ألم تكن شاهقا في كل عاصفة والليل إثرك تحت العصف ينهار
وأنت تختصر الدنيا بأمنية هي الحياة وباقي العمر تكرار
أستاذي الغالي حازم:
أولا: بالنسبة لقول العلامة أبي شامة في " إبراز المعاني " وهذا ما أوردته " والفرد إذا أريد به الجمع
جاز وصفه بالجمع، نحو قوله تعالى: (متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان). انتهى
أ- لاحظ أستاذي ما قال: " جاز وصفه بالجمع " معنى هذا الكلام كما أفهمه أن الأمر متعلق
بالصفة والموصوف والآية خير دليل على ذلك، والأمر الآخر: أنه خص الصفة والموصوف وهو
واضح وضوح الشمس في كبد السماء. أما إن أردت أن تجعل هذه القاعدة مطردة في أبواب
أخرى فالأمر يحتاج إلى أدلة هذا من جهة.
ب- قال الدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه " من بديع لغة التنزيل ": (الرفرف: ضرب من
البسط، وقيل الوسائد، وقيل كل ثوب عريض رفرف. وقرىء رفارف خضر.
أقول وهذه القراءة الأخيرة توافق سنن العربية من حيث تطابق الصفة والموصوف في الإفراد
والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث.
وصاحب هذه القراءة ربما أحس أن " الرفرف " مفرد فكيف يوصف بالجمع " خضر ".
وقوله: " وعبقري حسان " وقرىء: وعباقري حسان، والقراءة الأخيرة تشعر أن صاحبها
أراد أن يجري مع العربية كالحال في " رفرف خضر " في قراءة من قرأ: " رفارف ") انتهى
وواضح أن العلامة أبا شامة اختار الرفرف بمعنى الوسائد.
وقد ذكر القرطبي " أن المنسوب لا يجمع على نسبته " لذلك خطأ من قرأ " عباقري "
ووافق من قرأ " رفارف " وذكر أن العبقري واحد وجمع.
أعتقد أنك لاحظت أستاذي أن للآية قراءة أخرى. لكن قد يتبادر إلى ذهنك سؤال: الأشهر في
قراءة الآية " رفرف خضر وعبقري حسان "
أقول: أصبت لكن إليك ملاحظتي:
ذكر القرطبي: " رفرف " اسم للجمع" وكذلك " عبقري " اسم للجمع" وقال أيضا: إن واحد
" رفرف " و " عبقري " رفرفة وعبقرية.
وأرجح أن القرطبي قصد بـ " اسم للجمع " اسم الجنس الجمعي وتعريفه:" ما تضمن معنى
الجمع دالا على الجنس. وله مفرد مميز عنه بالتاء أو ياء النسبة ".
مما ذكرت يتضح أستاذي: " رفرف " - بمعنى الوسائد
- رفارف " قراءة أخرى "
- اسم الجنس الجمعي.
العلامة أبو شامة أخذ بالمعنى الأول وتر ك الأخريين (في باب الصفة والموصوف) وأنت وافقته
فيما قال.
أيضا " عبقري " - بمعنى الجمع
- عباقري " قراءة خطأ " كما ذكرت سابقا
- اسم الجنس الجمعي.
العلامة أبو شامة أخذ بالمعنى الأول وترك الثالث (في باب الصفة والموصوف) وأنت وافقته
على ذلك وهذا نص ما قلت:"قد ثبت أن الجمع وقع خبرا للمفرد - كما نص على ذلك العلامة
أبو شامة - رحمه الله - فمن باب أولى أن يقع خبرا عن المثنى ... "
أقول: إن في هذه الآية آراء مختلفة كما ذكرت فهل نستطيع أن نقول: ثبت؟؟؟
أكثر من رأي في باب" الصفة والموصوف " فهل الكلام مطرد على أبواب أخرى كباب المبتدأ
والخبر الذي هو لب حوارنا؟؟؟
ثم لاحظ أستاذي الكريم الرأي الذي يقول: إن " رفرف " و "عبقري " اسما الجنس الجمعي
فهل في بيت شوقي " هذان هما في الدنيا الرحماء " اسم الجنس الجمعي؟؟
ثانيا: لن أعود للآيات التي استشهدت بها سابقا بناء على قولك " فإن قلت: لا أرى قول "شوقي "
يسير بمحاذاة هذه التعليلات. قلت أصبت - أيها اللبيب - وإنما كنت قد ذكرت هذه الشواهد
استطرادا لا توجيها ... ". هذا من جهة
ومن جهة أخرى: استشهدت في أول رد لك بآيات من باب عدم تطابق المبتدأ والخبر وقد علقت
عليها في ردي السابق ثم استطردت وأخذت تستشهد بآيات من باب الصفة والموصوف أو
الحال وعود الضمير وغير ذلك وما عدت بعد ذلك إلى باب المبتدأ والخبر لماذا؟؟؟
وهو لب حوارنا.
قلت: إنك تريد الشمول في هذا البحث " لم يقتصر كلامي البسيط، على عدم اطراد قاعدة
مطابقة المبتدأ للخبر، بل تعدى ذلك ليشمل أجزاء الجملة العربية الفصيحة، من نعت وحال
ومفعول وضمير ... "
أقول: لكي نصل إلى نتيجة لهذا الحوار الدافىء لا بد من أن نبقى في " عدم مطابقة المبتدأ
للخبر" وهو لب حوارنا كما ذكرت. أما إن أردت أن تبحث في أبواب أخرى فذاك مبحث آخر
فهل كل ما ينطبق على عدم مطابقة الصفة للموصوف ينطبق على عدم مطابقة المبتدأ والخبر؟؟
إن أردنا ذلك الأمر يحتاج إلى بحث وأدلة.
¥