قلتُ: دخول العامل على اسم الفعل في قولهم " لا مَساسِ " من وجهين:
الأول: أن " لا " نافية للفعل بمعنى النهى , وتقدم بيانه.
الثاني: أن " لا " عاملة في اسم الفعل ,وهذا من باب الشذوذ , وهو الذي نص
عليه ابن هشام بقوله: " وهذا من غرائب اللغة " على المعنى الذي خرجه
الشيخ محي الدين عبد الحميد ,وهو الظاهر جدًا.
والله أعلم.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 09:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أساتذتي الكرام ,
اسم الفعل لا يعمل فيه عامل، سواء أكان سماعيا أم قياسيا على وزن " فَعَال ِ "
لم أفهم تخريج كل من الفراء وابن خالويه لـ " لا مسَاس ِ " وتركيبهما لـ لا مع مساس واعتبارهما لهما كلمة واحدة صارت بمعنى الإثبات بينما "لا "تفيد النفي، وأرجو شرح تخريج دخول " لا " على اسم الفعل رغم أنه لا يعمل فيه عامل. ا.
بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بادئ بدء لعل فيما سوف أقوله تكرارا لكلام سابق في مشاركات الإخوة والأخوات، لأني في الحقيقة لم أقرأه بل ألقيت نظرة سريعة،
إنما أردت فقط بيان كيف دخلت لا النافية للجنس على مساس فيمن قرأها بفتح الميم والبناء على الكسر.
أولا: ما الإشكال في دخول لا النافية للجنس على مَساسِ،؟ الإشكال أن مساس وأخواتها تعد معارف، ولا تدخل لا إلا على النكرات.
ربما لو ذكرنا مثالا، تتضح الرؤية، فالكلام النظري قد يشتت، وقد يغني المثال عن كثير شرح.
هبي أختنا الكريمة أنك تخرجين كل يوم إلى عملك أو دراستك فتمشين من بيتك إلى حيث تستقلين وسيلة نقل، وفي يوم قال لك أبوك أو زوجك: حذار ففي الشارع كلب عقور مطلق ... كل يوم تسمعين هذا التحذير: حذارِ، حذارِ، حذارِ ..... بعد أيام رأيت سيارة الكلاب الضالة تمسك بهذا الكلب وتمضي به.
(الحمد لله، لا حذارِ بعد اليوم) عبارة يمكن أن تقوليها أو يقولها من كان يذكرك بأخذ الحذر. أليس كذلك؟
كيف دخلت لا النافية للجنس على حذارِ هنا؟
دخلت على اللفظ مجردا من دلالته، كأنك تقولين لا قولِ حذار بعد اليوم، فلا عملت في المحل وبقيت حركة الحكاية على اللفظ، وفقد اللفظ تعريفه كما فقد التعريف (أبا الحسن) في قولهم: قضية ولا أبا الحسن لها.
ولوعدنا للآية الكريمة، نجد أن قوله تعالى عن السامري في القراءة المتواترة: " لا مِساسَ" لا إشكال فيه نحو لا جدال، وعلى القراءة الشاذة: "لا مَساسِ" أي لا قول مَساسِ على الحكاية وعمل لا في المحل، ويشبه إلى حد ما قوله تعالى " ولا تقل لهما أف" فالفعل تقل عمل في محل اسم الفاعل أف وبقي لفظه على الحكاية.
والله تعالى أعلم.
ـ[السلفي1]ــــــــ[26 - 06 - 2009, 09:25 م]ـ
[ quote= نورالقمر;353476] ا
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صارت بمعنى الإثبات بعدما رُكبت مع اسمها كاسم واحد وهذا ما جئت أسأل عن معناه في هذا الموضوع وسبب سؤالي ما نقلته عن شذور الذهب. وسنعود مرة ثانية لنقطة أن لا واسمها صارتا بمعنى الإثبات بعدما رُكبت مع اسمها والمفروض أنها تفيد النفي؟؟
لو تقرأين نفس الصفحة التي نقلت عنها ربما وقفتي على أسئلتي أختي الكريمة
فبعد أن رُكبت لا مع اسمها في شرح الفراء وابن خالويه فههنا صارت هي والاسم بمعنى الإثبات مع أن الأصل في العربية أن لا إذا دخلت على اسم صيرته منفيا.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
أحسن الله إليك أخيتي الكريمة.
أختي الكريمة.
كون " لا " مع " اسمها " كتركيب (اسم) واحد هذا ما فهمه اللقاني من
كلام الفرّاء وابن خالويه ,وجعله مذهبهما.
وتحقيقي لهذا الفهم أنه ضعيف سقيم لوجهين:
الأول: أن ظاهر كلام الفرّاء وابن خالويه هو أن العرب تعامل " مساسِ "
معاملة اسم الفعل , وهذا الذي أراداه.
الثاني: أن الفرّاء إمام الكوفيين ,وهم لا يرون تركيب "لا" مع " اسمها ", بل
يرون أن " لا " بمعنى " غير " التي بمعنى " ليس " ,
أما ابن خالويه فهو بغدادي حلبي , فلا يبعد عنه القول بالتركيب عمومًا , أما
دلالة قوله هنا على التركيب فضعيف للوجه الأول.
ثانيًا: كون التركيب بمعنى الإثبات هذا إما أن يكون من صريح كلام اللقاني
أو من فهم الشيخ محي الدين عنه ,
وفي صحته - عندي - وجهان:
الأول: أنه لا يصح , لأن النفي لا يمكن أن يكون هو الإثبات لنفس المعنى
كما بينه الشيخ محي الدين.
الثاني: أن اللقاني أراد أن "لا " مع " اسمها " تفيد إثبات النفي لا إثبات
المثبت , وبيانه:
قولك: " لا طالب مقصرٌ في الفصل " فيه:
إثبات التقصير لـ " لا طالب " أي للنفي , فصار " لا طالب " كأنه مثبت
بمعنى محمد أو عمر أو زيد ,
فإذا سألتُك أنا: من المقصر في الفصل؟ قلتِ: " لا طالب " فكأنها حلت
محل إثبات كأن قلتِ: محمد أو عمر ,
وكأن " لا طالب " هو اسم لشخص في الفصل , وهذا الشخص وهمي غير
موجود , فصار المعنى أن الفصل لا يوجد به طالب مقصر , وهذا المعنى هو
بعينه المقصود من كون " لا " تستعمل للنفي.
وهذا اجتهاد لي يحتمل الخطأ قبل الصواب ,
والله أعلم.
¥