(قوله تعالى ذكره: {وكأَيِّنْ مِنْ قَريَةٍ هِيَ أشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتي أخْرَجَتكَ أهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ}، وقال جلّ ثناؤه: {أخرجتك}، فأخرج الخبر عن القرية، فلذلك أنِّث، ثم قال: {أهلكناهم}، لأن المعنى في قوله {أخرجتك}، ما وصفت من أنه أريد به أهل القرية، فأخرج الخبر مرّة على اللفظ، ومرّة على المعنى) انتهى
وللقرطبي في تفسيره:
(كلمة " فِئَة "، نحو قوله تعالى: {فما كانَ لهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرونَه مِن دونِ اللهِ}، {يَنصُرونَه} على معنى فئة؛ لأنَّ معناها أقوام، ولو كان على اللفظ لقال: " ولم تكن له فئة تنصره "، أي فرقة وجماعة يلتجئ إليهم) انتهى
وعنده – رحمه الله – أيضًا:
(قوله – جلَّ وعلا -: {وَإِنَّ جُندَنا لَهُمُ الْغالِبونَ} على المعنى، ولو كان على اللفظ لكان: " هو الغالب "، مثل {جُندٌ ما هُنالِكَ مَهزُومٌ من الأَحَزابِ} سورة ص: 11) انتهى
أما الكلمات ذات الأوزان المعلومة، نحو ما جاء على وزن " فعيل "، " فَعول "، وما كان على وزن اسم الفاعل أو المصدر، أو أفعل التفضيل في بعض أحواله، وغير ذلك.
قال الله تعالى: {وأنَّا لَمَسْنا السَّماءَ فوَجَدناها مُلِئتْ حَرَسًا شَديدًا}، ولم يقل " شِدادًا ".
وقال – عزَّ في عُلاه -: {فَأتِيا فِرْعَونَ فقُولا إنَّا رَسولُ ربِّ العالَمينَ} الشعراء 16، وقال في طه 47: {فَأتِياهُ فقُولا إنَّا رَسولا ربِّكَ}
وقال – تبارك وتعالى -: {مُسْتَكبِرينَ بهِ سامِرًا تَهجُرُونَ} المؤمنون
" سامرًا " على الإفراد.
وقال الشاعر:
وأصبح عني بالغميصاء جالسًا * فريقان مسؤولٌ وآخرُ يسألُ
" أصبح " هي الناقصة، واسمها " فريقان "، و" جالسًا " خبرها.
و" ضيف " يقع للاثنين والجميع على لفظ الواحد، لأنه في الأصل مصدر.
قال تعالى: {هلْ أتاكَ حَديثُ ضَيفِ إبراهيمَ الْمُكرمينَ} الذاريات
وقال الشاعر:
لا تَعدمي الدهرَ شِفار الجازِر * لِلضيفِ والضيفُ أحقُّ زائرِ
ويجوز فيه التثنية والجمع، والأوّل أكثر كقولك: رجالُ صَوْمٍ وفِطر وزَوْرٍ.
وللقرطبي:
(قوله تعالى: {وَاتَّخَذوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكونوا لَهُمْ عِزًّا}، وظاهر الكلام أن {عِزًّا} راجع إلى الآلهة التي عبدوها من دون الله، ووُحِّد لأنه بمعنى المصدر) انتهى
وفي " شذور الذهب " عند كلامه عن " أفعل التفضيل ":
(ما يجب فيه أن لا يطابق، بل يكون مفردا مذكرا على كل حال، وهو نوعان:
أحدهما المجرد من أل والإضافة، تقول: زيد أو هند أفضل من عمرو، والزيدان أو الهندان أفضل من عمرو، والزيدون أو الهندات أفضل من عمرو.
والثاني المضاف إلى نكرة، تقول: زيد أفضل رجل، والزيدان أفضل رجلين، والزيدون أفضل رجال، وهند أفضل امرأة، والهندان أفضل امرأتين، والهندات أفضل نسوة) انتهى
والله أعلم.
هذا ما استطعتُ جمعه بعون الله وتوفيقه، معترفًا بعجزي وتقصيري، ومُقرًّا بضعفي وقصوري.
مع خالص التحية والتقدير
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[29 - 11 - 2004, 08:44 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن السماء إذا كانت بلا وطن **** تكون خالية من أي تعبير
أستاذي الفاضل حازم
أريد منك إيضاحا قبل أن أبحث فيما ذكرت
ما الشاهد في قوله تعالى " متكئين على رفرف خضروعبقري حسان "؟ وكذلك
هل الآية التالية " وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها " من شواهد العلامة أبي شامة؟؟
لأنني لم أقرأ لهذا المؤلف والكتاب غير موجود عندي
ولك من كل الشكر
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[30 - 11 - 2004, 11:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الغالي حازم
عطفا على ما سبق
بالنسبة للسؤال الأول: ما الشاهد في قوله تعالى " متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان "؟؟
ما فهمته أخي، أن الشاهد في قوله تعالى " رفرف خضر " وكذلك في " وعبقري حسان"
بمعنى آخر: الشاهد عن " الصفة والموصوف "
فالسؤال أخي حازم: هل من شاهد آخر في الآية الكريمة غير الذي ذكرت؟
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 12 - 2004, 10:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حنت عليك الأماني في مخادعها وأنت في الريح لا أهل ولا دار
لا ترتدي غير أسمال وأسئلة كأنها من حوار الريح أطمار
عاندت كل طغاة الأرض فانكسرت بك المسافة واغتالتك أفكار
¥