مع أن الأصل في العربية أن " لا " إذا دخلت على اسم صيّرته منفيا ً، وههنا صارت هي والاسم بمعنى الإثبات، ومن هنا تفهم أن اللقاني رحمه الله - يرى أن معنى قوله " لا مساس " امسسني، بخلاف المعنى على ما ذكرناه أولا، فإن المعنى عليه لا تمسسني وهذا هو الموافق للقراءة المشهورة (لا مساس).
والخلاصة تجدينها في المشاركة التالية ,
والعلم لله تعالى.
ـ[السلفي1]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 05:39 م]ـ
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله تعالى إليك أختي الكريمة.
القضية المشروحة بالمشاركة السابقة والتي أشكلت على فهمكم الكريم تتلخص
فيما يلي:
قال الفراء في معاني القرآن العظيم:
ومن العرب من يقول: لا مسَاس ِ، يذهب به إلى مذهب درَاك ونَزَال ِ،
وقال ابن خالويه في كتاب " ليس من كلام العرب":
لا مَسَاس ِ مثل درَاك ونَزَال،
قال ابن هشام تعليقًا على كلام الفرّاء وابن خالويه:
وهذا من غرائب اللغة
ثم جاء الشيخ محي الدين يفسر ما يقصده ابن هشام بالغرابة ,
فقال:
الفراء وابن خالويه يقصدان بكلامهما أن " مَسَاسِ " اسم فعل كـ " نزال "
, وهذا الاسم دخلت عليه " لا " النافية، مع أن اسم الفعل في المشهور من
الاستعمال العربي لا يجوز أن يدخل عليه عامل يؤثر فيه،
وقد فسر العلامة اللقاني الغرابة التي يقصدها ابن هشام في كلام الفراء
وابن خالويه , فقال:
إنهما جعلا "لا " النافية مع ما بعدها اسما واحدا،
قلتُ (السلفي1): وهذا اختلف فيه العلماء:
فمن قال ببناء اسم "لا " قال: لا مع اسمها تركيب واحد ,ولذا بني اسمها ,
وقال أخرون: "لا" مع اسمها ليسا تركيبًا واحدًا ,ولذا قالوا بإعراب اسمها.
وعليه: فلا غرابة فيه إلاّ عند من خالف ,ولعل هذا مقصود اللقاني من الغرابة.
ولكن الشيخ محي الدين فهم كلام اللقاني على النحو التالي:
أنه ركب "لا " مع "مساس" ثم أريد منه الإثبات،
قلتُ (السلفي 1): وهذا الفهم من الشيخ محي الدين لكلام اللقاني فيه نظر عندي
, فلا يستقيم , ولا أظن أن اللقاني قصد بكلامه أن " لا " مع " اسمها " اسم
(تركيب) واحد ما ذهب إليه فهم الشيخ محي الدين رحمه الله تعالى.
والشيخ محي نفسه استنكر هذا الفهم , فقال:
مع أن الأصل في العربية أن " لا " إذا دخلت على اسم صيّرته منفيا ً، وههنا
صارت هي والاسم بمعنى الإثبات،
ومن هنا تفهم أن اللقاني رحمه الله - يرى أن معنى قوله " لا مساس "
امسسني، بخلاف المعنى على ما ذكرناه أولا،
فإن المعنى عليه لا تمسسني, وهذا هو الموافق للقراءة المشهورة (لامساس).
قلتُ (السلفي 1):هذا المعنى الذي ذكره الشيخ محي عن اللقاني هو من فهمه
رحمه الله تعالى ,وليس من تنصيص اللقاني رحمه الله تعالى , ولا أظن أن هذا
الفهم من الشيخ محي صحيح عن اللقاني إلا بوجه واحد تجدينه بالمشاركة
التالية ,
والله الموفق.
ـ[عين الضاد]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 05:40 م]ـ
بل أنت ِ كبيرة بخلقك وكريم شعورك أختي الكريمة عين الضاد، وإني لأضع كلماتك هذه فوق رأسي وحسبي أنك كتبت ِ ما كتبته وإني أراك ِ كتبته سعيا لمرضاة الله وإبعاد أي شبهة عن نفسك في أنك كتبت ِ ما يُغضب أخت منك.
أعزك الله ورفع قدرك بين عباده في الدنيا والآخرة قولي آمين.
أُشهد الله أن قلبي يحمل الشكر لك وإني أضعك فوق رأسي تقديرا لك ولنبل شخصك.
والله يصلح حالنا أجمعين ويوفقنا لما يُرضيه اللهم آمين.
لله درِّك أختي الغالية! فوالله لقد أخجلتني كلماتك، وأُشهد الله أن قلبي يحمل لك من الشكر والحب فيه ما لايوصف، جمعني الله وإياك في مستقر رحمته.
ـ[السلفي1]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 08:18 م]ـ
[ quote= نورالقمر;353476]
أنا أسأل عن شرح تخريج قول الفراء وابن خالويه بأن لا مساس ذهبا فيها إلى أنها مثل دراك ونزال,
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسنتِ أختي الكريمة ,وبارك الله تعالى فيك.
الظاهر من مذهب الفرّاء وابن خالويه أنهما قررا أن " لا مَساسِ " من كلام
العرب , ونص الفرّاء أنها لغة فاشية , وأن العرب تعامل " مَساسِ " معاملة
اسم الفعل " نزال ونظار " ,
وعليه جاء سؤالك الكريم:
وسألت كيف دخل عامل على اسم الفعل , وهذا ما أبحث إجابته.
¥