هل كان الممارس للطب في وقتهم لا يمارسه إلاّ بشهادة وترخيص من الحكومة ,
هل من مارس الهندسة في زمنهم دون شهادة وترخيص عوقب بالحبس وغيره ,
هل من وُلد له ولد ٌ لزمه أن يثبته في شهادة ميلاد , هل كان الواحد فيهم إذا
سافر من بلده لغيرها لابد أن يكون بجواز سفر , هل كانت هناك الأيمة في
الزواج , وهل كانوا يوقفون الزواج على الأيمة , هل الذمم وأمانتها في السلف
كالذمم الآن , هل النزاع على الإرث بين أهل هذا العصر كان موجودًا أصلا بين
السلف , هل التحايل على الباطل والحرام بتزوير الأوراق كان بين السلف,
هل الواحد من السلف كان يدخل ولده مدرسة وكانوا يطلبون منه أوراقًا رسمية
تثبت هوية الولد , هل كان السلف يتحايل على قبض المعاش , هل كان الواحد
من السلف إذا تقدم خاطب لابنته زوجه غير المطلوبة ,
كل هذه الفوارق هي التي غيرت عرفنا عن عرف السلف بخصوص المسألة
محل البحث , فلما تغير العرف تغير الحكم ,
فمَ حال نُهاد بنت محمد أحمد عمر الأنصاري إذا توفيت أختها نَهاد بنت محمد
ابن أحمد عمر الأنصاري ,
وقد ادعى زوج نَهاد أن زوجته لم تمت ,بل على قيد الحياة , وهي عند والدها
, وتحرت الجهات الرسمية فوجدت بالفعل " نُهاد " لكن ليس في أوراقها
الرسمية ضم النون.
ما حالها لو ادعى إخوة نُهاد أنها ماتت ليحرموها من الميراث , وقدموا شهادة
وفاة " نَهاد " لكن ليس فيها فتح النون.
ما حالها لو تقدمت للزواج , وكشف المأذون عنها في مكتب المواليد فوجد "
نَهاد" قد ماتت لكن ليس بالشهادة فتح وضم النون.
ما حالها في كل ما يخصها , ويرجع فيه للأوراق الرسمية.
أخي الكريم.
هل تعتقد ان الشرع يغفل هذا الأمور , لو كان لم يكن من قبل عزيز حكيم ,ولما
وصف بالشرع.
ما ذكرتُه سابقًا ربما لا يفهمه كثير من القراء , لأنه تخريج علمي يحتاج إلى
أصل مسبق عند القارئ , لكن الظروف حكمت أن يكون هكذا.
والله الموفق.
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 07:54 م]ـ
أخي الكريم حياك الله.
سأترك المراء معك وإن كنت محقا.
غفر الله لي ولك
ـ[السلفي1]ــــــــ[01 - 07 - 2009, 08:24 م]ـ
أ
القصد من هذا الكلام، أنك تعزو كثيرا من كلامك إلى الشرع، وإلى الأئمة وقد تأتي بنقول في غير موضعها- واعذرني فلا مجاملة في الشرع- ثم تخرج رأيك الخاص على أنه رأي الشرع.
بسم الله.
قلتُ ,وبالله تعالى التوفيق والسداد:
يكفي قوله تعالى:
" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
أعلم أن كلامي هذا قد يغضبك،
قلتُ: لا يغضبني أبدًا النقاش العلمي الأصيل الذي درج عليه أهل الفن في
فنهم ,
بل الذي يغضب كلَ مسلم عاقل أمران في النقاش:
الأول: أن تُجرح الذات المناقشة , وهذا ليس عليه نهج السلف أبدًا , ولم يكن
من عقيدة أهل السنة والجماعة بحال حتى مع العصاة والفسقة في أول دعوتهم.
الثاني: أن يكون النقاش ليس علميًا , بل كلام لا يسمني ولا يغني من جوع ,
ما هو إلا تصورات وتخيلات تكلم بها المناقش.
ومن تتبعي لردودك خرجت بانطباع أنك لا تقبل النصح بسهولة، وتعد النصح مساسا بشخصك.
قلتُ: النصح إذا كان صحيحًا لا يرده عاقل , ولا علاقة لما ذكرته أنت بالنقاش
والحوار العلمي , فهذا كلام في الذات المناقشة , لا عليك بما في ذاتي , لكن
ناقش كلامي.
اعلم أخي عبد الفتاح - فتح الله علينا وعليك-أني لا أكن لك إلا كل ود، وما ردي إلا دليل ودي.
قلتُ: وأنا كذلك أيها الحبيب اللطيف الأديب أكن لك كل الإحترام والمحبة ,
وهذا هو الأصل بين المسلمين.
فإن رأيت في كلامي هذا خطأ أوخطلا أو خللا فلك الرد على أن يكون محكوما بمرجعيته، فإن كان من الشرع فهات دليلك من الشرع بلا شرح ولا تفسير،
قلتُ: تقدم ما طلبته أيها الحبيب ,
وهنا أشير إلى أصل ربما فات التبيه إليه , وهو:
الاستدلال بالقواعد الشرعية هو استدلال بجملة النصوص التي خرجت منها هذه
القاعدة ,
كالنحو عندما تستدل بقاعدة فيه فأنت تستدل بأصول ومصادر وأدلة هذه
القاعدة.
قالوا:
" واحرص على فهمك للقواعد ... جامعة المسائل الشوارد
فترتقى في العلم خير مرتقى **** وتقتفي سبل الذي قد وفق
فكلنا والحمد لله عندنا من أدوات الفهم ما يغني عن شرح بعضنا لبعض.
قلتُ: ولا يلزم من ذلك فهم كل مسائل العلم , فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
" رب مبلغ أوعى من سامع "
وإن كان الرد رأيا شخصيا فاملأ الصفحات بما تشاء بلا حرج.
قلتُ: سبق ردي مؤصلاً على نهج أهل التأصيل من الأصوليين والفقهاء
والمحققين ,
ولك أخي الكريم أن تطبع كلامي المتقدم , وتذهب به إلى شيوخ مصر المعروفين
بالعلم والتحقيق والورع , وتسألهم عنه , وانظر بم ترجع , ثم أفد بما رجعت,
لك أن تسأل:
" أبا إسحاق - مصطفى العدوي - محمد إسماعيل المقدم - مجدي عرفات -
جمال المراكبي - أحمد النقيب - ياسر برهامي - عبد الله شاكر الجنيدي -
أبا ذر القلموني - عبد العظيم بدوي - أبا مالك سيد كمال - أشرف
عبد المقصود - عبد الحميد الشحات - وغيرهم ".
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلتُ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
ولا مانع عندي أخي الكريم الحبيب اللطيف أن نلتقي بمصر إن شاء الله تعالى
بعد شهر من الآن , وآتيك ونأكل عندك البط والوز الحمام والكشك ,
أخي الكريم.
لا يكن في قلبك شيء , فلم أتعرض لشخصك كما تعرضت لشخصي , فأنا على
نهج السلف وأهل السنة في النقاش والحوار كما أسلفت ,
ومرحبًا بك أيها الكريم مناقشًا وباحثًا عن الحق بأدب السلف الصالح.
وفق الله تعالى الجميع لما يحبه ويرضاه.
¥