تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وعن مقاتل بن حبان قال: صليت خلف عمر بن عبد العزيز فقرأ " وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ" (الصفات24) فجعل يكررها لا يستطيع أن يجاوزها – يعني من البكاء.

وقال يرحمه الله يوماً لابنه: اقرأ، قال: ما أقرأ؟ قال: اقرأ سورة "ق" فقرأ حتى إذا بلغ " وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ" (ق19) بكى ثم قال: اقرأ، إقرأ يابني قال: ما أقرأ؟ قال" ق " فقرأ حتى إذا بلغ ذكر الموت، بكى أيضاً بكاء شديداً، يفعل ذلك مراراً.

* الفضيل بن عياض وابنه علي

وكان من توبة الفضيل رحمه الله، أنه سمع ذات ليلة قارئاً يقرأ قوله تعالى " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ" (الحديد17) فقال بلى، وتاب، وصار جبلاً في العبادة.

أما عن قراءته للقرآن، فعن اسحاق بن إبراهيم قال: كانت قراءة الفضيل حزينة شجية بطيئة مسترسلة كأنه يخاطب إنساناً، وكان إذا مر بآية فيها ذكر "الجنة" يرددها.

وعن سعد بن زنبور قال: كنا على باب الفضيل بن عياض فاستأذنا عليه، فلم يؤذن لنا، فقيل لنا: إنه لا يخرج إليكم حتى يسمع القرآن، وكان معنا رجل مؤذن، وكان صيتاً فقلنا له اقرأ " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ " (التكاثر1) ورفع بها صوته، فأشرف علينا الفضيل وقد بكى حتى بل لحيته بالدموع ومعه خرقة ينشف بها الدموع من عينه وأنشأ يقول: بلغت الثمانين أو حزتها فما ذا أؤمل أو أنتظر أتي لي ثمانون من مولدي وبعد الثمانين ما ينتظر

قال: ثم خنقته العبرة، وكان معنا علي بن خشرم فأتمه لنا: علتني السنون فأبلينني فرقت عظامي وكل البصر

وعن محمد بن ناجية قال: صليت الصبح خلف الفضيل فقرأ "الحاقة" فلما بلغ قوله تعالى "خُذُوهُ فَغُلُّوهُ" غلبه البكاء فسقط ابنه علي مغشياً عليه.

وقال بكر بن عياش: صايت المغرب خلف الفضيل، وابنه علي إلي جانبي، فقرأ " أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ" فلما قال " لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ" سقط على وجهه مغشياً عليه وقال أبو سليمان الدارني: كان {علي} لا يستطيع أن يقرأ "القارعة" ولا تقرأ عليه.

وروي البيهقي في الشعب: كان علي بن الفضيل لا يقدر على قراءة القرآن، فقال لأبيه: يا أبه، ادع الله لعلي أستطيع أن أختم القرآن مرة واحدة، وكان سبب وفاته، ما حدث به إبراهيم بن بشار قال: الآية التي مات فيها علي بن الفضيل " وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ " (الأنعام27) قال: مع هذا الموضع مات، وكنت فيمن صلي عليه رحمه الله.

* ثابت البناني

قال حماد بن سلمة: قرأ ثابت لبناني قوله تعالي " أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً " (الكهف37) هو يصلي صلاة الليل ينتحب ويرددها، وكان رحمه الله قد اشتكى عينيه فقال له الطبيب اضمن لي خصلة تبرأ عينيك لا تبكي قال ثابت وما خير في عين لا تبكي

* محمد بن المنكدر

عن يحيى بن الفضل قال: سمعت بعض من ذكر عن محمد بن المنكدر أنه بينما هو ذات ليلة قائماً يصلي إذ استبكى فكثر بكائه حتى فزع أهله فسألوه:

ما الذي ابكاك؟ فاستعجم عليهم فتمادى في البكاء فأرسلوا إلى أبي حازم وأخبروه بأمره فجاء أبو حازم فإذا هو يبك فقال يا أخي ما الذي أبكاك قد روعت أهلك؟

فقال إني مرت بي آية من كتاب الله عز وجل

قال وما هي؟ قال قول الله عز وجل " ........ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ" (الزمر 47)

قال: فبكى أبو حازم معه واشتد بكاؤهما

فقال بعض أهله لابي حازم: جئنا بك لتفرج عنه فزدته

* أبو حصين الاسدي

قال ابو بكر بن عياش: دخلت على أبي حصين الأسدي في مرضه الذي مات فيه، فأغمى عليه ثم أفاق فجعل يردد قول الله " وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ" (الزخرف 76) ثم أغمى عليه ثم أفاق فجعل يرددها فلم يزل على ذلك

* الربيع بن أبي راشد

عن خلف بن حوشب قال: قال الربيع بن أبي راشد: اقرأ علي " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ ........ " (الحج 5) فقراتها عليه فبكى ثم قال: والله لولا أن تكون بدعة لسمت أو قال: لهمت في الجبال

* زرارة بن أبي أوفي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير