بما أن اللغة العربية لا تستطيع أن تُدرّس بأي حال من الأحوال بمعزل عن القرآن الكريم، فمعظم شواهد النحو مثلا - نستقيها من القرآن الكريم، فهو الضابط للسان العربي، دون إنكار قيمة الشعر بالطبع فهو لسان العرب ومورد حكمتهم، لكن المعلم أثناء شرحه لقاعدة نحوية يجد نفسه تلقائيا يتطرق للاستشاهد بآيات القرآن، حتى موضوعات الإنشاء تكاد لا تخلو من التحدث عن قيم إسلامية يرجع الطالب فيها إلى الاستشهاد بأحاديث نبوية أو آيات قرآنية أو سير الصحابة والتابعين، وكذلك الحال بالنسبة لموضوعات القراءة وبعض النصوص الشعرية.
هل يستطيع المعلم المسيحي أن يضطلع بهذا الأمر ويغطي جوانب هذه المعارف لدى الطالب؟
هل يستطيع أن يثريه لغويا إثراء ً مرتبطا ارتباطا وثيقا بروح القرآن والإسلام؟
إن استطاع أن يثري المعلمُ المسيحي الطالبَ لغويا، فأنّى له أن يثريه روحيا بروح الإسلام و المرتبطة تلقائيا بتدريس اللغة العربية دون إرداة منّا ولو تخيلنا أنه يمكن فصل اللغة العربية عن القرآن؟
وكما تعلمون أستاذي أن المدرس لا يكتفي بذكر نقاط عريضة للدرس الذي يتحدث عن إحدى القيم الإسلامية بل يستدعي المدرس مخزونه المعرفي و ما استقر في قلبه وعقله عبر مراحل حياته لكي يستزيد منه في نقاط الدرس والتي تخدم الأصل ولكنها تصب جميعها في نهر الإسلام وفي صلب الموضوع الذي يشرحه، فهل يستطيع المعلم المسيحي التحدث في موضوع عن " غزوة بدر في رمضان " فيغطيه بمعلومات من هنا وهناك، وسير من هنا وهناك، وآيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وربما تطرق إلى عناد الكفار فيتطرق إلى حادثة وفاة أبي جهل فيجد أن حصة واحدة لا تكفيه ولا يزال الطلاب في شوق إلى مزيد، هل يسد المعلم المسيحي مسد المعلم المسلم في التدريس ههنا؟
إن استطاع المعلم المسيحي أن يشرح للطلاب النقاط الأساسية للدرس، فلن يخرج موضوع الإنشاء من تحت أياديهم سوى موضوع ركيك لا روح فيه ولا جمال، وربما كان شيئا يشبه القوالب الجاهزة، وسنلمس بأنفسنا أن طلاب مثل هؤلاء سيكونون رجال مستقبل لا يعرفون كيف يستعملون لغتهم الأم ويعبرون بها عن مواقف الحياة المختلفة.
هذا ما أسأل عنه.
وهذا ما أرغب في معرفة إجابته.
هل يستطيع معلم اللغة العربية المسيحي أن يضطلع بمهمة تدريس اللغة العربية، بما يحفظ لنا اللغة في وعائها " القرآن الكريم "؟
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 01:41 ص]ـ
صدق الجبلي ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرحبا بك أختي الكريمة ,
ردي على مداخلتك هو نفس ردي على مداخلة أستاذي الجبلي.
شكرا لكِ.
ـ[أسامة أمين ربيع]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 02:08 ص]ـ
تجربتي في سورية نابعة من أساتذة علمونا اللغة العربية، وهم من النصارى، وكانوا ممتازين حتى بالقياس لبعض الأساتذة المسلمين، صحيح أنَّ مراجعهم اللغوية كانت تفتقر إلى شواهد قرآنية ولكنَّ ذلك لم يقلل من قيمة علمهم وشواهدهم ...
وبصورة عامة، أساتذة اللغة العربية من النصارى كثيرون في سورية ولا أعتقد أنَّ مستواهم يقلُّ عن أقرانهم المسلمين بسبب اختلاف دينهم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 03:04 ص]ـ
هل العربي يمنع من دراسة اللغة العربية إذا لم يكن مسلما؟
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:43 ص]ـ
بما أن اللغة العربية لا تستطيع أن تُدرّس بأي حال من الأحوال بمعزل عن القرآن الكريم
وهذا الوضع لم يعجبهم فتعلموا اللغة وتبحروا فيها دون استشهاد بالكتاب والسنة فقط أقوال العرب , فانقلب السحر على الساحر وكانت خدمتهم للغة أكبر بكثير من محاولاتهم أبعادها عن الكتاب والسنة
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 05:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أسامة أمين ,
سمعتُ أن في الشام يوجد مدرسون للغة العربية من المسيحيين، لكن هذه أول مرة أخاطب أحدا يقول أنه تتلمذ على أيديهم.
هل أقول - ربما بانحياز - إن أساتذتك الذين درّسوا لك ما كانوا سيتفوقون في اللغة العربية لو لم يتلقوها عن أساتذة لهم مسلمين؟
وأرجو التفضل بقراءة مداخلتي التالية للأستاذ عامر مشيش ففيها إكمال لمداخلتي لك.
ـ[أمة الله الواحد]ــــــــ[05 - 09 - 2009, 06:07 ص]ـ
هل العربي يمنع من دراسة اللغة العربية إذا لم يكن مسلما؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي الكريم ,
لا يُمنع العربي المسيحي من تعلّم اللغة العربية.
لكني أقول إنه من الأفضل بكثير جدا أن يُمنع من تعليمها.
حين يتلقى المسيحي علم اللغة العربية عن مدرس مسلم فإن حصيلة معارفه ستكون كشجرة تتجدد فروعها، لأن هذه الحصيلة من ضمن روافدها ثقافة لغوية إسلامية وهي قوية بقوة الإعجاز اللغوي في القرآن بما يشمله من ثراء لغوي وأدبي في المفردات والتراكيب والصور.
لكن ..
حين يتلقى المسيحي علم اللغة العربية عن مدرس مسيحي ثم يقوم هذا المتعلم بتعليم الجيل الثاني و فيهم نصارى - قد أخرجت المسلمين من التأثر السلبي لأن ثقافتهم اللغوية الإسلامية ستسد النقص الموجود عند رفقائهم - ثم يقوم هذا الجيل الثاني من المسيحيين بتعليم الجيل الثالث من المسيحيين اللغة العربية، فإني أعتقد أن مستوى الضعف الذي سينتاب اللغة على ألسنتهم سيكون أكثر بكثير منه لو تتلمذوا على أيدي أساتذة مسيحيين يتبادلون المواقع عبر سنوات التعليم مع مدرسين مسلمين.
¥