أشار ابن مالك في هذين البيتين إلى مسألتين هما:
1 - تقدم خبر ليس عليها:
اختلف النحاة في جواز تقديم خبر "ليس" عليها إلى أقوال منها:
-ذهب الكوفيون والمبرد والزجاج وابن السراج وأكثر النحاة المتأخرين ومنهم ابن مالك إلى منع تقدم خبر ليس عليها.
-وذهب أبو علي (الفارسي) وابن برهان إلى جواز تقدم خبر ليس عليها فتقول (قائماً ليس زيد).
- أما سيبويه فنسب قوم إليه الجواز وقوم نسب إليه المنع , ولم يرد من لسان العرب تقدم خبر "ليس عليها"وإنما ورد تقدم معمول خبرها عليها كقوله تعالى / (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ) فإن (يوم) ظرف، وعامله (مصروفاً) والتقدير: ليس مصروفاً عنهم يوم يأتيهم، يعني: لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم، فـ (يوم يأتيهم) معمول لمصروفاً، ومصروفاً هو الخبر، وإذا جاز أن يتقدم معمول الخبر وهو فرع لعامله فتقدم عاملة من باب أولى، ولهذا كان القول الراجح جواز تقدم خبر ليس عليها. وعلى هذا فتقول: قائماً ليس زيد. وعلى رأي ابن مالك لا يجوز أن تقول: قائماً ليس زيد، بل قل: ليس قائما زيد، أو ليس زيد قائماً.
2 - تقسيم كان وأخواتها من حيث التمام والنقصان إلى نوعين هما:
أ) ما يكون تاماً وناقصاً: وهي كل أخوات "كان" ما عدا (فتئ , وزال التي مضارعها يزال , وليس).
ب) ما يكون ناقصاً فقط وهو (فتئ , وزال التي مضارعها يزال وليس).
معنى البيتين باختصار:
أشار ابن مالك رحمه الله إلى أن النحويين اختلفوا في جواز تقدم خبر ليس عليها، واختار هو المنع؛ لأن (اصطفي) بمعنى اختير، فهو يقول رحمه الله: اصطفي منع سبق خبر ليس عليها، وهو إشارة إلى أن المسألة فيها خلاف.
وأشار كذلك إلى أن الأفعال الناسخة منها ما يكون تاماً وهو الذي يكتفي بمرفوعه , ومنها ما لا يكون إلا ناقصاً وهي (فتئ , زال التي مضارعها يزال , وليس) فإن هذه الثلاثة لا تأتي إلا ناقصة (معنى ناقصه أنها لا تكتفي بمرفوعها بل تحتاج إلى منصوب).
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[02 - 11 - 2009, 12:36 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:
الأستاذ الفاضل: عمر مبروك
جزاك الله خيرا .... مجهود مبارك .... هذه النافذة فيها معلومات قيمة ومفيدة ـ ما شاء الله لا قوة إلا بالله ـ ولكنها تحتاج إلا وقت طويل لتدارسها ...
جعل الله في موازين حسناتكم .... اللهم آمين
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 01:25 م]ـ
الأستاذة الفاضلة / زهرة متفائلة
جزاك الله خيراً على هذه الدعوات الطيبة , وأسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في السر والعلن , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وأذكر بقول الشاعر:
أخي لن تنال العلم إلا بستة * * * سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ * * * وصحبة أستاذ وطول زمان
ويقول آخر: ومن طلب العلم من غير كدٍ** أدركه إذا شاب الغراب.
كدٍ (تعب وجهد)
ـ[عمرمبروك]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 01:32 م]ـ
152) ولا يلي العامل معمول الخبر **إلا إذا ظرفاً أتى أو حرف جر
ولا: الواو حرف استئناف , لا: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
يلي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل.
العامل: مفعول به "مقدم" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
معمول الخبر: معمول: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. ومعمول: مضاف , والخبر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ,وسكن لأجل الوقف.
إلا: حرف استثناء مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه.
ظرفاً: حال من فاعل (أتى) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة.
أتى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر لا محل له من الإعراب , والفاعل: ضمير مستتر تقديره هو يعود على (معمول الخبر) [وجملة "أتى" في محل جر بإضافة "إذا" إليها ... وجواب الشرط محذوف تقديره (فإنه يليه)].
أو حرف جر: أو: حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب , حرف: معطوف على ظرفاً منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ,وحرف مضاف , وجر: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة , وسكن لأجل الوقف.
شرح البيت:
لا يلي معمول الخبر (الاسم الذي يعمل فيه الخبر) العامل (كان وأخواتها) إلا إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً، واكتفى المؤلف بقوله: (حرف جر) عن ذكر المجرور، لأن الحرف لا يمكن أن يستقل بنفسه بل لا بد من مصحوب له. فلا يلي العامل معمول الخبر إلا في هاتين الحالتين: إذا أتى ظرفاً، أو أتى حرف جر. مثال ذلك: تقول: كان طعامَك زيدٌ آكلاً، فالعامل كان، و (طعام) معمول للخبر الذي هو آكل، وهنا ولي معمول الخبر (طعامك) العامل (كان) فالمؤلف يقول: إن هذا لا يجوز؛ لأن الطعام ليس ظرفاً، ولا جاراً ومجروراً. وإذا قلنا: كان عندك زيدٌ مقيماً، جاز؛ لأنه ظرف. وكذلك إذا قلنا: كان في المسجد زيدٌ معتكفاً، يجوز؛ لأنه جار ومجرور.
رأي الكوفيون: يجوز أن يلي العامل معمول الخبر، وإن لم يكن ظرفاً ولا جاراً ومجروراً. وعلى هذا الرأي يجوز كان طعامك زيدٌ آكلاً
معنى البيت باختصار [أنه لا يجوز أن يلي "كان" وأخواتها معمول خبرها الذي ليس بظرف ولا جار ومجرور]
المقصود بالعامل في البيت (كان وأخواتها).
معمول الخبر (الاسم الذي يعمل فيه الخبر).
¥