تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سأرد على الجميع بأسلوبي الذي تعودت عليه في النقاش بالتدريج والتحليل وليس بالتلميح الجارح الذي لا أحبه لنفسي ولا أحبه لإخواني المسلمين.

1 - إن الرفع هي الحالة المطلقة للكلمات في العربية, والحالة المطلقة هي الحالة التي لا يدخل فيها أي عامل مؤثر في إعرابها, ودليل ذلك أنا نقول أن جمع \مؤمن\ هو \مؤمنون\, وليس \مؤمنين\ لأن هذه الأخيرة خرجت من الحالة المطلقة إلى الحالة المعربة المغيرة بعمل عامل. وهناك كلمات مبنية على غير الرفع وتدخل كما هي في المعجم, وهي إما جامدة أو غير معروفة الحالة, مثل \بئس\ أو \ربَّ\ ...

2 - هناك فرق بين التغير بفعل الوظيفة في الجملة وبين التغير بفعل تحكم عنصر في عنصر آخر, فالوظيفة في الجملة تحتم على الظروف أن تكون منصوبة, وحروف الجر تحتم على الكلمات التي تدخل عليها أن تكون مكسورة. والتغير هو خروج الكلمة من صورتها المطلقة إلى صورة معربة ربما تشبه الصورة الأولى أو تختلف عنها بالنصب والكسر. والفعل ينصب المفعول به ويطلب فاعلا مرفوعا, لأن المفعول تغير, والفاعل تغير في وظيفته وليس في حالته, ولذلك أقول بأن الفعل \يعمل في المفعول به بالنصب ويستلزم فاعلا مرفوعا\.

3 - القول بأن الجمل التي تحتوي ناسخا من فئة \إن وأخواتها\ جمل كاملة أو أصل قول يتعارض مع مبدأ الكمال في الجملة. أي أن الجملة إذا كان فيها هذا الناسخ أصلا فهي كاملة وبحذفه يختل تركيبها ويضطرب معناها. فالجملة \فعل متعد + فاعل + مفعول به\ عند حذف \المفعول به\ منها تخرج من الكمال إلى النقص التركيبي والمعنوي, أما الجملة التي يبتدئها ناسخ من فئة \إن\ فهي لا بد أن تخضع للاختبار كي نحكم عليها.

فالجمل مثل:

إن زيدا قائم

ليت زيدا قائم

لكن زيدا قائم

تبتدئ بناسخ يفعل في أحد شقيها بالنصب, وهذا الشق هو المخبر عنه أو بمصطلحنا النحوي \المبتدأ\. فلو اختبرنا هذه الجمل بحذف هذا الناسخ وبالتبع حذف عمله فيها:

\زيد قائم\

\زيد قائم\

\زيد قائم\

وجدنا أن النتيجة نفسها في كل الجمل, \مبتدأ + خبر\ + \معنى تام\, فإذا قال قائل أن النتيجة غير الجملة الأصلية, فأقول أن هذه النواسخ لم تدخل زائرة غير مؤثرة, فهي مؤثرة في المعنى وفي التركيب, وخروجها هو إسقاط لذلك المعنى وذلك التركيب, أي إسقاط للإضافة فيها. وكذلك الشأن مثلا للظروف التي تدخل فتضيف معنى بعينه إلى الجملة, وإسقاطها طرح لذلك المعنى: \ذهبت صباحا ورجعت عشاء\ --- \ذهبت ورجعت\.

4 - بهذا الاختبار نرى أن النواسخ تدخل على \جمل تامة\ فتعمل فيها معنى وتركيبا, تضيف معنى لم يكن في الجملة وتغير التركيب بنصب أحد شقي الجملة. فإذا قال قائل أن استعمال هذه النواسخ استعمال أصل وليس استعمال إضافة, أقول أن الاستعمال ينبي على تصور للمعنى في الدماغ ومن ثمة وضعه في مجموعة من الكلمات تربط بينها علائق إعرابية تكون بها جملة, فإذا كان المتكلم يعلم أن معناه الذي يريد تأديته لا يكون إلا بإضافة ناسخ فإنه يضيفه ويكون الجملة التي أرادها بها. لذلك كانت هي, أي لتأدية معنى يحتاجه المتكلم. وبناء الجملة من أولها بوجود ناسخ فيها لا يعني أنه غير قابل للإسقاط منها للوصول إلى الوحدة الصغرى في الجملة, أي الوحدة التي تكون بها الجملة تامة التركيب وتامة المعنى.

5 - وبما أن أصل الكلمات هو الرفع, وبما أن جملة دون ناسخ هي \مبتدأ + خبر\, وفي هذه الحالة فإن الوظيفة تحتم على العنصرين أن يكونا مرفوعين, فدخول ناسخ يغير أحد الشقين لا كليهما, فينصب المخبر عنه, أي المبتدأ, ويترك الخبر على حالته التي كتبتها عليه وظيفته.

والتسمية \اسم إن + خبر إن\ مجرد تواضع في الاصطلاح لا غير, فأستطيع أن أقول \مبتدأ منصوب بإن + خبر مرفوع\ ولم أغير من تركيبة الجملة شيئا, إنما غيرت الوصف.

6 - أما \كان وأخواتها\ فهي فعلية أكثر من \إن وأخواتها\ وهي تنصب الشق الثاني, فيقال أنه خبرها, ولا تفعل شيئا في الشق الأول, أي أن فعلها التركيبي عكس فعل \إن وأخواتها\.

دام هذا الحوار ما دام الاحترام.

والله أعلم.

ـ[ضاد]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 06:56 م]ـ

سلام عليكم

اعلم رحمك الله أنه لن يسلم لك قول في هذا الباب حتى تقرر باب العامل وتحكم مسائله وادعاؤك أنه لا يوجد في كلام العرب عامل يعمل عملين مختلفين باطل، ألا ترى أنك في قولك (عجبت من ضرب زيدٍ عمرا) قد أعملت المصدر في المضاف إليه فجررته وأعملته في المفعول به فنصبته

ثم أنت تزعم أنه إذا قال قائل (إن زيدا قائم) أن الخبر باق على رفعه قبل أن تدخل عليه (إن) وهل قال هذا القائل قبل كلامه هذا (زيد قائم) ثم أدرفه بقوله (إن زيدا قائم) حتى تقول دخلت وخرجت، بل إنما هو كلام واحد مبتدأ به جاءت فيه إن مقترنة بجملة اسمية اقتضت رفع الاسم ونصب الخبر

وكذلك القول في (كان زيد قائما) لم يقل صاحب هذا الكلام (زيد قائم) ثم أدخل عليه كان فليس لك أن تقول إن (زيد) كان مرفوعا من قبل فلم يحدث فيه عمل جديد بل هو كلام واحد مفرد ليس لك إلا أن تقول إن زيد مرفوع بكان لا بالابتداء لأنه ليس مبتدأ به

تأمل وتفهم وتعقل قبل الرد ... تحياتي

أما هذه فأنت محق فيها. إلى الآن.:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير