تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 07:44 ص]ـ

النقطة الثانية التي يدور حولها الحديث هي هل يمكن أن يكون لعنصر لغوي أكثر من عمل إعرابي؟ الجواب نعم, ليس ذلك في العربية فقط, بل في كثير من اللغات التي تنبني على التمييز بين عناصر الكلام عن طريق الإعراب أو ما يعرف باسم case marking. والمراد بالعمل الإعرابي هو إعطاء عنصر لغوي في الكلام محلا إعرابيا بحيث تتميز وظيفته التركيبية والمعنوية عن غيره من العناصر, وبعد الأفعال فإن الأدوات أو الحروف هي أكثر العناصر اللغوية المحددة للمحل الإعرابي, وهي تدخل على الأسماء ومنها ما يدخل على الأفعال وهذه نقطة تستلزم التوضيح.

الدخول على الأسماء أمر معروف ومنتشر. أما الدخول على الأفعال فإنه موجود في لغات دون غيرها, مثل العربية أو الفرنسية التي تتأثر فيها الأفعال من دخول عنصر على تصريفها ليغيرها إلى تصريف آخر, ولنا في النصب والجزم خير مثال.

وهناك أدوات أو حروف تعمل عملين إعرابيين أو أكثر, أي أنها حسب موضعها في الكلام أو خصائصها المعنوية أو اللفظية يكون عملها. وهذا متداول كثيرا. والأدوات تعمل بنفسها ولا تحتاج إلى مساعدة من أحد, وهذه هي ميزتها.

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 07:52 ص]ـ

والآن إلى كلامك:

- تعتبر أن مضمرة جوازا إذا كان إضمارها أو إظهارها جائزا في كافة الأحوال.

2 - تعتبر أن مضمرة وجوبا إذا كان إضمارها واجبا في الأحوال التي يكون إظهارها غير جائز بتاتا في لغة العرب.

في النقطة الأولى ذكرت أن \أن\ قابلة للإظهار والإضمار. وهذا هو الفيصل في الموضوع. إذا قبل العنصر اللغوي الإظهار وكان غير مغير للمعنى عند ظهوره فإن ذلك العنصر هو المضمر.

إذا لم يقبل العنصر الإظهار, فكيف عرفنا أنه كان مضمرا؟ إذا كان شيء غير موجود, فكيف نقدر وجوده؟

\جاء التلميذ وجلس\ - كيف نستطيع أن نقدر فاعل الجملة الثانية \الأستاذ\ وهو غير ممكن؟ أي أنه غير قابل للإظهار؟ وإذا ظهر فإنه يغير المعنى, ولذلك لا نتكلم عن إظهار, إنما عن إضافة لفظية لم تكن موجودة لا معنى ولا تركيبا.

هذه هي النقطة التي يدور حولها الموضوع كله. هل العنصر الذي لا يظهر أبدا قابل أن يكون مقدرا؟ وهنا يكمن الفرق بين النظر اللساني والنظر النحوي في اللغة. إذ أن النحوي يحاول بشتى الوسائل أن يجد تفسيرا, أما اللساني فإنه لا يحتاج التفسير أكثر من حاجته للتحليل.

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 08:00 ص]ـ

فإذا كان العنصر لا يقبل الظهور أبدا, فإنه ليس هو المضمر. إذ أن شرط الإضمارية هو قابلية الظهور.

وبما أن تعدد الأعمال لدى الحرف أو الأداة ممكن وموجود, فما المانع من أن نقول أن هذا الحرف يعمل كذا في الاسم وكذا في الفعل؟ هل التفسير بتعدد الأعمال أكثر منطقية أو التفسير بإضمار ما لا يمكن إظهاره؟

والحروف تعمل بذاتها, أي أنها لا تحتاج شيئا يتوسط بينها وبين عملها, أي أن كل حرف يعمل عمله الإعرابي فإذا دخل حرف على حرف فإن الغرض منه تأدية معنى لا يؤديه الحرف لوحده. أي أن المسألة معنوية في دخول الحروف على بعضها البعض وليست إعرابية. مثل تركيبات \من تحت\, \من فوق\ ... ويمكن أن يلغي دخول حرف على حرف آخر عمل أحدهما ليستقل أحدها بعمله, سواء خالف الآخر أم لم يخالف. (مثال: نفترض أن \من\ في العربية ناصبة و\تحت\ جارة, ودخلت \تحت\ على \من\, فإن عمل \من\ يلغى وتعمل \تحت\ بخصيصتها الإعرابية بدلا من \من\)

يتبع

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 11:33 ص]ـ

عند دخول الحروف على بعضها فإنه لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يكون أحدها مضمرا ويكون العامل, لأن الحرف الغائب لا يعمل شيئا, إلا في حالات الإضمار الواضحة (مثل قولنا \أريد أن أدرسَ و X أنجحَ\ حيث أن الفعل الثاني منصوب بـ\أن\ المضمرة قبله المذكورة سابقا) أما دخول حرف على حرف وعمله في العنصر المعرب دونا عن الحرف الأصل وهو مع ذلك غائب, فهذا أمر لا نجده إلا في تأويل النحو العربي, حيث تعمل الأشياء وهي غائبة وأحيانا لا تظهر أبدا, وهذه نظرية تحتاج مراجعة.

يتبع إلا أن يتخلل نقاش أو رد.

ـ[أبو أسيد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 11:51 ص]ـ

إضافة حول عمل الحرف/

كي مصدرية ناصبة بنفسهاعند دخول حرف جر عليها (لكي)

وتكون حرف جر عند عدم دخول اللام عليها وتنصب بأن مضمرة

ـ[ضاد]ــــــــ[17 - 04 - 2008, 12:05 م]ـ

ألخص:

سأستعمل المصطلح \التحكم\ حتى لا أكثر عليكم من \العمل\.

- تقدير عنصر لا يظهر أبدا لا يسمى إضمارا, لأن الإضمار يلزم منه قابلية الإظهار.

- الحروف تتحكم من تلقاء أنفسها ولا تحتاج إلى عناصر مساعدة.

- إذا دخل حرف على حرف فإن ذلك لإفادة معنوية لا يوفيها الحرف الثاني بمفرده.

- دخول الحروف على بعضها البعض لا بد أن يكون ظاهرا ولا مجال للإضمار فيه.

- ليس من الممكن أن يتحكم حرف في عنصر لغوي دون أن يظهر أبدا.

- من خصائص الحروف كذلك تعدد أنواع التحكم: التحكم في حركة الإعراب, في التقديم والتأخير, في تصريف الفعل ...

- أن يكون حرف قادرا على أن يتحكم في إعراب الأسماء وتصريف الأفعال فإن هذا ممكن, لأن الحروف متعددة الوظائف.

- أن يكون حرف ناصبا حينا وجارا حينا آخر, أي يتحكم بعدة إعرابات فهذا ممكن حسب النظام اللغوي.

(- يمكن أن يتحول عنصر لغوي إلى حرف وذلك حسب النظام اللغوي الذي يكون فيه.)

يتبع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير