ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 07:50 م]ـ
كل علم من العلوم التي دونت قامت على أدلة , بها أثبت أهل الفن فنهم , فهذه
اللغة العربية من أصولها (أدلتها) في تقريرها وإثبات وبيان مفرداتها وتكوين
معلوماتها وأحكامها:
أولاً: القرآن الكريم ,
ثانيًا: المسموع من لغة العرب.
ثالثًا: القياس (الاستدلال في لغة بعضهم)
هذه أدلة في علمي لم يختلفوا عليها , وهناك من المصادر للغة قد اختلفوا فيها
منها الحديث والقراءة الشاذة من أين أتيت بأنهم اختلفوا فيها من جهة اللغة؟ لا تلق كلامك هكذا على عواهنه. لا خلاف في أن الحديث والقراءة الشاذة من مصادر أخذ اللغة، طالما كان أصحابها من أهل الاحتجاج، قد لا يكون الحديث الضعيف أو القراءة الشاذة من مصادر الشرع، لكنهما من مصادر اللغة، لأن المتكلمين بهما من أهل الاحتجاج. , والثابت عند المتأخرين العمل بهما.
وعليه: من أراد أن يقرر حكمًا في اللغة فعليه واحد من تلك الأدلة إما النقلية
(القرآن - الحديث - المسموع) أو العقلية (القياس) ,وأين في كلامك هذه الأدلة، وإن كنت تعني القياس، فللقياس أدواته وأهله وليس الباب مفتوحا لكل من هب ودب
كذلك أيها الحبيب في علوم الدين فإن لها مصادرًا وأدلةً , فمن أراد أن يقرر
حكمًا شرعيًا فعليه دليل من أدلتها , ولكن المشكلة معك الآن أخي الكريم هي
معرفة أدلة الشرع , ماهي مصادر الأحكام في الشرع؟ ما هو الدليل الشرعي؟
أنت عرفت الآن الأدلة النحوية , فما هي الأدلة الشرعية؟ وما أدراك أنك أعلم مني بها، أنا لا أزعم أني ممن يؤخذ عنهم الشرع، فإن كنت تزعم لنفسك ذلك، فليس منتدى النحو والصرف مظنة أخذ العلم الشرعي، فانظر أين تعرض بضاعتك
الأدلة الشرعية من حيث الجملة والعموم بلغت ستة عشر دليلاً , ليس كما تظن وهل علمت ما أظن؟ أليس هذا من ادعاء علم ما لا تعلم؟ ,
أذكر منها أبرزها:
القرآن - السنة - الإجماع - القياس - الاستصحاب - الاستحسان - العرف-
المصالح المرسلة - سد الزرائع الذرائع - مذهب الصحابي - شرع من قبلنا جديدة هذه علي! -
المقاصد العامة - المقاصد الخاصة - القواعد الكلية - القواعد الفقهية.
منها ما اتفق عليه العلماء, ومنها ما اختلفوا فيه , ومنها ما أفاد اللزوم ,ومنها
ما لم يفد. ثم ماذا؟ ما الغرض من هذا الاستطراد وافتراض الجهل فيمن أمامك، بنقول يعرفها جلنا؟
ولتعلم أنه لا يروق لعلك تريد لا يجوز، فقد يروق لكثيرين، وقد أكون أنا أو تكون أنت واحدا منهم. لواحد أن يتكلم في دين الله تعالى مقررًا حكمًا إلا إذا كان
على علم واضح بهذه الأدلة من حيث كنهها , والعمل بها , وإفادتها للحكم ,
ومن تللك الأدلة ما فرع فيه العلماء نحو:
السنة لما قسموها إلى صحيحة وضعيفة ومتواترة ومشهورة وأحادية ,
والإجماع لما قسموه إلى الصريح والسكوتي ,
والقياس لما قسموه إلى الجلي والخفي , والجلي قسموه إلى الأولى والأدنى والشبه
والعكس , عدنا إلى الكلام غير المجدي، وافتراض الجهل في المخاطب.
وهذا باب واسع لا ينتهي , لعلك تصورته الأن وكيف عرفت أني كنت لا أتصوره فقربه إلي كلامك؟!.
انظر إلى كلامي الذي علقتَ - أنت- عليه أخي العزيز هل فيه من الأدلة التي
ذكرُتها سابقًا أم لا؟ ما فيه شيء سوى توهم أنك مصيب وغيرك مخطئ، ولا دليل فيه من كل ما قلت.
نعم , فيه: سد الزرائع الذرائع حيث قولتُ قلت: " وتلك المفاسد ... " , ومن أين لك بالحكم أنها مفاسد؟ وهل درء المفاسد مفتوح لكل أحد؟ ما ضر الإسلام شيء أكثر مما ضره أناس أفسدوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ويدرءون مفاسد. الحكم الشرعي في هذا للمعتبرين من أهل العلم وليس لك ولا لي.
وفيه: العرف حيث قولتُ: " فصرن في لغة الناس ... " ,
وهذه أيضا لأهل العلم، وبالدليل.
وفيه: المصالح المرسلة والقواعد العامة والقواعد الخاصة والمقاصد العامة والمقاصد الخاصة حيث قولتُ: " فإن شرع الله تبارك وتعالى قام وبني على حفظ حقوق الناس بتشريع ما يحققه ومنع ما يمنعه " , كلام جميل ولكنه في غير محله
فهذه أدلة شرعية معمول بها أخي العزيز , فأين ما ادعيته من خلو الدليل؟ بل أين ما ادعيته أنت من دليل، ما قلته ليس دليلا ولكنه بيان لأصول الدليل
¥