تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 10:56 م]ـ

إذا ما خُطَّةٌ ضاقت علينا * أشَرتَ لها فأمْعنت اتِّساعا

برأيٍ ما رأتْه الشمسُ إلا * تَمنَّتْ أن تكونَ له شُعاعا

رأت حُسنَ اختراعِك للمعالي * فبارتها معانيها اختراعا

أستاذي اللبيب / " قمر لبنان "

قد أطلَّ علينا قمرُ الشِّعْر، وتبلَّج بيانُه صافيًا مضيئًا كالبدر.

وما زالتْ مشاركتك متألِّقة ساحرة البيان، تحاكي ضوء القمر في ليلة ذات ألوان، أسأل الله لك مزيدًا من الرفعة.

بداية، أودّ أن أشير إلى ما أصابني من وَهَمٍ في كتابة الآية الكريمة من سورة مريم، في المشاركة السابقة، وهي قوله تعالى: {كلاَّ سَيَكفرونَ بِعبادَتِهِم ويكونونَ عَليْهِم ضِدًّا} الآية 82، وأسأل الله الرحمن الرحيم بمنِّه وكرمه - أن يغفِر لي ذلك.

ويبدو أنَّ الإشكال في الإخبار عن المثنَّى بصيغة الجمع ما زال قائمًا، وهذا قَطعًا مردُّه لشِدَّة تقصيري، وقلَّة استيعابي لإدراك إيرادك الجيِّد، أسأل الله أن يُعلِّمنا علمًا نافعًا، ويشرح صدورنا لفقه العِلم.

وعن قولك: (ولكن يبقى السؤال: كلمة " الرحماء " في صيغة الجمع لم تنزل منزلة المفرد)

أقول: عفوًا – أستاذي الفاضل -، إنما أشرتُ إلى ما جاء في " النحو الوافي " مِن أنَّ الخبر يُنزَّل منزلة المفرد أحيانًا، لنفي التطابق المطَّرد، أما توجيه مثالنا محل البحث، فهو خبر عن مبتدأ أريد به الجمع، على أنه جنس، وإن شئتَ فقل: على معنى الجمع، لا على اللفظ.

أما بالنسبة لورود الخبر معرفة أو نكرة، فلا أثر له من ناحية الإخبار بصيغة الجمع عن مفرد، بمفرد عن مثنَّى، أو بجمع عن مثنَّى، غير أنَّ مجيء الخير نكرة هو الغالب، والله أعلم.

أستاذي الكريم: ما ذكرتُه من شواهد، هو من أجل تأصيل قاعدة عدم مطابقة الخبر للمبتدأ من ناحية الإفراد والتثنية والجمع، ولعلَّ مجموع ما ذُكر يعطي انطباعًا حول هذا المعنى، إلاَّ أنك ما زلتَ ترغب أن يكون الشاهد إخبارًا بالجمع عن مثنَّى، ولعلَّ الله يُيسِّر لي ذلك.

قال الله تعالى: {وإن طائِفتانِ مِنَ المؤمِنينَ اقْتَتَلوا فأصلِحوا بينَهما} الآية، الحجرات

قال سبحانه وتعالى: {اقتتلوا}، والقياس: " اقتَتَلتا ".

الجمع حملاً على المعنى، لا على التثنية، لأنَّ الطائفتين في معنى القوم والناس، ثمَّ حمل على اللفظ مرَّة أخرى فقال: {فأصلِحوا بينهما}.

ولا أرَى بعد بيان القرآن، الذي هو أفصح البيان، حاجة إلى إيراد شواهد أخرى، غير أني سأذكر بعض الأبيات التي تدور حول هذا المعنى، استئناسًا لا استشهادًا.

قال الشاعر:

هما التواقيعُ التي أبرزتْ * مِن حضرة ِ الحقِّ فلا تَندموا

فأخبر بالجمع عن مثنَّى.

وقول الآخر:

شريكانِ للإنسانِ في كلِّ ما اقتنَى * هما حادثاتُ الدَّهرِ والوارث الأحمْ

وقول غيره:

ذو العلمِ والفضلِ الذين هُما هُما * شُهبٌ بآفاقِ السِّيادة تزهَرُ

وقول الشاعر:

وليس يَبنِى العُلا إلاَّ ندى ووغى * هما المعارجُ للأسْنى من الرتبِ

ختامًا، ما زلتُ أرى أني عاجز أن أقترب من شاطئ بحرك الزاخر، بكنوزه المكنونة، ولعلَّ غوَّاصًا ماهرًا يستخرج لنا الدرر الثمينة.

دمتَ بكلِّ الودِّ والتقدير

مع عاطر التحايا

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[24 - 11 - 2004, 11:46 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير ... وكل أمر له حل وتدبير

وإن لله في تدبيره حكما ... وفوق تدبيرنا لله تدبير

إن الطبيب له في الطب معرفة ... ما دام في أجل الإنسان تأخير

حتى إذا ما انقضت أيام مدته ... حار الطبيب وخانته العقاقير

أستاذي ومعلمي حازم

ربما يكون التقصير مني لأني أنا من التبس عليه الأمر، وانت ما قصرت في محاورتي ولا في الإجابة عن أسئلتي

فكنت نعم المحاور ونعم الأستاذ.

أما بالنسبة لما ورد في ردك الأخير " أما توجيه مثالنا محل البحث فهو خبر عن مبتدأ أريد به الجمع على أنه

جنس، وإن شئت فقل: على معنى الجمع، لا على اللفظ " انتهى

أقول وبالله التوفيق: أنت تقصد قضية " الحمل على المعنى " ولكن عندي سؤالان:

هل الحمل على المعنى مطلق في اللغة العربية؟

هل من ضوابط للحمل على المعنى في اللغة العربية؟

ثانيا: بالنسبة لقولك أستاذي اللبيب (ما ذكرته من شواهد، هو من أجل تأصيل قاعدة عدم مطابقة الخبر للمبتدأ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير