تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد أحسنتَ في نَقل ما ذكره الإمام السيوطي – رحمه الله – في كتابه " الإتقان في علوم القرآن "، عند الكلام عن " قواعد مهمة يحتاج المفسِّر إلى معرفتها "، بقوله: ( ... أنه لا يجوز إدخال " أل " عليه كـ" غير وكل وبعض " وهو فاسد):

أقول: هذا اجتهاد منه – رحمه الله -، وقد رُدَّ بما صحَّ عن كثير من العلماء، هذا من وجه.

الوجه الثاني، أنه ألحق كلمة " غير " بكلمتي " كل وبعض "، وقد صحَّ دخول " أل " بكثرة على الكلمتين " كل وبعض "، ليس في كتب المعاجم فحسب، بل عند النحاة أيضًا.

الوجه الثالث، أنه – رحمه الله – قد أكثر من إدخال " أل " على كلمة " غير " في كتبه، ففي كتاب " الأشباه والنظائر " فقط، استعملها في أكثر من عشرين موضعًا.

وحتَّى منظومته " في مصطلح الحديث، لم تخلُ منها، قال:

ومنْ سَماع الْغَيْرِ فِي كِتَابِهِ * بِخَطِّهِ أَوْ خُطَّ بِالرِّضَى بِهِ

وأما قولك: (ما المعنى الذي تؤديه " أل " إذا دخلت " غير "؟؟)

أقول: حال " غير " المضافة لا يتغيَّر بدخول " أل "، فإن بقيت على تنكيرها بعد الإضافة، فكذلك هي نكرة بعد دخول " أل ".

وإن أفادت تعريفًا بإضافتها، فكذا بدخول " أل " تفيده.

وهذا معنى قول علمائنا الأجلاء، حيث قيل:

" إذا وقعت بين ضدين ضعف إبهامها "، وقُيِّد ذلك " إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالإضافة "، وبذلك تخرج عن الإبهام والنكارة.

جاء في " معجم القواعد ":

(غَير: كلمةٌ مُوغِلةٌ في الإبْهام، ولا تُفيدُها إضَافَتُها تَعْريفًا، ولا يُوصَفُ بها إلاَّ نَكِرَةٌ، نحو قولِه تعالى: {إِنَّهُ عَمَلٌ غيرُ صَالحٍ} (الآية "46" من سورة هود "11")، إلاَّ إذا وَقَعَتْ بين مُتَشادَّين كقولك: "عَجِبتُ من حَرَكةٍ غيرِ سكون"، فإنها تفيد تعريفًا، ومن ثمَّ جاز وصف المعرفة بها نحو قوله تعالى: {صِراطَ الذين أنعمتَ عَلَيْهم غَير المغضُوبِ عَلَيهم} (الآية "7" من سورة الفاتحة "1").

وبتوضيح أكثر، كلمة " زادَ "، معلومة المواضع في القرآن العظيم، وأول مواضعها، قوله تعالى في سورة البقرة: {فَزادَهُمُ اللهُ مَرضًا}، فإذا قال الإمام الشاطبيُّ – رحمه الله - في منظومة علم القراءات – المعروفة بالشاطبيَّة:

فـ" زادَهُمُ " الأولَى، وفي الْغَيْرِ خُلفُهُ

" الغير " هنا معرفة، لأنَّها وقعت بين معلومين، بين الموضع الأول في القرآن، وبين بقيَّة المواضع، وهي معلومة محفوظة، فلو قال: وفي غير الموضع الأوَّل، أو قال: وفي الغير، كان المعنى واحدًا، واللهُ أعلم.

ختامًا، أرجو أن أكونَ قد وُفِّقتُ في توضيح ما أنتَ بصدده، راجيًا لك مزيدًا من العلم والتوفيق.

مع عاطر التحايا

ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 12:41 ص]ـ

أشكر أستاذ ناالفاضل: حازم على إضافاته الثمينة وأشكر أستاذنا الفاضل أبامحمد كذلك

شكرا لكما على هذه المعلومة القيمة، فلست أمامكما إلا طالبة علم أنهل من بحر علمكما.

انتقل الآن إلى قضية أخرى

بالنسبة إلى عبارة (لها نفس الإعراب) أقول هذه تركيب صحيح لاخطأ فيه

أنت تقصد ياأستاذ أباالعتاهية أنني يجب أن أقول (لها الإعراب نفسه)، فهذا هوالأسلوب الصحيح كما ترى ولا يجوز تقديم التوكيد على المؤكد في رأيك، (نفس) في عبارتي تعرب مبتدأ ولاتعرب توكيدا طبعا.

أقول عبارتي صحيحة واستخدم مثل هذا التركيب كبار النحويين، وسأوافيكم بمبحث قصير عن هذه المسألة قريبا حتي يكون نقاشنا نقاشا علميا موثقا.

شكرا لك ياأستاذ أباالعتاهية

ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 10:09 م]ـ

البحث في جواز (تقديم التوكيد (نفس) على المؤكَد)

أهمية الموضوع:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير