ولْتَعلَم أنني أسير على منهج الأفذاذ، علماء النحو المباركين، الذين أصَّلوا قواعد علم النحو، المشهود لهم بالعلم والفَهم والفضل، وأقتدي بآرائهم، وأتبع كلَّ مَن اقتفَى أثَرَهم، ولا أتأثَّر بالآراء المحدَثة التي تخالفهم، ومن تلك الأقوال السقيمة: (أنَّ علم النحو يحتاج إلى تشذيب)، والتي قيلت في مشاركة أخرى.
وأقول: إنَّ مثل هذه الأقوال، وتلك الأوهام، تظهر بين الحين والآخَر، كما ظهرت من قبل مقولة مَن يريد إلغاء الفاعل من فعل الأمر، لكونه لم يفعله، فماذا كانت النتيجة؟
النتيجة معلومة، أمرها إلى زوال، وشأنها في وبال، وسَعْي أصحابها في ضلال، وقد باتوا في خَيبَة الحال والمآل.
أتدري لماذا؟ لأنَّ هذه اللغة الأصيلة هي لغة القرآن، وقد حفظها الله من عبث العابثين، وجهل الجاهلين، وكيد الحاسدين.
وأما مَن يريد أن يضيف شرطًا جديدًا مُحدَثًا، وهو أنه لا تُعرب الكلمة " خبرًا " إلاَّ بحصوله،
أقول: إنَّ هذا الشرط لَمِن الغرائب التي تدعو إلى الضحك، وهكذا الحال، إذا أفتَى في الأمر غيرُ أهله.
كما أني لم أُغمِضْ عَينيَّ عن ما يُسمَّى بـ" الجملة المستقلَّة "، لأنَّ مَن فَهِم المقصود بـ" الوقف والابتداء " في كتاب الله العزيز، يعلم علم اليقين، ما الفرق بين الوقف الكافي والتام والحسن، وكيف تترتَّب عليه أوجه الإعراب المختلفة.
فلمَّا وجدتُ أنَّ زاعمَ هذا القول لم يفقه المقصود بـ" الجملة المستقلَّة "، ولم يُحسن عرض السؤال، أعرضتُ عن الإجابة.
وينبغي أن تعلم، أنني لا أهتمُّ لتصويبك لِما أراه هو الصواب، ولا أسعَى إليه، فإنني أحبُّ أن تكون مناقشتي مع مَن رأيه موافق لرأي " الجماعة "، ولا أحبُّ أن أستمرَّ في مناقشة مع مَن شذَّ عنهم، وهم أهل " التعطيل والتأويل "، لأنَّ الجدل معهم إضاعة للوقت، وذهاب لبركة العلم، فإنه لا سبيل إلى الأخذ بأيديهم إلى الصواب، {ولوْ جاءَتْهُم كلُّ ءَايةٍ}، فإن قامت عليهم الحجَّة، ذهبوا إلى تعطيل الدليل، بالحكم على شذوذه، أو عدم ثبوته، وإن تعذَّر عليهم ذلك، وجدوا أنَّ التأويل هو الخلاص لهم.
وأخيرًا، لا أظنُّ أنَّ أمرك قد خالطه اللبس، وأرَى أنَّ ما قلتَه في ردِّك الأول معلوم، وقد حاولتَ تغيير رأيك السابق وتزيينه.
وأقول، كان الأولَى بك أن توضِّح وجهة نظرك بشكلٍ صحيح، من أوَّل مرة، أو تعقِّب عليه لاحقًا، حتَّى يرجع السائل بالإجابة التي يطمئنُّ لها، ويثق في هذا المنتدى، فيكون مرجعًا أمينًا له، وحصنًا حصينًا يتردَّد إليه.
غير أني ما زلتُ أرَى أنَّ التضييق هو عادتك، في المسائل التي لا تسير وفق هواك، صحيح أني أجهل أمر الزاوية التي تنظر من خلالها إلى المسائل، ولكنني أجزمُ بأنَّها زاوية لا يكاد يفترق ضلعاها عند رأسها.
ختامًا، أسأل الله الكريم أن يرفع درجات علمائنا الأفذاذ المباركين، وأن يبارك في علمهم، وأن ينفعنا به.
كما أسأله تعالى أن يرفع قدرَ أساتذتي الأجلاء، في هذا المنتدى الشامخ، الذين بذلوا أوقاتهم لنشر العلم الصحيح، من نبعه الصافي، دون أن يغيِّروا أو يبدِّلوا، فكانوا خير أمناء على تراث الأولين، وخير الناصحين، بارك الله فيهم، ورفع منزلتهم، ورزقهم سعادة الدارين.
ـ[حنين]ــــــــ[28 - 12 - 2004, 08:25 ص]ـ
:::
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللغة العربية كما تفضل أخي الفاضل (حازم) لغة أصيلة و هي لغة القرآن، و لأنه ليس عندي من يعينني هنا في غربتي على تعلمها و تعليمها، فقد لجأت إليكم بعد الله تعالى راجية الإرشاد و النصح ...
و لم يكن قصدي إثارة الفتنة و العياذ بالله ...
الله المستعان.
أخي الفاضل (حازم)،
شكر الله لك غيرتك على لغة القرآن، و جزاك عني و عن الجميع خير الجزاء. آمين.
¥