تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أرى - والله أعلم - أن " عجائبا " منصوبة على الحال أولى من تقدير فعل أي فعل، لأن " الصياغة " في هذه الموقعة بالذات لا في كل المواقع، وكما هو معروف الجملة الفعلية تدل على الحدوث والتجدد بينما الحال لا يدل على ذلك.

يؤتى بضمير الشأن " ضمير المجهول " للتفخيم والتعظيم.

قال الدكتور السامرائي في كتابه " معاني النحو ": (من عادة العرب أنهم قد يقدمون على الجملة ضميرا تفسره الجملة بعده، يسمى ضمير الشأن، ويسميه الكوفيون ضمير المجهول وذلك في مواضع التفخيم والتعظيم)

وكذلك قال ابن يعيش في شرحه على المفصل: (ولا يجوز حذف هذه الهاء إلا في الشعر. لا يجوز في حال الاختيار "إنّ زيد ذاهب " على معنى " إنه زيد ذاهب "وقد جاء في الشعر: إنّ من لام في بني بنت حسا=ن ألمه وأعصه في الخطوب)

إذا يجوز حذف ضمير الشأن في الشعر، ولكن: هل الشاعر أراد أن يعظم ويفخم هذه الأيام؟؟ وكما هو معروف في قوله تعالى: " قل هو الله أحد " هو ضمير شأن لتعظيم الله سبحانه وتعالى.

أرى أن " أو " هنا ليست بمعنى " الواو " والدليل على ذلك ما يلي:

1 - " زعموا " تفيد الرجحان.

و"الرجحان " ما ينشأ من تغلب أحد الدليلين المتعارضين في أمر من الأمور على الآخر، بحيث يصير أقرب إلى اليقين من الشك ".

2 - " أو " وهي لأحد الشيئين، أو الأشياء، ذكر لها المتأخرون معاني عدة أشهرها:

أ / الشك، وذلك إذا كان المتكلم شاكا في الأمر، نحو قوله تعالى: "لبثنا يوما بعض

يوم).

ب / الإبهام، وذلك إذا كنت عالما بالأمر ولكن أردت أن تبهمه على السامع، نحو

" تصدقت بصدقة قليلة أو كثيرة).

ج / التخيير، وهي الواقعة بعد الطلب، نحو "تزوج سعاد أو أختها ".

د / الإباحة: نحو (جالس العلماء أو الزهاد).

الفرق بين الإباحة والتخيير أن التخيير لا يبيح الجمع بين الشيئين أو الأشياء

والإباحة تبيحه. والكلام على " أو " للدكتور السامرائي ومراجع بحثه (المغني،

شرح ابن عقيل، شرح الرضي على الكافية، المقتضب).

أعتقد أن " أو " هنا تفيد الشك وهذا المعنى ينسجم مع الفعل " زعم " لأن فيه جزء ا

من الشك.

قال ابن يعيش عن لام الابتداء: " اعلم أن هذه اللام أكثر اللامات تصرفا، معناها

التوكيد وهو تحقيق معنى الجملة وإزالة الشك ".

لذلك أرجح أستاذي القدير عدم جواز تقدير لام الابتداء لأنها" للتوكيد وإزالة الشك"

بينما " زعم " تفيد شيئا من الشك لأن الرجحان لا يصل إلى درجة اليقين التام، وكذلك "أو" تفيد الشك كما أشرت سابقا.

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[06 - 04 - 2005, 06:08 م]ـ

أستاذي الكريم قمر لبنان، معذرة عن التأخر في الرد

وإليك ما دار في فكري من تساؤلات:

ما معنى "مجفلة" في البيت؟

إذا تعذر تقدير ضمير الشأن وتعذر تقدير لام ابتداء فما المخرج الذي تراه مناسبا ل "زعموا الأيامُ مجفلةٌ" برفع "الأيام" و "مجفلة

ـ[قمر لبنان]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 11:52 ص]ـ

الأخ الأستاذ " أبو أيمن "

ما معنى " مجفلة " في البيت؟؟

يقال أجفلت الحمر والنعام إذا أحست بأمر يذعرها فهربت منه بعجلة.

المخرج الذي أراه هو الذي نقلته عن التبريزي والذي يعتمد على التقديم والتأخير.

هذا والله أعلم.

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 05:19 م]ـ

نَصَبَتْ حبائلَ حُسنها فاصْطَدْنَني ... ثم انتحتْ قلبي بنَبْلِ عذابِها

هل في الشريعة نصبُ صيدٍ حاصلٍ ... للنَّبل ترشُقُه يدٌ بِصيابِها

صدٌّ وهجرانٌ وطولُ تعتُّبٍ ... وأشدُّ منه ضنُّها بعتابِها

ما بالُها سيفاً عليَّ مسلَّطاً ... ولقد أتيتُ محبتي من بابِها

أستاذي الكريم قمرَ لبنان

أعدت النظر في قول التبريزي – وليتك تعطينا نبدة عنه –:

" ... فأما الأيام في بيت الطائي فيجوز رفعها على أن يلغى " زعموا " كأنه قال: عجائبُ الأيامُ مجفلة عنها زعموا، ويجعل اعتماد الكلام على " عجائب " ويحمل اللفظ على التقديم والتأخير، وهذا كقولك: الشام كثير الخير زعموا، وأبوك واسع العطاء بلغني، تريد بلغني ذلك، فتأتي بالكلام الثاني بعد الأول "

وتأملت قوله: عجائبُ الأيامُ مجفلة عنها زعموا،

فهو يجعل "عجائبا" معمولا ل "زعموا" وبذلك أجاز الإلغاء لتوسط العامل بين مفعوليه، وهو كقولنا " الشامَ زعموا كثيرَ الخيرِ " مما جاز فيه الإلغاء والإعمال

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير