تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جزى الله أستاذي الجليلين أبا محمد و حازم خير الجزاء،

و للأستاذ الكريم أبي حازم أقول:

قولك " [أما بعد فإني من فرقة لا تقبل قولا إلا ببرهان إلا أن يكون كلام الله ورسوله] " فيه شيء من الخطأ، و الصواب أن تقول:

أما بعد فإني من فرقة لا تقبل قولا إلا ببرهان إلا أن يكون كلام الله ورسوله، أو إجماع و أو قياس صحيح، فقد أجمعت الأمة على حجية الإجماع و ما خالف في القياس سوى الظاهرية،

قولك " [إنها الفرقة التي أبت أن تقلد دينها الرجال] " فيه شيء من الخطأ، و الصواب أن تقول:

إنها الفرقة التي أبت أن تقلد دينها الرجال في الإعتقاد، أما ماعدا ذلك فقد اختلف الفقهاء فيه، و أجازوا جمهورهم تلقيد المستفتي لمفتيه،

قلت "فإن كنت منهم فما السبيل التي سلكت بسبيلهم وإن لم تكن منهم فليس هذا عشكِ فادرجي"

أقول: يغفر الله لي و لك أستاذنا الفاضل

و حسبي قول الشافعي:

أحب الصالحين و لست منهم && لعلي أن أنال بهم شفاعة

و أكره من تجارته المعاصي && و لو كنا سواء في البضاعة

جاء في المغني لابن قدامة القدسي رحمه الله:

في كتاب الصلاة:

[والكلام المبطل ما انتظم حرفين هذا قول أصحابنا وأصحاب الشافعي لأن بالحرفين تكون كلمة كقوله: أب وأخ ودم وكذلك الأفعال والحروف , ولا تنتظم كلمة من أقل من حرفين ولو قال: لا فسدت صلاته لأنها حرفان لام وألف وإن ضحك]

فما ترون أستاذي الكريم أبا حازم في هذا الكلام، و ما قول الله و رسوله في الكلام في الصلاة، و هل ترونه واجبا أم مندوبا أم مكروها أم حراما و بأي دليل قلتم في ذلك هل بآية محكمة و جدتموها في كتاب الله أم بسنة متواترة عن رسول الله، أم أنكم متوقفون في الأمر إلى أن تنظروا فيه؟

و في كتاب الطلاق قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله:

[فكذلك قوله: أنت طالق ثلاثا إلا واحدة عبارة عن اثنتين لا غير وحرف الاستثناء المستولي عليه إلا , ويشبه به أسماء وأفعال وحروف فالأسماء غير وسوى والأفعال ليس ولا يكون وعدا والحروف حاشا وخلا , فبأي كلمة استثنى بها صح الاستثناء.]

و في كتاب الديات

[وإن جنى على شفته فذهب بعض الحروف وجب فيه بقدره , وكذلك إن ذهب بعض حروف الحلق بجنايته وينبغي أن تجب بقدره من الثمانية والعشرين وجها واحدا وإن ذهب حرف فعجز عن كلمة لم يجب غير أرش الحرف لأن الضمان إنما يجب لما تلف]

هل ترون أستاذي أن أئمتنا قد غفلوا عما تبين لك و لشيخك، و ماذا يلزمك و يلزمنا تجاه هذه الاجتهادات الفقهية، هل هي صحيحة يلزم تعديلها، أم أنه باطلة لأن ما انبنى على باطل فهو باطل

يتبع ...

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[27 - 12 - 2004, 05:52 م]ـ

أستاذنا الفاضل أبا حازم

قلت: [وهاهنا أمر لا بد من التنبيه إليه وهو انه لا يمنع الرجل نشأته على شيئ أن يبحث عن دليله ولا يكون من الذين قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون]

و قلت: [إنها الفرقة التي أبت أن تقلد دينها الرجال]

ففهمنا من كلامك أنك معاد للتقليد، في حين تجدك في أمس الحاجة إليه في اتباع أقوال ابن مضاء الأندلسي و قول شيخ الإسلام ابن تيمية،

إلا أن تتبث لنا من الكتاب أو السنة أن الكلمة ليست بمفرد أو تزعم أنك قد أحصيت كلام العرب و لا سبيل إلى هذا و ذاك

قال الشافعي ر حمه الله:

[ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غيرُ نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها]

قال ابن جرير الطبري في جامع البيان:

فإن قال قائل: فإذا كان الرحمَن والرحيم اسمين مشتقين من الرحمة, فما وجه تكرير ذلك وأحدهما مؤّد عن معنى الاَخر؟

قيل له: ليس الأمر في ذلك على ما ظننت, بل لكل كلمة منهما معنى لا تؤَدي الأخرى منهما عنها

و قال:

والإيمان كلمة جامعة للإقرار بالله وكتبه ورسله, وتصديق الإقرار بالفعل.

حدثني يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, في قوله: لاَ يَرْقُبُوا فِيْكُمْ إلاّ وَلاَ ذِمّةً قال: لا يرقبوا فيكم عهدا ولا ذمة. قال: إحداهما من صاحبتها كهيئة «غفور رحيم» , قال: فالكلمة واحدة وهي تفترق, قال: والعهد هو الذمة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير