يَقضونَ بِالأَمرِ عَنها وَهيَ غافِلَةٌ&&ما دارَ في فُلُكٍ مِنها وَفي قُطُبِ
لَو بَيَّنَت قَطُّ أَمراً قَبلَ مَوقِعِهِ&&لَم تُخفِ ما حَلَّ بِالأَوثانِ وَالصُلُبِ
أستاذي الكريم / قمرُ لبنان أشكرك على حسن ظنك بي مع اليقين بأني مازلتُ في بداية الطريق أجهل الكثير من أبجديات علم النحو، و ما مشاركاتي في هذا المنتدى إلا شيء تعلمته من أساتذتي الكرام - و أخص من بينهم أستاذي الحبيب / حازم - الذين أخذوا بيدي خطوة خطوة و استفدت منهم خيرا كثيرا
قلتم:
[أما قولك " ثم ألا يمكننا القول إنما سوغ إلغاء و " زعموا " و " بلغني " في المثالين ..
لأن معموليهما محذوفان لدلالة ما قبلهما عليهما؟
ما العامل المحذوف، وما التقدير؟؟ أرجو التوسع في هذه المسألة]
أستاذي الكريم أنت تقول إلغاء و تقديم و تأخير، و القول بالحذف أسهل إن شاء الله إذا علمنا أن العرب تحذف ما هو معلوم حبا للاختصار و الإيجاز كما هو الشأن في المبتدأ و الخبر و في إضمار الفاعل و الاستغناء بالوصف عن الموصوف و في جواب الشرط و غير ذلك
"الشَّامُ كَثِيرُ الخيَْرِ زَعَمُوا" أصل الكلام " الشَّامُ كَثِيرُ الخيَْرِ زعموا الشامَ كثيرُ الخيرِ" أو " الشَّامُ كَثِيرُ الخيَْرِ زَعمُوا أَنَّ الشَّامَ كَثِيرَ الخيرِ"
فلما تقدمت الجملة "الشَّامُ كَثِيرُ الخيَْرِ" جاز حذف معمولي "زعموا" لدلالة ما قبلها عليهما
قلتم:
[ما المعنى الذي أراده الشاعر؟ هل أراد أن يقول عنهم بأنهم" زعموها عجائبا " أم أنه أراد أن يقول: " زعموا الأيام مجفلة " بمعنى لا نستطيع محاربتهم في تلك الأيام (حسب رأي المنجمين)؟؟]
رجعت إلى القصيدة فتبين لي أن المعنى الثاني هو المقصود و ليس مافهمته في البداية! أشكرك على التنبيه
قلتم:
["عجائبا زعموا الأيام مجفلة " الأيام بالنصب ومجفلة بالنصب.
هل يستقيم التقدير الذي قدرته، والإعراب الذي أعربته أستاذي القدير إذا رويت " الأيام ومجفلة بالنصب "؟؟]
حسب فهمي السابق للبيت " زعموها عجائبا "!، و بنصب الأيام، أرى أن التقدير يبقى صحيحا إذا اعتبرنا الجملة "الأيام مجفلة" بدلا من معمولي "زعموا"
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[26 - 03 - 2005, 10:21 ص]ـ
أستاذي القدير " أبوأيمن "
ما قلته حقيقة أخي العزيز، وأنا لست ممن يحبذون المجاملة أو يمشون في مواكبها
(الإلغاء والتقديم والتأخير) هذا رأي التبريزي وهو على ما أذكر من تلاميذ أبي العلاء المعري.
ثم أليس ما أراد ه التبريزي (زعموا الشامَ كثيرَ الخير) بنصب (الشام َ) و (كثيرَ) ثم ألغى عمل (زعموا) فرفع كلمة (الشام) ليعتمد عليها في المعنى.
لا وجود للرفع في هذه الصيغة إلا بعد إلغاء عمل (زعموا).
(الشام) مفعول به أول.
(كثير) مفعول به ثان.
ألغى التبريزي عمل (زعموا) فصارت الجملة على هذا النحو (الشام كثير الخير زعموا) بالرفع، لذلك لا وجود للرفع إلا بعد إلغاء عمل (زعموا)، ثم قدم المفعولين على الفعل والفاعل (زعموا).
وعلى ما قلت أستاذي القدير لا بد من الإلغاء أولا ثم الحذف ثانيا وأنا شخصيا لا أستسيغ هذا التكرار (الشام كثير الخير زعموا الشام كثير الخير).
نعم المعنى الذي أراده الشاعر " زعموا الأيام مجفلة ". لذلك يكون الإعراب على النحو التالي:
الأيام: مفعول به أول
مجفلة: مفعول به ثان
إذا اتفقنا على أن (الأيام مجفلة) هما معمولا (زعموا)، والمعنى يشير إلى هذا، فهل نستطيع أن نعدهما جملة كما قلت؟؟ (طبعا على رواية النصب)." زعموا الأيامَ مجفلة ً "
زعموا (فعل وفاعل)
الأيام (مفعول به أول)
مجفلة (مفعول به ثان)
هل (الأيامَ مجفلة ً) جملة؟؟
شكرا لك على تقبل الآخر واعذرني على التقصير
ودمت معطاء
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[27 - 03 - 2005, 12:48 م]ـ
جاء في" شرح كافية ابن الحاجب" (تأليف الرضي ... ): " ... الفرق بين التعليق والإلغاء، مع أنهما بمعنى إبطال العمل، أن التعليق إبطال العمل لفظا لا معنى، والإلغاء إبطال العمل لفظا ومعنى، فالجملة مع التعليق في تأويل مصدر، مفعولا به للفعل المعلق، كما كان كذلك قبل التعليق، فلا منع من عطف جملة أخرى منصوبة الجزأين على الجملة المعلق عنها الفعل، نحو " علمت لزيد قائم، وبكراً فاضلا "، على ما قال ابن الخشاب.
وأما الإلغاء فالجملة معه ليست بتأويل المفرد، فمعنى " زيد علمت قائم ":زيد في ظني قائم، فالجملة الملغى عنها، لا محل لها، لأنه لا يقع المفرد موقعها، والجملة المعلق عنها منصوبة المحل.
والفرق الآخر: أن الإلغاء أمر اختياي لا ضروري، والتعليق ضروري.
وقيل: الجملة الملغى عنها في نحو " زيد قائم ظننت "، مبنية على اليقين، والشك عارض، بخلاف المعلق عنها، وليس بشيء لأن الفعل الملغى لبيان ما صدر عنه من مضمون الجملة من الشك أ واليقين، ولا شك أن معنى الفعل الملغى معنى الظرف، فنحو: "زيد قائم ظننت " بمعنى: زيد قائم في ظني، ويمنع الظرف كون الكلام الأول مبنيا على اليقين.
ويقبح الإلغاء مع تأخر الجملة عن فعل القلب، لأن عامل الرفع معنوي، عند النحاة، وعامل النصب لفظي، فمع تقدمهما، يغلب اللفظي المعنوي.
وعلى ما اخترنا في عامل المبتدأ والخبر، كما شرحنا في حد الإعراب، ترافعهما ضعيف، فمع تقدم عامل غيرهما، يغلبهما، ومع ذلك قد جاء قوله:
كذاك أدبت حتى صار من خلقي=أني وجدت: ملاك ُ الشيمةِ الأدبُ
¥