[التعريف بآل الحاكم النيسابوري (ت405هـ)]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[02 - 11 - 10, 10:42 ص]ـ
التعريف بآل الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ) رحمهم الله
(من ترجمة الحاكم لهم في " تاريخ نيسابور ")
كتبه أبو معاوية
مازن بن عبد الرحمن البحصلي البيروتي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه.
أما بعد، فهاكم (التعريف بآل الحافظ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري رحمهم الله)، وهو عبارة عن الفصل الأول من كتابي " الجامع لترجمة أبي عبد الله الحاكم " (ص 7 – 12 / ط. دار البشائر الإسلامية).
والحاكم النيسابوري هو محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم بن الحكم، أبو عبد الله البَيِّع الضبِّي، إمام أهل الحديث في عصره، ويُقال له الضبِّي لأن جدّ جدّته عيسى بن عبد الرحمن بن سليمان الضبِّي، وأم عيسى بن عبد الرحمن هي مَتُّويه بنت إبراهيم بن طهمان الزاهد الفقيه، فلذلك يُقال له: الطهماني، قال ابن خلِّكان: وإنما عُرِف بالحاكم لتقليده القضاء.
وُلِدَ في صبيحة يوم الإثنين الثالث من شهر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين وثلاث مئة، وتوفي يوم الثلاثاء الثالث من صَفَر سنة خمس وأربع مئة، وترجم له الحافظ أبو موسى محمد بن عمر المديني (ت 581 هـ) في مصنَّف مفرد.
أما آله، فقال عبد الغافر الفارسي (ت 529 هـ) في " السياق لتاريخ نيسابور " (المنتخب منه / ص 16): وبيته بيت الصلاح والورع والتأذين.
وسأذكر مِنْ آلهِ مَن تَرجَم له الحاكم في تاريخه " تاريخ نيسابور ":
1 – والده عبد الله بن محمد، أبو محمد البيِّع:
ترجم الحاكم لوالده فقال: هو الذي أذّن ثلاثاً وستين سنة محتسباً، وحَجَّ ثلاث حِجَج، وغزا اثنتين وعشرين غزوة، وما ترك قيام الليل، وأنفق على العلماء والزهّاد أكثر من مئة ألف، أدرك عبد الله بن أحمد بن حنبل ومسلم بن الحجاج، وروى عن ابن خزيمة وغيره، توفي سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة عن ثلاث وتسعين سنة.
قال أبو معاوية البيروتي: ويظهر من المقتطفات عن والد الحاكم - التي بثّها الحاكم في ثنايا تاريخه " تاريخ نيسابور " – أن والده كان من الصالحين وذي مكانة عالية بين أهل العلم، وكان منزل والده في سكة حمدان بنيسابور، وكان أهل العلم يقصدونه للزيارة؛ بل ويقيمون عنده، وقد رأى والده مسلماً صاحب " الصحيح "، وكان يحضر مجالس أهل الحديث كعيسى بن محمد الطهماني وابن خزيمة ومحمد بن إسحاق السرّاج وغيرهم.
2 – أخوه محمد بن عبد الله:
ذكره الحاكم في تاريخه في ترجمة الحصيري فقال: سمع منه أخي محمد الكثير، وهو جدّه، ويظهر من تاريخ ولادة ابنه محمد الآتي ترجمته أن أخا الحاكم توفي بعد سنة خمس أو ست وثلاث مئة، ويُحتمل أن يكون توفي قبل ولادة الحاكم سنة 321 هـ، فلهذا سمّاه باسم أخيه محمد، والله أعلم.
3 – ابن أخيه محمد بن محمد بن عبد الله:
ترجم له الحاكم في " لاحقة " تاريخه فقال: سمع الكثير قبلي ومعي، وكتب بخطِّه جملة، وحدَّث، وكان أكبر منِّي بخمس عشرة سنة، وكذا علقمة بن قيس أكبر من عمِّه عبد الله بن شبرمة، توفي سنة اثنتين وتسعين وثلاث مئة في جُمادى الآخرة، وله سبعٌ وثمانون سنة، رحمه الله. اهـ.
4 – ابن خال أمه محمد بن عيسى بن محمد، أبو محمد العارض:
ترجم له الحاكم في " طبقة شيوخه " من تاريخه، وقال: كان أبو صالح ابن خال أمي، ولنا به اختصاص القرابة والصحبة، كتبتُ عنه بنيسابور غير مرّة، ثم كتبنا عنه بمرو، ونظرت في كتبه بها سنة ثلاث وأربعين (أي وثلاث مئة)، وتوفي بمرو ليلة الجمعة لخمس بقين من صفر سنة أربع وأربعين وثلاث مئة. اهـ.
5 – ابن خاله محمد بن عبد الله بن حمشاذ أبو سعد الحاسب:
ترجم له الحاكم في " تاريخه " فقال: هو ابن خالي (في حاشية الأنساب مصدر ترجمته: في النسخ " خالتي ")، وكان أبوه من أعيان المشايخ والتجار بنيسابور، طلب معنا أبو سعد الحديث في صباه من سنة ثلاثين وثلاث مئة إلى سنة سبعٍ وأربعين، ثم أقام ببلخ وسمرقند، وذُكِرَ بعد ذلك بالحساب، سمع بنيسابور، ورحل معي إلى أبي النضر، ودخل بغداد قبلي وحدَّث، وتوفِّي غداة يوم الخميس الثاني والعشرين من ربيع الآخر من سنة ست وثمانين وثلاث مئة. اهـ.
6 – خاله محمد بن علي بن محمد، أبو علي المؤذن النصروي:
ترجم له الحاكم في " تاريخه " فقال: كان من العبّاد الصالحين، القاعدين عن السُّوق والتصرف، القانعين بميراث الآباء، حجّ وغزا، وأنفق على العلماء الفاضلَ من قوته، وأذّن نيّفاً وخمسين سنة محتسباً، وتوفّي في شعبان سنة تسع وسبعين وثلاث مئة. اهـ.
7 – ابنه أو ابن أخيه محمد:
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نعيم، أبو الحسن الضبِّي النيسابوري.
هكذا ذكره الحاكم في " تاريخه "، ولم أعثر له على ترجمة.
8 – صهره، العباس بن محمد:
العباس بن محمد بن علي بن معاوية، أبو جعفر بن أبي الحسن، صهر الحاكم المصنّف النيسابوري.
هكذا ذُكِر في " لاحقة تاريخ نيسابور "،
والصهر زوج بنت الرجل كما نُقِل عن ابن الأعرابي في " لسان العرب ".
هذا آخر ما وقفتُ عليه من تراجم آل الحاكم النيسابوري رحمه الله، ولعلّه حين يُعثَر على كتابه " تاريخ نيسابور " المفقود تظهر لنا تراجم أخرى وزيادات في التراجم،
والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.
¥