ـ[قمر لبنان]ــــــــ[01 - 01 - 2005, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذي الجهبذ أبو العتاهية
أعندك دليل على أن التمييز قد يأتي معرفة؟
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 08:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ الفاضل قمر لبنان أشكرك على المداخلة الطيبة وأرجوالله أن تظل قمرا ساطعا تنيرهذا المنتدى بثقافتك النحوية واللغوية وإليك الدليل:
يأتي التمييز معرفة فقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها، فتلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين"
كم الخبرية مبنية على السكون في محل نصب مفعول به لفعل أهلكنا وجملة (بطرت معيشتها) في محل جر صفة لقرية.
وفيها تمييز هو "معيشة" والتقدير: بطرت معيشة، فجاء التمييز هنا معرفة لأنه مضاف إلا أنه نكرة في المعنى.
وقال رشيد اليشكري:
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس عن عمرو
الأصل في التمييز أن يكون نكرة، وقد يأتي معرفة لفظا، وهو في المعنى نكرة، كالنفس في هذا البيت.
وفي القرآن الكريم أيضا قوله تعالى:
" ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين "
(نفس) تمييز منصوب وهو هنا معرفة ولكنه بعنى النكرة والتقدير: إلا من سفه نفسا.
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[محمد وبس]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 10:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الشكر
هل يتقدم التمييز على العامل؟
وناسف للاستعجال
ـ[الربان]ــــــــ[03 - 01 - 2005, 12:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرحب بالأساتذة الأفاضل جميعاً
بالنسبة لسؤالك أخ "محمد وبس"، هل يتقدم التمييز على العامل، فيه اختلاف، إذْ يرى سيبويه أنه لا يجوز تقديم التمييز على عامله، سواء كان متصرفاً أو غير متصرف؛ فلا نقول: "نفساً طاب زيد"، أما الكسائي والمازني والمبرد فأجازوا تقديمه على عامله المتصرف؛ فتقول: "نفساً طاب زيد"، و "شيباً اشتعل رأسي" ومنه قول الشاعر:
أ تهجر ليلى بالفراق حبيبها؟ ##### و ما كان نفساً بالفراق يطيبُ
وقول الشاعر:
ضيّعتُ حزمي في إبعاديَ الأملا ##### وما ارعويتُ وشيباً رأسيَ اشتعلا
ورأى بعض النحويين أنّ تقديم التمييز في البيتين ضرورة شعرية، وبذلك لا يُعد البيتان شاهدين، و لا يُقاس عليهما، وهذا يعني أنهم لا يجوزون تقديم التمييز على العامل
المصدر: (شرح ابن عقيل - الجزء الأول ص 670) بتصرف
أخوك / الربان
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[04 - 01 - 2005, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الربان جزاك الله خيرا وأشكرك للتوضيح والبيان الذي أضفته وقد سبقتني في ذلك ولكنني أضيف ما يأتي:
يتأخر التمييز عن المميز الذي يعتبر الناصب له، فلا يتقدمه وقد جاء التقدم نادرا.
كقول الشاعر:
أنفسا تطيب بنيل المنى وداعي المنون ينادي جهارا
(نفسا) تمييز منصوب أي أتطيب نفسا بنيل المنى.
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 10:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الأستاذ الفاضل قمر لبنان لما أبداه من ثقافة ثرة ومكنون لغوي رائع كما أشكر جميع الأساتذة االأفاضل في منتدى الفصيح الذين أغنوا هذا الباب بآرائهم القيمة وأقصد بذلك موضوع التمييز وما دار حوله من نقاش قيم واحب أن أضيف بعض التوضيحات لكي ينجلي الموضوع للجميع وأعتذر سلفا عن كل تقصير يبدر مني.
التمييز نوعان: 1 - تمييز المفرد. 2 - تمييز النسبة.
وسأخص تمييز المفرد بالشرح في هذه المشاركة.
تمييز المفرد ويسمى الملفوظ وهو أربعة أنواع:
1 - تمييز الكيل نحو " بعت صاعا قمحا"
2 - تمييز المساحة والأطوال نحو "اشتريت هكتارا أرضا" "عندي متر جوخا"
3 - تمييز الوزن نحو "عندي طن زيتا"
ويقع التمييز بعد شبه الوزن ومثله "عندي وعاء سمنا" فوعاء ليس شيئا يكال بل هو شبيه بالكيل
ومثله "ما في السماء موضع راحة سحابا" فموضع راحة ليس مسافة بل هو شبيه بالمسافة وهكذا ..
4 - تمييز العدد وهو قسمان:
صريح: نحو "عندي أربعون قلما"
كناية: نحو "كم قلم عندي "وأعني بذلك: عندي أقلام كثيرة.
* أحوال تمييز المفرد: لتمييز المفرد أربع حالات:
1 - النصب على التمييز نحو "عندي هكتار أرضا".
2 - الجر بمن نحو "عندي هكتار من أرض".
3 - الجر بالإضافة نحو "عندي هكتار أرض ".
4 - الاتباع على البدلية من الاسم المفسر نحو "عندي هكتارأرض ".
ويلاحظ أن تمييز العدد الصريح ليس له إلا النصب على التمييز فتقول: "عندي ثلاثون كتابا " ولاتقول " عندي ثلاثون من كتاب".
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 06:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بداية أشكر الإخوة على مشاركاتهم القيمة وأخص الأخ الربان والأخ أبا العتاهية وكذلك الأخ " محمد وبس".
وبما أنكم طرحتم موضوع التمييز فلا بد من أن أذكر الأمور التالية حول " تنكير التمييز وتعريفه "
الأصل في التمييز أن يأتي نكرة، ولكن الكوفيين أجازوا أن يكون معرفة واستشهدوا بشواهد منها:
قال تعالى: " وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها "
نحاة الكوفة أعربوا " معيشتها " تمييزا وهي معرفة، بينما نحاة البصرة قدروا الآية بمعنى في والتقدير:
"في أمره وفي عيشه ".
والآية الثانية " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " نحاة الكوفة أعربوا "نفسه " تمييزا وهي معرفة، بينما نحاة البصرة قدروا الآية على النحو التالي " سفهها " أو " سفِه في نفسه ".
وكذلك في قول الشاعر " وطبت النفس " قال ابن هشام: إن أل زائدة للضرورة.
ويجوز إعراب النفس مفعولا به لفعل صددت والتمييز محذوف، والتقدير " صددت النفس وطبت نفسا ".
قال الدكتور فاضل السامرائي: " أما كون التمييز نكرة فهي مسألة خلافية، فالجمهور على أنه كذلك، وذهب قسم من النحاة إلى جواز تعريفه، مستشهدين بقول الشاعر " صددت وطبت النفس ... "
والظاهر أن التنكير هو الغالب، وهو الأصل وقد يرد معرفة في تعبيرات قليلة "
¥