تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الإمام السخاوي وكتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة]

ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 01 - 09, 02:26 م]ـ

الإمام السخاوي

وكتابه التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة

بعد سقوط بغداد بيد التتار (656هـ) اتجه كثير من العلماء إلى مصر واستقروا فيها، وكانت مصر آنئذ تحت سلطة المماليك () الذين شجعوا الحركة العلمية وأكرموا العلماء وأنشأوا المدارس؛ فانتعشت الحركة العلمية، وخاصة في مراكزها العريقة كجامع عمرو بن العاص، والجامع الأزهر، وجامع ابن طولون، وعدد من الزوايا ()، والخوانق ()،

والربط ()، ومنازل الشيوخ ().

في هذه البيئة، وفي هذا العصر، وبالتحديد في عصر الدولة المملوكية الثانية المعروفة باسم الجراكسة () أو البرجية عاش الإمام السخاوي، وعاصر في عمره المديد أحد عشر سلطاناً من سلاطين هذه الدولة، أولهم الأشرف برسباي (825 - 841هـ)،وآخرهم الناصر قايتباي (901 - 904هـ)،الذي كان عهده أفضل عهودالمماليك لأنه تميز بنشر العلم والاهتمام به، وكانت للإمام السخاوي علاقة قوية به، حيث صنف له عدة مصنفات وقرأ عليه بعضها ().

العلامة المسند المؤرخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد، ويلقب شمس الدين، ويكنى بأبي الخير وبأبي عبدالله، وينسب إلى (سخى) قرية في أسفل مصر، فيقال له السخاوي، وهي الآن قرية من قرى مركز كفر الشيخ بمديرية الغربية بمصر، تبعد عن القاهرة (17) كلم (). وقد ينسب إلى بغداد فيقال له (البغدادي) نسبة إلى أصله حيث جاء أحد أجداده من بغداد، ويقال له أحياناً (الغزولي) نسبة إلى مهنة (الغزل) وهي مهنة أبيه وجده ().

أصل أسرته من بغداد، وهي أسرة علم وصلاح، نزل أحد أجداده مصر، أما جده لأبيه الشمس أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن محمد السخاوي، الملقب بابن البارد، فقد ولد في (سخى) بمصر، وكان عالماً، حج عدة مرات، وسافر إلى الشام وبيت المقدس. وأما والده عبد الرحمن زين الدين المولود في القاهرة (800 هـ) فقد حفظ القرآن وتدرب على التجويد، وحفظ بعض المتون، وسمع من كثير من العلماء، منهم البلقيني، وابن حجر، وابن جماعة، وجده لأمه شمس الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن بلال العدوي القاهري المالكي؛ تميز في الفقه والعربية، ومن شيوخه ابن الحاجب، والبسطامي، والبرماوي، وحفظ أخوه عبد القادر ــ محي الدين ــ القرآن والشاطبية وبعض التنبيه، وكذلك حفظ أخوه أبو بكر ــ ولقبه زين الدين ــ القرآن والعمدة والمنهاج وألفيتي الحديث والنحو وغيرها، وتصدى للتدريس في الفقه وأصوله والعربية وأخذ عنه كثير من الطلاب ().

وهكذا يتضح أن الإمام السخاوي سليل أسرة علمية متميزة، فجده لأبيه وجده لأمه كانا عالمين، وكذلك أبوه، وأخوته، حفظوا القرآن الكريم، وبعض المتون، وعلموا طلاب العلم الفقه وأصوله واللغة العربية وغيرها.

ولد الإمام السخاوي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة، بحارة بهاء الدين قراقوش في القاهرة، في المنزل الذي ولد فيه والده وعماه.

وللمكانة العلمية لأسرة السخاوي أثر كبير في تنشئته، ختم السخاوي القرآن عند زوج أخته الفقيه الصالح البدر حسين الأزهري، وكان يسكن في بيت والد الإمام السخاوي، ثم جود القرآن عند الحريري، وحفظ العمدة والألفية لابن مالك والنخبة لابن حجر ... ().

وصف الإمام السخاوي بكثرة الشيوخ من القاهرة ونواحيها، بالإضافة إلى رحلاته التي استفاد منها كثيراً، حتى زاد من أخذ عنهم على ألف ومائتين (). ومن أهمهم:

1 - العز بن الفرات (ت 851هـ). كان عالماً في الفقه الحنفي، وجمع كثيراً من فنون العلم.

2 - ابن خضر (ت 852هـ) وهو من تلاميذ ابن حجر.

3 - الزين السندبيسي (ت 852هـ) كان متقدماً في العربية، ومدرساً للحديث في جامع الحاكم.

4 - الزين رضوان العقبي (ت 852هـ) كان متقدماً في التجويد والقراءات.

5 - عبد السلام البغدادي (ت 889هـ): اهتم بالتفسير والقرآن والفقه والنحو والصرف والمنطق.

6 - ابن الديري (ت 867هـ): كان شيخاً في المذهب الحنفي.

7 - ابن البلقيني (ت 868هـ): كان إماماً فقيهاً عالماً قوي الحافظة فصيحاً مهاباً.

8 - الشرف المناوي (ت 871هـ): أجاد الفقه والعربية والتفسير، وله مصنفات كثيرة.

9 - التقي الشمني (ت 872هـ): كان مهتما ًبالفقه والأصول والعقليات والعربية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير