تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

حينما نأتي باسم لشخص، ولكن نرى أنه لم يتضح الاتضاح الكامل فنريد أن نزيده إيضاحا فنقول: جاء محمد فإذا بدا على صاحبك الذي تتحدث معه أن الأمر ليس واضحًا تمامًا فتقول: جاء محمد أبو عبد الله يعني: محمد هو أبو عبد الله، وأبو عبد الله هو محمد فهو عطف بيان، وكذلك في جملة أقسم بالله أبو حفص عمر ... فإذا لم يتضح للشخص الذي تحدثه من هو أبو حفص فتقول له لكي توضح له عمر ـ رضي الله عنه ـ.

وهو يكاد يكون مرادفا للبدل. ..... بمعنى أنه كل ما صحَّ أن يكون عطف بيان صحَّ أن يكون بدلا، فجاء محمد أبو عبد الله، لك أن تقول بأن: محمد أبو عبد الله عطف بيان، أو تعربها بدلًا. .... إلا في مسألتين: ـ

1 - إذا كان ذكر التابع واجباً نحو قولنا: هند قام زيد أبوها، فالجملة الفعلية خبر لهند، ولابد فيها من ضمير يعود عليها ولا يصح أن يسقط لعدم الاستغناء عنه؛ ولأن البدل في نية تكرر العامل فيصير من جملة أخرى فتخلو الجملة المخبر بها عن رابط وهذا مما لا يمكن فعله في هذه الحالة؛ فتعين حينئذ أن يعرب عطف بيان فقط.

2 - إذا كان التابع غير صالح أن يوضع في مكان المتبوع؛ كقولنا: يا زيد الحارث فالتابع محلى بأل ولا يمكن أن يأتي بعد أداة النداء ويلزم أن يتكرر العامل إذا أردنا أن يعرب بدلاً وهذا لا يصح في المثال السابق وكقولنا: يا غلامُ يعمرَ، فكان يلزم أن يبنى (يعمر) على الضم فلذلك لم يصح أن يكون مكان (غلام).

ما افترق فيه عطف البيان والبدل، وذلك ثمانية أمور:

أحدها: أنَّ العطف لا يكون مضمرًا ولا تابعًا لمضمر؛ لأنه في الجوامد نظير النعت في المشتقِّ.

الثاني: أنَّ البيان لا يُخالف متبوعه في تعريفه وتنكيره.

الثَّالث: أنه لا يكون جملة بخلاف البدل.

الرَّابع: أنه لا يكون تابعًا لجملة بخلاف البدل.

الخامس: أنَّه لا يكون فعلاً تابعًا لفعل، بخلاف البدل، نحو قوله تعالى: {ومَن يَفْعَلْ ذلكَ يلْقَ أثامًا يُضَاعَفْ لَهُ العَذابُ}

السَّادس: أنه لا يكون بلفظ الأوَّل، ويجوز ذلك في البدل بشرط أنْ يكون مع الثاني زيادة بيان، كقراءة يعقوب: {وترَى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيةً كُلَّ أُمَّةٍ تُدعَى إلى كِتَابِها} بنصب {كلَّ} الثَّانية؛ فإنَّها قد اتَّصل بها ذكر سبب " الجُثُوّ ".

السَّابع: أنَّه ليس في نيَّة إحلاله محلّ الأوَّل، بخلاف البدل، ولهذا امتنع البدل وتعيَّن البيان في نحو: " يا زيدُ الحارثُ "، وفي نحو: " يا سعيدُ كُرْزٌ " بالرفع، أو " كرزًا " بالنصب.

الثَّامن: أنَّه ليس في التقدير من جملة أخرى بخلاف البدل، ولهذا امتنع أيضا البدلُ وتعيَّن البيان في نحو قولك: " هندٌ قامَ عمرٌو أخوها "، ونحو: " مررتُ برجلٍ قامَ عمرٌو أخوه "، ونحو: " زيدٌ ضربتُ عمرًا أخاه ".

