ـ[أبو لين]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 05:11 م]ـ
لا وألف لا.
ولذلك كانت صيغة السؤال واضحة أن الكسول كسول بطبعه وذلك معروف عنه.
والامتحان لم يكن أبدا مقياسا لمستوى التلميذ, والمعلم النبيه يعرف ذلك ويعرف تلميذه وإلى أي فئمة ينتمي.
أعرف طالبا وفقه الله ذكيا ونبيها ومثابرا ولكنه يوم الامتحان ينقلب شخصا آخر, فيرتبك ويخاف حتى وصل به الأمر إلى الخروج من الجامعة. وحوادث الامتحانات كثيرة جدا ولا يكاد يكون ثمة طالب لم يعشها, كالإرتاج black-out وثقب الذاكرة memory hole وأتذكر أني أنا نفسي من شدة خوفي من امتحان نسيت تاريخ ميلادي فلم أتذكره إلا بعد أن هدئت واسترجعت إدراكي وقد فاتني فيه بسبب ذلك وقت ثمين. مثل هذه الحوادث يجب معالجتها علاجا نفسيا وقليولون هم الذين يهتمون بذلك.
أنا ضد تنجيح الطالب الكسول, ومع مساعدة المجتهد المتعثر وصاحب العذر.
أما الحقد والحسد فهما أمران معروفان إذ أن فتح باب المساعدات يجذب أسراب متسولي الأعداد (علامة = عدد في العربية التونسية) والمفاضلة بينهم تسبب الحقد والحسد بينهم ونعت المعلم بالظلم والمحسوبية, والمعلمون يعرفون ذلك.
أما العفو فهو عن المستحق, وأصحاب الظروف الخاصة والأعذار المقبولة معذورون أصلا في الدين والدنيا, أما المتهاونون فلا بد من تأديبهم.
ولا بد أن نفكر في مصلحة الأمة لا في مصلحة الشخص, فهؤلاء المتواكلون لو وجدوا من يتواكلون عليه فيوصلهم إلى مراتب عالية فإنهم غير أهل لتلك المراتب ولا يستحقونها وفي هذا ضرر على الأمة بإيكال المناصب والمراتب إلى غير مستحقيها.
وشكرا.
كلام رائع ومقنع .... بارك الله فيك ونفع بك الأمة أخي ضاد.:)
ـ[شجون العساف]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 05:16 م]ـ
قبل خمس سنوات ...
في المرحلة الثانوية آخر مرحلة كانت جدا متعبة ((ثالث ثانوي))
يوم اختبار مادة الأدب استوقفتني نفسي لم أستطع المذاكرة أبدا أبدا
تركت الكتاب من تلقاء نفسي مع أني كنت في في اعمال السنة أنا الطالبة الوحيدة التي
حققت الدرجة الكاملة على جميع الصفوف بقسميها العلمي والأدبي ..
يوم الأختبار تركت المذاكرة هكذا وبدون سبب الأستاذة صدمت بالدرجة تقول أجابتك كانت
جدا ممتعة في النحو والبلاغة لكن لماذا الأدب و و و و و .... ؟؟؟؟ ّّّّّ!!!!
صعقت أنا أكثر عندما نظرت للنتيجة كانت الدرجة 20 من 30 ..
أنا لا أستحق ذلك بل درجتي المستحقة 13 أو 8
هل تعلم عندما تكلمت مع الأستاذة بذلك قالت للأدب والهدؤ في الفصل درجات ..
لماذا لماذا؟؟!!!
هل هذا من العدل؟؟؟
ـ[أبومصعب]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 05:17 م]ـ
حياك الله يا أبا لين، وأكرمك ونفع بك،
أخي الحبيب، العدل أن تعطي كلا ما يستحقه، فإن أردت الزيادة فللجميع، أما تزيد أحدا على حساب آخر فهذا إلى الظلم أقرب منه للعدل، إلا أن يكون من مالك الخاص وحقك الخاص فافعل فيه ما تشاء، أرأيت لو أن قاضيا حكم بين اثنين اختصما عنده في مال، فقضى بينهما بالعدل وأعطى لكلٍّ حقه حسب ما ظهر له، وفضل من ذلك المال شيء، فبدا له فيه أن يمنح المحسن منهما ما فضل منه، أله ذلك؟ ليس له ذلك، إلا إذا رضي الآخر
ولو أن خازنا للمال مستأمنا عليه، أعطى لكل ذي حق حقه، ثم بدا له أن يزيد المحسن على إحسانه، دون المسيء لإساءته، أله ذلك؟ ليس له ذلك إلا أن تكون الزيادة للجميع ...
ولو أن شخصا يملك مالا فأراد أن يعطي منه للمحسن ويمنع المسيء، أله ذلك؟ نعم له ذلك ...
بوركت أخي الكريم ... ولكن ... هل نقف على مستوى الطالب الحقيقي من خلال الاختبارات ... لعلّه في ذلك اليوم لم يستعد للاختبارجيدا لظروف طارئة كـ (مرض , أو مشاكل أسرية , أو ..... ) لذا أخفق في هذه الدرجة أفلا يستحقها؟
ومثل هذا جائز في التلميذ الكسول، فلعله ولعله
ولم كانت الجنّة درجات إن كان المحسنون يجازون بالمثل.؟
أخي الحبيب أبا لين، لم أقل إن المحسنين يجازون بالمثل
وأين الحقد والحسد إن كان الفرق بينهما كالفرق بين الشمس والنجوم.
ثم إن الله عفو أفلا نعفو ... والله كريم أفلا نكرم ... والله يغفر أفلا نغفر.؟؟
ونعم، الله عفو وكريم وغفور، ونحن نعفو عن المسيء إلينا لا عن المسيء إلى غيرنا، ونكرم من أموالنا لا من أموال غيرنا ...
بورك فيك أيها الأستاذ الحبيب.
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 05:29 م]ـ
أشكركم.
يجب أن نعي وأن نوعي أولادنا أنه لا يمكن أن يصبحوا كلهم من أصحاب الشهادات. إن مجتمعاتنا ترى في الشهادة الطريق الوحيدة نحو المستقبل وهذا خطأ. الله جعل الناس درجات فمنهم صاحب الشهادة ومنهم العامل ومنهم الموظف ومنهم الخباز ومنهم سائق الحافلة وغيرهم كثير. هذا التدرج والتنوع سنة كونية. ولذلك فالطالب الذي لا يوفق في إكمال دراسته فليس ذلك نهاية حياته ولا تحطم مستقبله كما يريد البعض أن يريه. هناك آلاف السبل الأخرى التي جعلها الله للرزق والمستقبل. كان عندنا في تونس قبل بضع عقود تعليم طويل وتعليم مهني, فالتلميذ الذي لم يجد في نفسه القدرة على طول التعليم تحول إلى المهني فيتعلم حرفة أو صنعة يعيش بها ومنها كريما. ثم ألغوا التعليم المهني, ومن وقتها زادت البطالة, لأن المتوقف عن الدراسة لا يعرف إلا الكتب والمواصل فيها لا يجد عملا بعد تخرجه. ثم أرجعوا التكوين المهني للمتوقفين عن الدراسة أو المطرودين منها, وكأنهم ملفوظون من المجتمع, ولو تركوا المهنية تكمالا للدراسة لكانت أفضل.
صحيح أن الشهادة فخر وقيمة, ولكن عصرنا عصر "اللقمة من فم الأسد", فما دام حلالا فكل عمل يكفي صاحبه مد يده فهو غنى وفضل من الله.
¥