والبركة: هي نزولُ الخيرِ الإلهي في الشيء، وثبوتُه فيه. والبركة كذلك تعني الزيادة في الخير والأجر، وكلِّ ما يحتاجه العبد من منافع الدنيا والآخرة. والبركةُ إنما تكون من الله، ولا تنال إلا بطاعته عز وجل.
فَحَرِيٌّ بالصائم أن يتسحر، وأن يؤخر سحوره إلى ما قبيل الفجر ولو كان السحور قليلاً؛ لما في ذلك من الخيرات والبركات العظيمة، فمن ذلك أنه استجابة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال في الحديث المتفق عليه: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً»، وكفى بذلك فضلاً وشرفاً؛ قال الله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ}، وقال: {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}.
ومن بركات السحور: أنه شعار المسلمين، وأن فيه مخالفةً لأهل الكتاب، قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَر ِ». ومن ذلك حصولُ الخيريةِ، والمحافظةُ عليها؛ عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ» رواه البخاري ومسلم.
ومن بركات السحور أن فيه تقويةً على الطاعة، وإعانةً على العبادة، وزيادةً في النشاط والعمل؛ ذلكم أن الجائعَ الظامئَ يعتريه الفتور، ويَدِبُّ إليه الكسل.
ومن بركات السحور حصولُ الصلاةِ من الله وملائكته على المتسحرين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعاً: «إِنَّ اللَّهَ وملائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المُتَسَحِّرِينَ» رواه ابن حبان، والطبراني في (الأوسط)، وحسنه الألباني.
ومن بركات السحور أن فيه مدافعةً لسوء الخلق الذي قد ينشأ عن الجوع.
ومن بركاته أن وقت السحور وقت مبارك؛ فهو وقت النزول الإلهي، كما يليق بجلال الله وعظمته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَنزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدُّنيا حين يَبقى ثُلثُ الليل الآخرُ يقول: مَن يَدعوني فأستجيبَ له، مَن يسألني فأُعطِيَه، من يَستغفِرُني فأغفِرَ له» رواه البخاري.
ومن ذلك أن وقتَ السحرِ من أفضل أوقات الاستغفار إن لم يكن أفضلَها، كيف وقد أثنى الله عز وجل على المستغفرين في ذلك الوقت بقوله: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}، وقوله: {وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}. فالقيام للسحور سببٌ لإدراك هذه الفضيلة، ونيلِ بركات الاستغفار المتعددة.
ومن بركات السحور أنه أضمن لإجابة المؤذن بصلاة الفجر؛ ولا يخفى ما في ذلك من الأجر، وأنه أضمن لإدراك صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة.
ومن بركات السحور أن تناولَه في حد ذاته عبادةٌ إذا نَوَى بها التَقَوِّيَ على طاعة الله، والمتابعةَ للرسول صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك أن الصائم إذا تسحر لا يملُّ إعادة الصيام، بل يشتاق إليه، خلافاً لمن لا يتسحر؛ فإنه يجد حرجاً ومشقةً يُثْقِلان عليه العودة إليه.
3 - 9 - 1430هـ
.
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[26 - 08 - 2009, 06:05 م]ـ
117 - ورفعوا مبتدأ بالابتدا** كذاك رفع خبر ٍ بالمبتدا
ورفعوا: الواو حرف استناف , رفعوا: رفع: فعل ماض مبني على الضم؛ لاتصاله بواو الجماعة , وواو الجماعه ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
مبتدأ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
بالابتداء: جار ومجرور متعلق بالفعل "رفع".
كذاك: الكاف حرف جر , ذا: اسم إشاره مبني على السكون في محل جر بحرف الجر والكاف الثانية: حرف خطاب مبني على الفتح لا محل له من الإعراب (والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم والتقدير: كائن أو استقر كذاك).
رفع: مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره "وهو مضاف" وخبر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة.
بالمبتدأ: جار ومجرور متعلق "برفع"
شاهد نحوي:
4 - خبير بنو لهب , فلا تك ملغياً ** مقالة لهبي إذا الطير مرت.
موضع الشاهد: خبير بنو لهب.
فخبير: مبتدأ , وبنو لهب: فاعل سد مسد الخبر.
قوله (خبير بنو لهب) حيث استغنى بفاعل (خبير) عن الخبر مع أنه لم يتقدم على الوصف نفي ولا استفهام "وهذا ما ذهب إليه الكوفيون والأخفش" حيث لا يشترطون أن يتقدم الوصف نفي أو استفهام.
ويرى البصريون- ما عدا الأخفش- أن قوله "خبير" خبر مقدم , وقوله "بنو" مبتدأ مؤخر (فالبصريون يرون أن الوصف الذي يرفع فاعلاً يسد مسد الخبر يجب أن يتقدمه نفي أو استفهام).
دعاء ومعنى:
"اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا".
اختلف أهل العلم في معنى قوله: " واجعله الوارث منا "، واختلافهم فيه ناشئ عن اختلافهم في مرجع الضمير، والراجح أنه راجع إلى المذكور الشامل للأسماع والأبصار والقوة، وعليه فمعنى كون هذه وارثة أن يموت الشخص وهو متمتع بها، بخلاف ما لو فقدها في حياته فإنه سيكون وارثاً لها، لا وارثة له، لأن من شأن الوارث البقاء بعد الموروث، وقد مال بعض النحاة إلى أن الضمير في "اجعله" ضمير مصدر، واختلف هؤلاء في تقدير المصدر المفسر له، فمنهم من قال: هو: تمتعنا، المدلول عليه بمتعنا، ومنهم من قال: هو: الجعل المفهوم من اجعله، وقيل: الضمير راجع على واحد من المذكورات، ويدل ذلك على وجود الحكم في الباقي، وقيل غير ذلك.
ولكن الراجح هو القول الأول، إذ لا يسلم غيره من اعتراض غير مندفع.
والله أعلم.
المصدر:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=1172&Option=FatwaId
¥