تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[06 - 01 - 2005, 11:59 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لغتنا العربية تحفل بعبارات بليغة موجزة لا شبيه لها في كل اللغات، عبارات موجزة ولكنها مفهومة تماما مثل العبارات التالية: كل مجتهد واجتهاده، كل مجتمع وتقاليده، كل إنسان وطبيعته، أنت وشأنك، هذه عبارات مختصرة أي يوجد بها حذف ومع ذلك هي مفهومة تماما، يفهم معناها الكل حتى الأمي سيفهم المعنى بوضوح تام، فلو قلت لشخص أمي: كل مجتهد واجتهاده، سيرد عليك فعلا الأمر صحيح ولن يسألك مامعنى هذه العبارة

بل إن الحذف جعلها أقوى تأثيرا في نفس السامع وزادها جمالا وعذوبة، هكذا هي عبارات اللغة العربية في إيجازها وعذوبتها، أقر بذلك الكثير، حتى أننا نجد بعضا من غير العرب يعترف بذلك ويقف حائرا أمام جمالها ويتعجب من سحرها الخاص، يقول جوستاف جرونيباوم (وتزين الدقة ووجازة التعبير لغة العرب وتمتاز العربية بما ليس له ضريب من اليسر في استعمال المجاز وإن مابها من كنايات واستعارات ليرفعها كثيرا فوق كل لغة بشرية أخرى، وللغة خصائص جمة في الأسلوب والنحو ليس من المستطاع أن يكتشف له نظائر في أي لغة أخرى وهي مع هذه السعة والكثرة أخصر اللغات في إيصال المعاني)

هذه شهادة مستشرق غربي فقد جعلها فوق كل لغة بشرية أخرى فما قولنا نحن أبناء العربية؟

هل موقفنا هو الإعراض عنها أو الانتقاص من شأنها كما يفعل البعض؟

دعونا إذن نقبل على عباراتنا العربية نحللها ونعربها

ما إعراب كل مجتهد واجتهاده؟ أين يوجد الحذف؟

كل: مبتدأ

مجتهد: مضاف إليه

واجتهاده: الواو حرف عطف، اجتهاده: اسم معطوف والضمير في محل جر بالإضافة

أين الخبر؟

الخبر محذوف تقديره مقترنان

سبق وأن تساءل هنا الأستاذ الفاضل قمر لبنان عن مسألة حذف الخبر، وأقول له أن الخبر يحذف كثيرا في عبارات اللغة العربية ويُقدر هذا الخبر، وذلك رغبة في الإيجاز، يقول شوقي ضيف مثلا عن الصيغة التي ذكرتها آنفا: (في صيغة معينة تتكرر كثيرا في لغتنا اليومية والأدبية - كمامر بنا في مبحث المبتدأ والخبر - وفيها يلي المبتدأ واو عطف ومعطوف عليه دون ذكر خبر مثل: كل شخص وحظه، كل شخص وعمله، كل مجتهد واجتهاده، كل سائح ودليله) والخبر في ذلك كله محذوف تقديره مقترنان)

انظر: تجديد النحو ص 237

ويقول سيبويه: (ولو قلت: أنت وشأنك كنت كأنك قلت: أنت وشأنك مقرونان، وكل امرئ وضيعته مقرونان .. )

انظر: الكتاب ص301الجزء الأول

ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[07 - 01 - 2005, 12:41 ص]ـ

الأستاذ الفاضل: قمر لبنان

أهلا بعودتك مرة أخرى هنا، كتبت مشاركتي السابقة دون أن انتبه إلى مشاركتك فعذرا يا أخي

بالنسبة لسؤالك عن ذكر وفاة العلماء سأحاول الإجابة

أنا قلت أن الخليل بن أحمد استخدم هذا التركيب، وذكرتُ عباراتين له وجدتهما في معجمه العين، نقلتهما بحذافيرهما، وهو توفي عام 175هجريا، هل الخليل بن أحمد ليس بحجة، إذن من الحجة؟ من الذين نعتمد عليهم؟ هل نعتمد على أقوال المحدثين؟

وسيبويه ذكر هذه المسألة ذكر استخدامها ولم يمنعه، وهو توفي على الأرحج عام 180هجريا

هل أخطأ سيبويه والخليل بن أحمد معا وأصاب المحدثون؟

نحن أخذنا نحونا وعربيتنا منهم لا من المحدثين.

هذا هو ردي وشكرا لك ياأستاذ على هذا النقاش، جزاك الله خيرا

ـ[حازم]ــــــــ[08 - 01 - 2005, 08:11 ص]ـ

هيَ البحرُ الخِضَمُّ وما سَمِعنا * بأنَّ البحرَ يُدفَنُ في التِّلاعِ

وكانتْ لِلمَكارِمِ خَيرَ عَوْنٍ * ولِلخَيراتِ ظلَّتْ خيرَ داعِ

لها القِدحُ الْمُعلَّى في المعالي * وفي نَشرِ المعارِفِ طُولُ باعِ

فيا شَمسَ المعارِفِ دُمتِ حِصنًا * وقدوتنا بلا أدنى نِزاعِ

الأستاذة الفاضلة " محبة اللغة العربية "

لا أرَى أننا بحاجة لمزيد من الأدلَّة والْحُجج، لإثبات صحة استعمال كلمة " الغير "، فاستعمالها عند أئمة علماء المسلمين، وعلماء اللغة، وفي كتب الأدب العربي، شائع ذائع، بالإضافة إلى قوتها في القياس، وهذان الأمران لم يدعا مجالاً للشكِّ في أنها من كلام العرب.

هذا وقد عوَّل علماء النحو على هذين الأصلين في الحكم على الكلمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير