصب بنفسها ويكون النصب معها بأن مضمرة وجوباً أو جوازاً من أجل ضبط اللسان العربي ومعرفة مكوناته وأصوله، ومعرفة ما يجوز فيه وما لا يجوز من أجل الحيلولة دون الخطأ فيه.

فالكوفيون يرون أن لام التعليل تنصب الفعل المضارع، أما البصريون فيرون منع إعمال اللام قائلين بأن ناصب الفعل المضارع هو "أنْ" مضمرة بعدها إضمارا يكون أحيانا إضمارًا واجبًا وأحيانًا جائزًا، لأن اللام متعددة الأعمال.

1 - تعتبر أن مضمرة جوازا إذا كان إضمارها أو إظهارها جائزا في كافة الأحوال.

2 - تعتبر أن مضمرة وجوبا إذا كان إضمارها واجبا في الأحوال التي يكون إظهارها غير جائز بتاتا في لغة العرب.

قال الله عزّ وجلّ في الآية 12 من سورة الزمر: ? وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ?، وقال في الآية 71 من سورة الأنعام: ? وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ? [الأنعام: 71]، لذلك فقد قال العلماء إنّ "أنْ" هنا مضمرة جوازًا، لأنه قد جاز إضمارها في الوقت وفي الموضع الذي يجوز فيه إظهارها كذلك، يريدون من هذا للعربي أن لا يخطئ في لغته، وذلك لا يتحقق إلا إذا عرف وأدرك الفرق بين المواضع التي يجوز فيها إضمار وإظهار أن من جهة والمواضع التي يجب وينبغي إضمار أن فيها من جهة أخرى.

قال تعالى: ? وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ? [الأنفال: 33]، اللام في ? لِيُعَذِّبَهُمْ ? تسمى لام الجحود وتكون "أنْ" هنا مضمرة وجوبًا، لأن العرب لا تظهرها في مثل هذا الاستخدام.

عندما يقول العرب: "جئت كي أن أتعلم" يكون الناصب هو "أنْ" الظاهرة

وعندما يقول العرب: "جئتُ كي لأتعلم" يكون الناصب هو "أنْ" المضمرة،

حيث "كي" هنا تعليلية لا تنصب.

وعندما يقول العرب: "جئتُ كي أتعلم"،

فيجوز أن يكون الناصب هو "أنْ" المضمرة،

ويجوز أن يكون الناصب هو "كي" لأنها هنا مصدرية أي يمكن تأويلها بمصدر.

وأما عندما يقول العرب: "جئتُ لكي أن أتعلم" وهو قليل

فالأولى أن يكون الناصب هو "أنْ"

مع جواز أن تكون "كي" ناصبة.

والله أعلم،

منذر أبو هواش

النواصب عشرةٌُ أربعة منها تنصب بنفسها

وستة منها يكون النصب معها بأن مضمرة وجوباً أو جوازاً؛

(أن ولن وإذن وكي) أربعة تنصب بنفسها:

مثال أن:

1 - أن: يعجبني أن تضربَ، أن حرف مصدري ونصب والفعل المضارع يعجبني منصوب بها،

وسميت أن حرفاً مصدرياً لأنها تُؤول مع ما بعدها بمصدر والتقدير يعجبني ضربك.

2 - لن: لن يقوم زيدٌ فلن: حرف نفي ونصب واستقبال لأنها تصير معناه مستقبلاً.

3 - إذن: إذن أكرمَك في جواب منْ قال لك: أزورك غداً، فإذن حرف جواب وجزاء ونصب، وأكرمَ فعل مضارع منصوب بإذن وسميت حرف جوابٍ لوقوعها في الجواب، وجزاءٍ لأن ما بعدها جزاء لما قبلها، ونصب لأنها تنصب الفعل المضارع، ولنصبها شروط تطلب من المطوّلات؛

4 - كي:

جئت كي أقرأَ، إذا كانت اللام مقدرة قبلها أي لكي أقرأ،

فتكون مصدرية بمعنى أن، وأقرأ فعل مضارع منصوب بها،

1 - (لام كي) (لام التعليل)

لام كي (لام التعليل) وما بعدها ليست ناصبة بنفسها بل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير