تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[حازم]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 10:35 م]ـ

ومَهما تَكنْ عِندَ امْرئٍ مِن ْخَليقةٍ * وإنْ خالَها تَخفَى على الناسِ تُعلَمِ

الأستاذ الفاضل / " أبو حازم "

عفا الله عنك، وهل يجوز للمؤمن أن يَجزم أنه من أهل الجنة؟

كيف تخبر عن نفسك بجملة مؤكدة، بدأتْ بحرف توكيد، أنك من الفرقة الناجية المنصورة؟

الصواب أن تقول: أرجو أن أكون منهم، قال الله تعالى: {فلا تُزكُّوا أنفُسَكُم هو أعلمُ بِمنِ اتَّقَى} سورة النجم.

كما أسأل الله الكريم أن يجعلنا جميعًا، ويجعل أستاذي الجهبذ الفاضل " أبو أيمن " منهم، فما أراه إلاَّ قد سلك طريق العلم، وما أراه إلاَّ من أهل الفضل والصلاح، أحسبه كذا، ولا أزكِّيه على الله.

أستاذي، قد شاركت بآرائك التي تراها صائبة – في نظرك -، وكما تعلم، أنَّ هذا المنتدى يقصده الناس من مختلف البلدان.

أوَ تظن، أنَّ أحدًا ممَّن يَرى أنَّ ما كتبتَه غير صواب، سيتوقَّف عن الردّ، كلاَّ – والله -، لا بدَّ من إيضاح صحَّة هذا العلم الجليل، ولا بدَّ من الدفاع عن أصوله، التي أصَّلها القوم المباركون، ليعلم الجمْعُ أنَّ لغة القرآن محفوظة إلى قيام الساعة.

والأستاذ الفاضل / " أبو أيمن " – حفظه الله – هو أهل لهذا المقام، وأرجو الله أن يجعل ذلك في موازين حسناته يوم القيامة.

أستاذي الكريم، قلتَ: (وقد أبنت عن المسألة بما لا يحتاج إلى مزيد، وأرى أن الخوض بعد هذا لمن إضاعة الوقت والمال)

أقول، بل إنَّ الرد على هذه الشبهات، واجب على من أعطاه الله علمًا، لأنه لا بدَّ من بيان الصواب في هذه المسائل،

وقولك: (و قد أبنت عن المسألة بما لا يحتاج إلى مزيد)

قول فيه نظر، فإنَّ القارئ لردِّك الأخير، يجد اضطرابًا في بعض أقوالك، فقد زعمت – ابتداءً – أنَّ ابن القيِّم تَبِع شيخَه ابن تيمية – رحمهما الله -، ثمَّ تراجعت عن هذا القول، وقلت: إنما قصدتُ شيخَه.

وعندما ذكرتُ لك آية سورة آل عمران، قلتَ إنَّ فعل الأمر " كُنْ " جملة، وليس مفردًا.

وأريد أن أسألك، وأسأل كل قارئ، هل هناك فعل أمر مفرد؟

إن كل فعل أمر يستتر فيه ضمير الفاعل، وعلى كلامك، تكون كل أفعال الأمر كلمة – وفق اصطلاحك – كما قال النحويون.

وعليه فأنت قد وافقتَ علماء النحو في هذه المسألة.

وكذلك – حسب اصطلاحك – فأنتَ توافقهم في أنَّ الفعل المضارع الذي استتر فاعله، يُعدُّ كلمة أيضًا.

وتوافقهم – من حيث لا تشعر – أنَّ الأفعال الماضوية التي استتر فاعلها فيها، هي كلمة أيضًا.

هل تبيَّن لك أنك قد وافقتَهم في ثلاث مسائل، ولا تستطيع أن تجد لك مخرجًا.

ولعلِّي - إن أراد الله لهذا النقاش أن يستمرَّ – أن أبحث في الأحاديث النبوية لاستخراج شاهد يفيد مجيء الكلمة على اللفظ المفرد، على الأصل.

وأما قولك: (وإذا رجعت إلى كتاب ابن مضاء عرفت صحة القول، أو ليس يكفيك ما ذكرته من المسائل في أول الكلام مما لا دليل عليه، لا سيما المسألة الكبرى التي تتابع عليها جمهور النحاة، وهي قولهم الكلمة في اللغة تطلق على القول المفرد)

أقول: كان الأولَى أن تذكر هذه المسائل لننظر فيها، ولا تظن أنَّ الحقَّ دائمًا مع شيخك ابن مضاء، فكلُّ عالم يُؤخَذ من قوله ويُرد.

ثمَّ إذا رجعتَ إلى علماء التفسير، تجد أنهم لا يستشهدون في مسائل النحو إلاَّ بما جاء عن سيبويه وصحبه، وإذا رجعتَ إلى شرح الأحاديث، تجدها مليئة بأقوال سيبويه والأخفش ومن مشَى على نَهجهما.

فلماذا لم يرجعوا لأقوال ابن مضاء، الذي ترَى أنَّ ما قاله هو الصواب.

أستاذي الكريم، اعلَم أنه إذا بارك الله في علم انتشر وانتفع به الناس، كم من مؤلَّفات قد طُمسَت، وكم من علومٍ قد درسَت.

أما علوم أولَئك الرجال، فقد بارك الله فيها وانتشرت بين الناس، وحُفظت في الصدور، وعلى قواعدهم، أمكن توجيه كلام ربِّ العالمين، وأمكن توجيه كلام سيِّد المرسلين - صلَّى الله عليه وسلم -.

والله أعلم

ختامًا، أسأل الله أن يرزقنا العلم النافع، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يرزقنا فَهم كتابه، وأن يلحقنا بالصالحين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دمتَ بكل الودِّ والتقدير

مع عاطر التحايا

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[23 - 12 - 2004, 12:50 م]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير