- الحافظ يتكلم عنه أهل العلم ويعرفونه بتعاريف لم نجد تعريفًا نستطيع أن نقول إنه محدد ولا يستطيع تجاوزه، فهي قضية اجتهادية، إنما يُطلق على من حفظ كمًا من الأحاديث، وجملة مما يتعلق بعلوم الحديث بحيث إذا سئل يجب عن الأعم الأغلب، فهذا هو الذي يُقال عنه الحافظ، أما وصف الإمام فيُطلق على من برز في فنون شتى بحيث صار له الفتيا ومرجع الناس إليه، وبروزه على أهل عصره، فمثل هذا هو الذي يتبوأ وصف الإمام، مثل الحافظ ابن حجر وشيخ الإسلام ابن تيمية، وهؤلاء الأئمة الأعلام.
- الحافظ ابن حجر رحمه الله شافعي المذهب، ولكن لم يكن تمذهبه بمذهب الإمام الشافعي مانعًا له من ترجيح ما سواه في بعض الأحيان.
يتبع ان شاء الله
ـ[ذات الهمة العالية]ــــــــ[20 - 12 - 10, 07:15 م]ـ
- أهمية كتاب النكت على مقدمة ابن صلاح:
من ينظر إلى تلك التحقيقات والتنقيحات والجهد الرائع الذي بذله الحافظ في النكت بحيث أننا لا نجد كتابًا من الكتب التي تقدمته استوعب مثل ما استوعبه الحافظ في الأنواع التي طرقها في كتاب النكت، وأصبح من يأتون بعده يأخذون كلام الحافظ النكت ويودعونه في مؤلفاته، كتلميذه السخاوي في كتابه فتح المغيث، أو السيوطي في تدريب الراوي، أو من تأخر بعد ذلك الصنعاني في توضيح الأفكار، فكل هؤلاء استفادوا مما حققه ونقحه الحافظ، والحافظ في هذا الكتاب تعقب شيخه العراقي، وتعقب قبل ذلك الحافظ ابن الصلاح رحم الله الجميع.
- فيُعرف علماء الحديث علم الحديث أو علم مصطلح الحديث بأنه "علم بأصول وقواعد يُدرى بها حال السند والمتن من حيث القبول والرد".
- فعلم الحديث مهمٌ جدًا لكل عالم من علماء الشريعة، لا يستغني عنه أحد، فلا يستغني عنه لا المفسر، ولا الفقيه، ولا اللغوي، فضلا عن المحدث.
- حقيقةً أنا أنصح بحفظ المتن (نخبة الفكر) لأنه صغيرٌ وسهل الحفظ، لكن من كان يستهوي الشعر والنظم، فهناك قصب السكر في نظم نخبة الفكر لمحمد بن الأمير الصنعاني الإمام المشهور صاحب سبل السلام، فإنه نظم النخبة في هذا النظم المُسمى بقصب السكر، نظم سلس وجميل وجيد، فمن أحب النظم فليحفظ ذاك، ومن لم يكن عنده مبالاة بالنظم من غيره فحفظ متن النخبة أنا أرى أنه أولى.
- في الحقيقة أن الأمثلة في الفقه هي الأكثر، ولعل من أهم الأمثلة أننا نجد مثلا حديث تغير الماء بتغير أحد أوصافه الثلاثة، هذا الحديث يكثر ترداده في كتب الفقهاء وهو حديث ضعيف، ولا أتكلم عن أصل الحكم، وطبعًا الحديث معروف، حديث أبي أمامة (الماء طهورٌ لا ينجسه شيءٌ إلا ما غير من طعمه أو لونه أو ريحه)، الحديث ضعيفٌ ولا يُعول عليه، لكن ممكن أن يُستدل بالإجماع، فالمسألة مسألة إجماع بين أهل العلم، وهذا يكفينا في إثبات الحكم دون التعويل على حديثٍ ضعيفٍ بإجماع أهل علم الحديث.
- هناك في الحقيقة عدة شروح (للنخبة)، من أجودها فيما أرى "اليواقيت والدرر" شرح لعبد الرؤوف المناوي شرح فيه النخبة.
- إن علم الحديث أول ما نشأ لم تصنف فيه مصنفات مستقلة، وإنما كان أهل العلم يتكلمون عن هذه الأنواع من علوم الحديث بطريقة مبثوثة في كتب شتى، فأول من عرفناه تكلم في ذلك هو الإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتاب الرسالة، فكتاب الرسالة أودعه الإمام الشافعي كثيرًا من مباحث علوم الحديث.
- كذلك أيضًا من الناس القريبين من عصر الإمام الشافعي علي بن المديني والإمام أحمد ويحيى بن معين رحمهم الله تعالى، فهؤلاء أيضًا من تلاميذ الإمام الشافعي رحمه الله، هؤلاء كلهم تكلموا في أنواعٍ شتى من علوم الحديث، ولكن كلامهم مبثوثٌ في تلك الأسئلة التي كانت توجه لهم.
- كذلك أيضًا الإمام البخاري في كتابه التاريخ الكبير والتاريخ الأوسط نجد له كلامًا مبثوثًا في هذا، وإن لم يكن بالكثير، لأن أكثر كلامه في الرجال، قرينه الإمام مسلم له كلام رائعٌ جدًا في مقدمته الرائعة وهي مقدمة صحيحه، مقدمة صحيح مسلم نستطيع أن نقول إنها مؤلف من المؤلفات التي أُلفت في مصطلح الحديث.
- يأتي بعد تلميذ البخاري وهو الترمذي، وتلميذ الإمام أحمد وهو أبو داود السجستاني، فأبو داود له رسالة كتبها لأهل مكة في وصف سننه، هذه الرسالة أيضًا تضمنت أنواعًا شتى من أنواع علوم الحديث، وهي مفيدة ورائعة في بابها.
¥