- قال الحافظ ابن حجر نقلا عن الحليمي: " يحتمل أن يكون المراد أن الشياطين لا يخلصون من افتتان المسلمين إلى ما يخلصون إليه في غيره لاشتغالهم بالصيام الذي فيه قمع الشهوات وبقراءة القرآن والذكر، وقال غيره - أي غير الحليمي - المراد بالشياطين بعضهم وهم المردة منهم .... وقوله صفدت ... أي شدت بالأصفاد وهي الأغلال وهو بمعنى سلسلت ..
- قال عياض يحتمل أنه على ظاهره وحقيقته وأن ذلك كله علامة للملائكة لدخول الشهر وتعظيم حرمته ولمنع الشياطين من أذى المؤمنين، ويحتمل أن يكون إشارة إلى كثرة الثواب والعفو وأن الشياطين يقل اغواؤهم فيصيرون كالمصفدين، قال ويؤيد هذا الاحتمال الثاني قوله في رواية يونس عن بن شهاب عند مسلم فتحت أبواب الرحمة، قال ويحتمل أن يكون .... تصفيد الشياطين عبارة عن تعجيزهم عن الإغواء وتزيين الشهوات. قال الزين بن المنير والأول أوجه ولا ضرورة تدعو إلى صرف اللفظ عن ظاهره " فتح الباري 4/ 114
- وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عن قول النبي صلى الله عليه وسلم (وصفدت الشياطين) ومع ذلك نرى أناسا يصرعون في نهار رمضان، فكيف تصفد الشياطين وبعض الناس يصرعون؟
فأجاب بقوله: " في بعض روايات الحديث: (تصفد فيه مردة الشياطين) أو (تغل) وهي عند النسائي، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية التي موقفنا منها التسليم والتصديق، وأن لا نتكلم فيما وراء ذلك، فإن هذا أسلم لدين المرء وأحسن عاقبة، ولهذا لما قال عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه: إن الإنسان يصرع في رمضان. قال الإمام: هكذا الحديث ولا تكلم في هذا.
ثم إن الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس، بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان. " انتهى كلامه [مجموع الفتاوى 20]
وعلى هذا فتصفيد الشياطين تصفيد حقيقي الله أعلم به، ولا يلزم منه ألا يحصل شرور أو معاصي بين الناس.
والله أعلم.
2 - 9 - 1430هـ
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[24 - 08 - 2009, 06:16 م]ـ
116 - والثان مبتدا وذا الوصف خبر** إن في سوى الإفراد طبقا ً استقر
والثان: الواو حرف استئناف , الثان: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة منع من ظهورها الثقل.
مبتدأ: مرفوع وعلامة رفعه الضمة (والجملة "والثان مبتدأ" مستأنفة لا محل لها من الإعراب).
وذا: الواو حرف عطف , ذا: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ , الوصف: بدل من ذا أو عطف بيان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
خبر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة (والجملة "وذا الوصف خبر" معطوفه على الجملة السابقة لا محل لها من الإعراب).
إن: حرف شرط وجزم مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
في سوى: جار ومجرور متعلق بالفعل "استقر" وسوى: مضاف والإفراد: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
طبقاً: حال من الضمير المستتر في "استقر" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره [وقيل: هو تمييز محول عن الفاعل".
استقر: فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط , وسكن لأجل الوقف , والفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هو يعود على "الوصف" [وجواب الشرط محذوف وتقدير الكلام: إن في سوى الإفراد طبقاً استقر فالثان مبتدأ ... ].
شاهد نحوي:
3 - فخير نحن عند الناس منكم**إذا الداعي المثوب قال: يالا.
موضع الشاهد [فخير نحن]
في البيت شاهدان:
الشاهد الأول: أن (نحن) فاعل سد مسد الخبر , ولم يتقدم على الوصف وهو (خير) نفي ولا استفهام (وهذا على مذهب الكوفيين والأخفش , أما البصريون فلا يجيزون ذلك فهم يشترطون أن يتقدم الوصف نفي أو استفهام)
الشاهد الثاني: أن (نحن) الذي وقع فاعلاً أغنى عن الخبر هو ضمير منفصل وهو دليل الجمهور على صحة ما ذهبوا إليه من جواز كون فاعل الوصف المغني عن الخبر ضميراً منفصلاً.
حديث ومعنى:
جاء في الحديث المتفقِ عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً».
ففي هذا الحديث أمرٌ بالتسحر؛ وهو الأكل والشرب وقت السحر استعداداً للصيام، وذكرٌ للحكمة من ذلك وهي حلولُ البركة.
¥