ـ[أبو تمام]ــــــــ[01 - 05 - 2008, 02:49 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أخي ضاد اعتبرني من أغبى تلاميذك - لنقص فهمي-، وهو يسأل، ويناقش قائلا:-
1 -
إن الرفع هي الحالة المطلقة للكلمات في العربية, والحالة المطلقة هي الحالة التي لا يدخل فيها أي عامل مؤثر في إعرابها, ودليل ذلك أنا نقول أن جمع \مؤمن\ هو \مؤمنون\, وليس \مؤمنين
غير صحيح، من ثلاثة أوجه:-
الأول: لم يقل - على حد معرفتي- أحد من المتقدمين، أو المتأخرين أنّ الرفع كذلك، بل هو، والنصب، والجر، أعلام للمعاني التي تعتور الاسم، ويمكن الرجوع لشرح الرضي - رحمه الله- مثلا.
الثاني: وُجد الفاعل وهو مرفوع، ولم يكن بحالته المطلقة المزعومة، بل عامله ظاهر لفظي وقد دخل عليه وهو الفاعل، وهذا يبطل أصلا القول بأن الرفع للمطلقات الخاليات من العوامل المغيّرة، فهل يا ترى الفعل ليس بعامل!
الثالث: استدلالك بـ (جمع مؤمن: مؤمنون، وليس: مؤمنين) استدلال باطل، من عدة أوجه:
أولا: تتحدث بأنّ
الحالة المطلقة للكلمات في العربية، وتمثل بـ (مؤمن) وهي اسم، ونسيت المبنيات التي تبطل ما ذهبت إليه.
ثانيا: وإن قُلت (حديثي عن المعرب) فهذا باطل عقلا، فالاسم يستحق الإعراب عند التركيب، وهذا أمر لا يتنازع عليه اثنان، فكيف تمثل بكلمة ليست مركبة في جملة على أنها مرفوعة؟
فيجب التركيب لكي نعرف العلامة المستحقة لها، وعلى هذا فمن قال جمع (مؤمن) مؤمنين صحيح، ومن قال مؤمنون صحيح، ولا أدري ما معنى قولك
جمع \مؤمن\ هو \مؤمنون\, وليس \مؤمنين
اسمح لي بهذا السؤال: بلسان من هذا الحكم بعدم صحة ذلك! فأنت لم تركبها في جملة لكي تحكم بصحتها، أو خطئها.
2 -
هناك فرق بين التغير بفعل الوظيفة في الجملة وبين التغير بفعل تحكم عنصر في عنصر آخر ...
هذا الكلام غير مفهوم - لنقص في فهمي - لما فيه من محاولة التفريق بين شيئين لم يُفهما على الوجه السليم، وهي:
الوظيفة النحوية -التغير بفعل تحكم عنصر في عنصر آخر.
فلا أدري هنا ما معنى الوظيفة النحوية، أليست هي الوظيفة التي تشغلها الكلمة في الجملة، كالفاعلية، والظرفية، والمفعولية، والحالية وغيرها ...
إنْ كانت كذلك فهذه الوظائف من الأساس نابعة من تغيير بحكم تحكم عنصر في عنصر، فخذ مثالا:
الفعل يتحكم باسم قام بالفعل فهو الذي رفعه، والفعل أيضا يتحكم باسم وقع عليه، فهو الذي نصبه، وكلاهما لم يكن مستحقا للإعراب قبل دخول الفعل عليهما.
والفعل أيضا يتحكم باسم وقع فيه هذا الفعل، فينصبه، ويُسمى ظرفا، ولم يكن الظرف مستحقا للإعراب قبل دخول الفعل.
أليست الفاعلية، والمفعولية، والظريفة تغيرات حدثت في الجملة بفعل تحكم عنصر وهو الفعل بها؟
وعليها فيلزم من قولك
والتغير هو خروج الكلمة من صورتها المطلقة إلى صورة معربة ربما تشبه الصورة الأولى أو تختلف عنها بالنصب والكسر أن الصورة المطلقة هي الصورة غير المعربة للاسم، فلا هو مرفوع، ولا منصوب، ولا مجرور، لأنّه فقد التركيب.
أخي الكريم المشكلة تكمن في الأساس كما قلت في أوّل رد في ضبط مسألة العامل، والمعمول، ومعرفة العوامل بصورة خاصة.
3 -
أما الجملة التي يبتدئها ناسخ من فئة \إن\ فهي لا بد أن تخضع للاختبار كي نحكم عليها ...
وجدنا أن النتيجة نفسها في كل الجمل, \مبتدأ + خبر\ + \معنى تام
نعم معنى تام، ولكّنه مختلف عن المعنى الذي تفيده النواسخ.
فإذا قال قائل أن النتيجة غير الجملة الأصلية, فأقول أن هذه النواسخ لم تدخل زائرة غير مؤثرة, فهي مؤثرة في المعنى وفي التركيب, وخروجها هو إسقاط لذلك المعنى وذلك التركيب, أي إسقاط للإضافة فيها
هأنت استدركت ما فوّته فيما مضى، ولكنّه وجب عليك أن تعيَ ما معنى النسخ لغة، وفي الاصطلاح، ولماذا سمّيت هذه الأحرف نواسخ، يا تُرى ماذا نسخت؟ المعنى؟ الحكم؟
¥