وقال - رحمه الله - في " شرح شذور الذهب ":

(وكلّ شيء جاز إعرابُه عطفَ بيانٍ، جاز إعرابُه بدلاً، أعني: بدلَ كلٍّ من كلٍّ، إلاَّ إذا كان ذكرُه واجبًا، كـ" هندٌ قام زيدٌ أخوها "، ألا ترى أنَّ الجملة الفعليَّة خَبَر عن " هندٌ "، والجملة الواقعة خبرًا لا بدَّ لها من رابط يربطها بالمخبر عنه، والرابط هنا الضَّمير في قوله: " أخوها " الذي هو تابع لـ" زيدٌ "، فإن أسقط لم يصحّ الكلام؛

فوجب أنْ يُعربَ بيانًا لا بدلاً؛ لأن البدل على نيَّة تكرار العامل، فكأنَّه من جملة أخرى، فتخلو الجملة المخبَر بها عن رابط.

وإلاَّ إذا امتنع إحلالُه محلَّ المتبوع، ولذلك أمثلة كثيرة، منها قولك: " يا زيدُ الحارثُ " فهذا من باب البيان وليس من باب البدل؛ لأن البدل في نيَّة الإحلال محلّ المبدل منه، إذ لو قيل: " يا الحارثُ " لم يجز؛ لأنَّ " يا " و " أل " لا يجتمعان هنا، ومنها قول الشاعر:

أنا ابنُ التَّاركِ البكريِّ بِشْرٍ * عليهِ الطيرُ ترقُبُهُ وُقوعا

فـ" بشرٍ " عطف بيان على " البكريِّ "، وليس بدلاً، لامتناع " أنا ابنُ التاركِ بشرٍ "؛ إذ لا يضاف ما فيه الألف واللام إلى المجرَّد منها، إلا إنْ كان المضاف صفة مثنَّاة أو مجموعةً جمع المذكَّر السَّالم، نحو: " الضاربا زيدٍ "، و" الضاربو زيدٍ "، ولا يجوز " الضاربُ زيدٍ " خلافًا للفرَّاء) انتهى

وجاء في " اللُّباب ":

(وفي بعض المواضع يجوز أن يكون عطفَ بيان وأن يكون بدلا، وفي بعضها يتعيَّن أحدُهما، كقولك: " جاءني زيدٌ أبو محمدٍ "، يحتملها.

وفي قولك: " يا أيها الرجلُ زيد " يتعين أن يكون عطف بيان.

وفي قولك: " يا أخانا زيدًا " إن نصبت كان بيانًا، وإن أردتَّ البدل ضممتَ " زيدًا "؛ لأنَّ حرف النداء يقدّر عوده مع البدل).

وأخيرًا، جاء في " شرح التسهيل ":

(وكلّ ما صَلَح للعطفيَّة والبدليّة، وكان فيه زيادة بيان؛ فجَعْلُه عطفًا أولَى من جعله بدلاً، كقوله تعالى: {أو كَفَّارةٌ طعامُ مَساكينَ} المائدة 95، وكقوله تعالى: {ويُسْقَى مِن ماءٍ صَديدٍ} إبراهيم 16، وقوله تعالى: {مِن شَجَرةٍ مُبارَكةٍ زَيْتونةٍ} النور 35، ومن هذا قول ذي الرّمَّة " من البسيط ":

لَمْياءُ في شَفَتَيها حُوَّةٌ لَعَسُ * كالشَّمسِ لَمَّا بَدتْ أو تُشْبهُ الْقَمَرا

لأنَّ الحوَّة: السَّواد مطلقًا، واللَّعَس: سواد يسير.).

مصدر هذه المعلومات .... مقتطفات من كل منتدى ..... يُعنى باللغة العربية ...... ومنهم ... شبكة الفصيح ....

يقال مجئ عطف البيان قليل ... في الصناعة النحوية ... كما قرأت ...

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير