ـ[أبوأيمن]ــــــــ[31 - 12 - 2004, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا كل من أفادنا مما علمه الله شيئا، و أخص بالذكر أستاذنا و شيخنا الجليل أبا محمد
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أبو محمد
شكرا لك على هذه المعلومات القيمة
والذي أعرفه أن " غير " لا تدخلها " أل " والأدلة على ذلك كثيرة، منها:
لم ترد في آي القرآن الكريم محلاة بـ " أل ".
قال لبيد: فإذا جوزيت قرضا فاجزه=إنما يجزي الفتى غير الجمل
قال النابغة الذبياني:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم=بهن فلول من قراع الكتائب
وقال النابغة الجعدي:
فتى كملت أعراقه غير أنه=جواد فلا يبقي من المال باقيا
وقال الفرزدق:
وما سجنوني غير أني ابن غالب=وأني من الأثرين غير الزعانف
أنا أعرف أن " غير " لا تتعرف وإنما تبقى مبهمة.
أما كلام ابن منظور فلا حجة فيه.
والبيت الذي ذكره ابن منظور لا أعرف قائله ولا أعرف إن كان لشاعر يستشهد بشعره لذا لا حجة فيه وكذلك قول صاحب التاج
والشاهد الوحيد الذي يعتد به هو شاهد الشريف الرضي ولا أدري إن هو للشريف أم لغيره والديوان غير موجود عندي، فأرجو أن تتأكد من صحة نسبة هذا البيت للشريف. فإن صح قلنا بجواز ذلك
ويبقى سؤال: هل يقاس على بيت النابغة الجعدي؟؟ وأعتقد إن صح من الأبيات النادرة.
ـ[حازم]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 08:15 م]ـ
أستاذي العلاَّمة، وشيخي الجليل / " أبو محمَّد "
إنَّ النفوس لتمتلئ سعادة وطمأنينة بوجودكم، ووجود بقيَّة أساتذتي المشرفين، في هذا المنتدى الشامخ، وتزداد ثقةً بدقَّة إجاباتكم ونقائها، وعرضكم الواضح الناصع، في الرد على الاستفسارات، وعلى الشبهات القائمة عند بعض الإخوة الكرام.
بارك الله في علمكم الغزير، وفهمكم العميق، ونفعني ونفع بكم، وجعل كلَّ ذلك في موازين حسناتكم يوم القيامة.
وأودُّ أن تأذنوا لي – متفضِّلين – بكلمة ليست بذات قيمة، مقارنة بإجابتكم، وذلك حول كلمة " الْغَيْر "
أستاذي الكريم، ما وصلتُم إليه من بحث وتحقيق حول هذا الموضوع، هو الصواب الذي لا محيد عنه، وهو ما ورد في كتب أئمتنا المباركين في مختلف العلوم، فقد وردت هذه الكلمة، في كتب علماء التفسير، وعند شرَّاح الأحاديث، وعند أئمة علم الفقه وأصوله، وفي كتب العقيدة، وعلم القراءات، وفي كتب المعاجم واللغة، وعند الأدباء في كتبهم، وعند الشعراء في قوافيهم.
وقد نقل صاحب معجم القواعد العربية:
[ملاحظة: هل تدخل " الـ " على " غير ".
نَقَلَ النوويُّ في كِتابِه" تهذيب الأسماء واللُّغات " عن الحسن بن أبي الحسن النحوي في كتابه: " المَسائل السَّفَريَّة ": مَنَعَ قومٌ دُخُولَ الأَلِفِ واللاَّم على " غير وكُل وبَعض " وقالوا: هذه - أي غير - كما لا تتَعرَّفُ بالإضافة، لا تتَعرَّفُ بالألف واللام، قال: وعِندي أنَّه تَدخُل "ألْ" على "غير وكل وبعض" (انظر كل وبعض في حرفيهما) فيقال: " فعل الغيرُ ذلك "، هذا لأنَّ الأَلف واللامَ هنا لَيْسا للتَّعريف، ولكنَّها: المُعَاقِبَة للإضَافَةِ، وذلك (كما في التاج بحث "غير") كقوله تعالى: {فإنَّ الجَنَّة هي المأوى} (الآية "41" من سورة النازعات "79")، أي مَأواهُ: على أنه - كما في التاج وتهذيب الأسماء - قد يُحمل الغَير على الضِّدِّ، والكُلِّ على الجُمْلَةِ، والبَعْضِ على الجُزْء فيصح دخُولُ اللاَّمِ عَلَيها بهذا المعنى] انتهى
قال ابن المبارك، " ت 181 هـ "
وأنتَ مرادُ الحبِّ والْغَيرُ باطلٌ * فطوبَى لعبدٍ ناله منك أوقات
وقول الآخر " من الطويل ":
وإن كان مَدحُ الْغَيْرِ عنديَ سُنَّةً * فمَدحي له فرضٌ عليَّ مُحَقَّقُ
وقال صفي الدين الحلي " من الطويل ":
وما نابَ عنكَ الْغَيرُ عندي وقلّما * ينوب عن الماءِ القراحِ صعيدُ
ولا يهمنا إن زعم الحريري – رحمه الله – أو غيره، أنها لم تُسمع من العرب.
فإجماع علمائنا الأفذاذ الموفَّقين - الذين حفظوا لنا علوم الشريعة، وما رافق ذلك من علوم أخرى – حجَّة في ذلك.
أسأل الله – بمنِّه وكرمه – أن يبارك في علمكم، وأن يسدِّد خطاكم، وأن يبارك في كلِّ مَن كان رزقه الله علمًا فوجَّهه لخدمة هذا الدين العظيم، ولخدمة لغتنا الأصيلة " لغة القرآن العظيم "، كما أخصُّ بالذكر، أستاذي الفذّ "خالد الشبل "، وأستاذي النِّحرير " بديع الزمان "، وأستاذي الأغرّ " الأخفش "، " وأستاذي الألمعي النحوي الكبير "، وأساتذتي الكرام " الأخطل " وأبو سارة " وربحي والفرَّاء " وأبو أيمن "، " وأبو تمَّام "، وغيرهم مِمَّن أشرق بهم هذا المنتدى، وأضاءت بروعة إجاباتهم صفحاته.
كما لا يفوتني أن أشكر الأستاذة الفاضلة " محبة اللغة العربية "، على جهدها المبارك لإثراء هذا المنتدى بالمسائل المحقَّقة، والمعلومات الموثَّقة.
وللجميع عاطر التحايا والتقدير
¥